وتـــلــك الأيـــام...أعراس الجذور..مواسم الفرح في حضرموت

> د. هشام محسن السقاف :

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
لحضرموت فرادة التقدم، قصب السبق إن شئنا، في ناشئة التكوين الحضاري، نواصي التاريخ متونه والحواشي. ومنذ أن كان للجذور شأنها العظيم في صناعة الأحداث البعيدة من حضرموت وانطلاقاً منها إلى محيطها اليمني والعربي والإنساني، لم تنقطع آصرة التآخي بين ما هو أصيل ومعاصر، فقد حملت موجات الهجرة ومواسم السفر إلى أفجاج المعمورة المزايا الأصيلة ذاتها، الصفات التي تطابق الموصوف لحضرمي حمل عصا الترحال غير ما انفصام عن منابته العريقة.. تاجراً أم داعياً، فكان ما كان من دخول فطري في مناكب العقيدة الإسلامية السمحة لأمم تُعدّ بمئات الملايين بتأثير العبقرية الحضرمية، التي لم تتعسف طبائع الأنفس بقدر ما استندت إلى روح الإسلام وقوام منهجه: المعاملة .. و(إنما الدين المعاملة).

لذلك فإن للجذور فعلها الحضاري المعاصر في حضرموت، تبصره العيون وتستنطقه البصائر، وقد تعانق الماضي بالحاضر، وغدت المحافظة المترامية الأطراف والمتعددة التضاريس من الوادي إلى الصحراء، ومن البحر إلى الجبل، ورشة عمل حقيقية كأنها لا تنام إلا قليلاً، فإن نامت فلكي تصحو مع الطير في وكناتها ليوم عمل جديد يضيف شيئاً إلى الأشياء القيمة التي تحققت في صباحات ونهارات قريبة عهد بيومنا، بفضل جهود أبناء حضرموت، تفانيهم وحبهم للعمل، وانضباطهم الفطري وتوقهم للحياة المدنية، وغير بعيد ما يتحقق في المحافظة من رعاية الدولة واهتمامها بهذا الجزء العزيز من الوطن، وارتباط هذه الرعاية بصفات ومواصفات قيادة المحافظة، وتحديدا الرأس القيادي في المحافظة .. وبشهادة أبناء المحافظة أنفسهم (وأهل مكة أدرى بشعابها) أقل ما يمكن قوله عنها إنها قيادة واعية تماهت في رغبات المواطنين، وعملت على تحقيق الطموحات المشتركة، وتحولت إلى قيادات جماهيرية غير معزولة عن الناس لا تضع حواجز مصطعنة كما يفعل البعض، ولا تتعالى أو تتخفى عن حل مشاكل المواطنين في بروج عاجية.

والضلع الثالث من أضلاع مثلث النهضة البنائية في حضرموت هو رؤوس الأموال الحضرمية، فعندما هاجر الإنسان الحضرمي من أرض الأجداد في ظروف اضطرارية وقسرية، صنع مجداً في كل بقعة من بقاع الأرض ألقى فيها عصا الترحال، بنى هذا الإنسان المدن وعمّر الصحراء، وصار عماداً من أعمدة التجارة والمال في الأرض الجديدة، وها هي حضرموت وقد تحقق ما ينبغي أن يتحقق لعودة المال أو حتى جزء منه إلى المرابض الحقيقية، إلى الأرض والأهل والوطن، فتشارك مع الجميع في صنع ملحمة البناء الحضاري الذي يعتمل في حضرموت اليوم. أليس من الحق أن تحتفل، بل تحتضن حضرموت التميز كمحافظة رائدة من محافظات الوطن أعيادنا بالذكرى الخامسة عشرة لعيد التوحد الكبير، عيد الوحدة اليمنية كاستحقاق على ما حققته حضرموت في مجالات التنمية والبناء والتعمير، وإعادة التأهيل للقطاعات الحيوية كافة، وكحافز لبقية المحافظات أن تحذو حذو حضرموت المحافظة والمواطن والقيادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى