«الأيام» تستطلع معاناة المواطنين بأحور من انقطاعات التيار الكهربائي...هل تعرف السلطة أننا عرفنا نور الكهرباء في الستينات؟

> «الأيام» أحمد المدحدح :

> مديرية أحور التي تبلغ مساحتها نحو (4384) كم2 وتعد من أكبر مديريات محافظة أبين وتتميز بثروة اقتصادية هائلة في المجالات الزراعية، السمكية، الحيوانية والنحل، وتعد أحور أيضاً من المدن التاريخية والحضارية.. تعاني منذ فترة طويلة من أزمة انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة بين الحين والآخر، وأصبحت معاناة المواطنين حالياً من الكهرباء أشد وطأة، وهاجس المعاناة لدى كافة المواطنين، في الوقت الذي كانت فيه أحور قد عرفت نور التيار الكهربائي عام (62)م عندما كانت عاصمة لسلطنة العوالق السفلى (باكازم) في فترة الوجود البريطاني.

«الأيام» اطلعت على وضع الكهرباء وما يعانيه المواطنون في المديرية من جراء أزمة الكهرباء الحالية من خلال هذا الاستطلاع.
كانت الكهرباء تحت إدارة المؤسسة الأهلية للكهرباء عند تأسيسها وتشرف عليها السلطنة حينذاك. وعقب الثورة ضم إليها (المياه) وسميت بالمؤسسة المحلية للكهرباء والمياه، وفي 86م تم افتتاح المرحلة الأولى من مشروع كهرباء أحور المتمثل في إنشاء مبنى وطاقة كهربائية مكونة من مولدين كهربائيين قوة كل واحد (500) كيلو وات، وتغيير شبكة الخطوط الكهربائية إلى ضغط عال بالإضافة إلى تغيير شبكة الخطوط الداخلية لمدينة أحور. أما المرحلة الثانية من المشروع فقد تعثر عملها بعد أن تم إحضار الأعمدة في بعض المناطق المستفيدة من المشروع، وبعضها تم ربط الأعمدة بالأسلاك دون توصيلها بالتيار الكهربائي.

وفي عام 94م عجزت المؤسسة المحلية للكهرباء والمياه عن إدارتها نتيجة للأعطال المتكررة بسبب العجز الكهربائي، وتخلت السلطة المحلية في المديرية عن مساعدتها وعاشت المدينة نحو شهرين في ظلام دامس في ذلك الوقت، الأمر الذي دفع جمعية أحور الخيرية ممثلة بالسيد محمد علي المشهور، عضو مجلس النواب الحالي (تم انتخابه لمجلس النواب عام 2003م) بتحمل إدارة هذه المؤسسة والإشراف عليها للحيلولة دون استمرار الظلام، من خلال قيام الجمعية بإصلاح المولدات وشراء قطع غيار من الخارج، ولكن الأزمة الكهربائية استمرت والإصلاحات للأعطال أيضاً كانت مستمرة، وكل ذلك بسبب عدم قدرة المولدات الكهربائية على توليد الطاقة الكافية لمدينة أحور التي تشهد توسعا مستمرا.. ومنذ 16 أبريل 2005م أصبح التيار الكهربائي يتم تشغيله بالتناوب على الوحدات السكنية لمدينة أحور، وبالرغم من ذلك فإن المعاناة مستمرة في ظل تقاسم الأهالي للظلام الدامس.

تعرفنا على معاناة الأهالي في مدينة أحور عاصمة المديرية من أزمة التيار الكهربائي، من خلال أحاديث المواطنين ..قال المواطن أبوبكر عبدالله الشهيجي:

«السلطة بعيدة كل البعد عن معاناة الناس في مدينة أحور من مشكلة الكهرباء المتفاقمة، ومتاعب المواطنين واحدة من انقطاعات التيار الكهربائي، وكان من أكبر الأخطاء أن يتم تشغيل المرحلة الأولى لمدينة أحور بمولدين كهربائيين منذ افتتاحها وحتى الآن، فقد واجهتهما الأعطال نتيجة لعدم قدرتهما على تحمل الطاقة الكهربائية في تلك الفترة، فكيف إذا ما نظرنا اليوم إلى التوسع العمراني الذي ما زالت تشهده المدينة والعدد الكبير من الوحدات السكنية التي تم ربطها بطريقة عشوائية دون مخطط للطاقة التوليدية غير الكافية .. فالحل لمعالجة هذا الوضع لا بد أن تضم مؤسسة الكهرباء إلى الهيئة العامة للقوى الكهربائية».

المواطن عبدالقادر أحمد صالح البدوي قال: «الكهرباء مشكلة آبائنا الذين رحلوا، وتظل المشكلة القائمة لنا ولجيلنا.. وما يمكن أن تقدمه الدولة هو مولد كهربائي بديل عن العاطل، وهذا ليس هو الحل طالما السبب معروف لدى عامة الناس أن العجز في الطاقة الكهربائية هو سبب المعاناة، فنحن نقدر لجمعية أحور الخيرية ممثلة بالسيد محمد علي المشهور، عضو مجلس النواب، كل ما بذلته من جهود جليلة لانتشال الكهرباء من وضعها المتردي عند استلامها، ولكن الأعطال التي أثقلت الأعباء على الجمعية، قد أثقلت الأعباء على المواطنين ولذلك يجب على وزارة الكهرباء أن تتحمل المسؤولية إزاء هذا الوضع المزري الذي تعيشه المديرية وتعمل على معالجة جذرية لهذه الأزمة».

الأستاذ عبدالله قيسان، قال: «الناس في جميع المديريات تجاوزت الحديث عن معاناة الكهرباء، ولكن نحن في هذه المدينة التاريخية والحضارية ما زلنا إلى اليوم نعيش حالة الإحباط واليأس وكأن ما نطالب به من كهرباء تعمل (24) ساعة ليس حقا مشروعا على الدولة توفيره. وأمام الوضع الحالي يتأكد لنا جلياً أن مشروع الكهرباء أثبت فشله،لأن تنفيذه كان بهدف التنفيد وليس حل مشكلة الكهرباء ضمن خطة استراتيجية».

أما المواطن يسلم سالم سويحلي فقال: «مشكلة الكهرباء أصبحت المعاناة اليومية لتكرار أعطالها التي تعيش المدينة بسببها في ظلام دامس. أما عملية تشغيل التيار حالياً فكل يوم في حي سكني، لم تُحل المشكلة، والضعف الكهربائي واضح، حتى في ظل التشغيل السابق للتيار الكهربائي بمولدين نجد أن أغلب المنازل لا تشغل المعدات الكهربائية خوفاً من العطل، ناهيك أن المراوح والأميال الكهربائية لا تعمل في ذلك الوضع .. وحالياً حدث فلا حرج».

المواطن عبدالله محمد العزب، قال:«هل تعرف الدولة أننا في هذه المدينة عرفنا نور التيار في الستينات في ظل بريطانيا واليوم في ظل الثورة والوحدة أكثر معاناتنا من هذه المشكلة، وأن ما يعانيه الناس من ظلام يتزامن مع أعياد الثورة والذكرى الـ 15 لتحقيق الوحدة اليمنية، وكنا نتمنى أن تأتي هذه الذكرى وقد قامت الدولة بحل هذه المشكلة».

والتقينا المواطن ناصر علي داحي، الذي قال: «بصراحة الطاقة التوليدية للكهرباء أثقلت كواهل الناس .. من يصدق أن هذه المدينة الواسعة المزدحمة بالسكان لديها طاقة لا تتجاوز (700) كيلو وات، كل مولد (350) كيلو وات، بينهما القسم الثاني من مشروع طريق الشريط الساحلي الذي تنفذه مجموعة بن لادن وموقعه حوالي (13) كيلو شمال غرب المدينة لديهم مولدان كهربائيان قوتهما (1000) كيلو وات كل مولد (500) كيلو وات، ويعملان (24) ساعة، يتم تشغيلها لإدارة ومساكن العمال (الكمب) الواقع في مساحة لم تتجاوز(2) كيلومتر مربع ..هل تدرك الدولة أن الكهرباء والماء من الحقوق المشروعة لنا؟».

أما المواطن أنور عبدالله سعيد بن عافية، فقد قال: «الكهرباء كدرت حياة الناس، فبين الظلام الذي خلفه انقطاع الكهرباء، و(النامس) من جانب يظل المواطن ساهراً،لا راحة في الليل ولا في النهار في مثل هذه الأيام الحارة . إن أحور بحاجة ضرورية للكهرباء إذا كانت الدولة لا تعطي اهتماماً لمواطني المديرية فعلى الأقل توفرها من أجل الثروة الاقتصادية الهائلة التي تمتلكها المديرية، وهناك الكثير من المشاريع تعتمد على الكهرباء ومجال الاستثمار الجاري في المديرية نجد أصحابه يتجهون لشراء المولدات الكهربائية بينما الناس أغلبهم قد أعاوا الفانوس إلى منازلهم».

مناطق لم تكتمل فرحتها
مناطق: الأريب ، جول الهيل وجول السلام تقع على مسافة لم تتجاوز (4) كيلومتر من مدينة أحور، ولكن نتيجة للتوسع العمراني أصبحت هذه المناطق شبه مرتبطة بعاصمة المديرية، ولذلك كانت قد ربطت بالتيار الكهربائي منذ المرحلة الأولى لمشروع كهرباء أحور ومعاناة الأهالي في تلك المناطق لم تتجاوز معاناة المواطنين في عاصمة المديرية، وقد عرفنا جانبا مما يعانيه أهالي تلك المناطق من بعض الأهالي وهم: النقيب متقاعد سعيد عوض مسيلة، الشيخ ناصر قرعوز، الشيخ علي عوض علي، والشيخ سعيد عوض سرور، وجميعهم شرحوا المعاناة التي خلقتها الكهرباء للأهالي منذ الوهلة الأولى لمد التيار إليهم وظهور الضعف الكهربائي في ظل الطاقة الكهربائية غير الكافية الواصلة إليهم من مدينة أحور عام 87م وتأثير التوسع العمراني الذي انعكس في الربط العشوائي وعودة الفانوس إلى منازلهم.

أين اعتماد المرحلة الثانية لمشروع كهرباء أحور؟
وبعد أن اطلعنا على معاناة المواطنين من أزمة الكهرباء في عاصمة المديرية، قمنا بالنزول الميداني إلى (5) مناطق تقع على مسافات متفاوتة أقصاها (10) كيلومتر من موقع مبنى كهرباء أحور، وتعرفنا على معاناة أهاليها من الظلام الدامس بسبب تعثر العمل في المرحلة الثانية لمشروع كهرباء أحور عام 87م وإلى الآن .. بدأنا هذا النزول من منطقة حصن محمد حوالي (7 كيلو) غرب عاصمة المديرية، وشاهدنا أعمدة كهربائية مرمية بالقرب من المنازل ومدفونة بالتراب ومتهالكة.

والتقينا أحد أهالي هذه المنطقة وهو شيخ بن سالم، الذي رحب بنا، وقال: «هذه الأعمدة مرمية منذ أكثر من (18) عاماً .. فرحنا عندما أحضروها وكنا ننتظر مد الشبكة الكهربائية بعد أن تم نصب بعض الأعمدة في الجانب الغربي لمنطقتنا، ولكن منذ ذلك اليوم لا ندري مصير تنفيذ هذه المرحلة، رغم أن بعض المسؤولين أكدوا لنا سابقاً أن اعتمادها موجود، ونحن نسأل أين الاعتماد؟». (عندما أعطيت الإشارة لزميلي المصور نزار المشهور بالتقاط صورة لهذه الأعمدة، كان المواطن شيخ بن سالم منزعجاً في بداية الأمر من التصوير، وعندما تأكد له أن الهدف وضع الجهات المسؤولة أمام هذا الوضع المتردي وأفق على التصوير)، وعندما سالته عن سبب انزعاجه قال: عام 96م أتى أحد المسؤولين في السلطة المحلية وكان يريد أن يسحب الأعمدة ورفضنا، وكان يبررذلك بإحضار أعمدة جديدة وخشيت من التصوير أن يراها الآخرون في السلطة فيأتوا ليسحبوها). واختتم حديثه :«إننا نناشد السلطة العليا تنفيذ المرحلة الثانية لمشروع كهرباء أحور ».

كما شاهدنا كوما كبيرا من الأعمدة الكهربائية مرمية لم تتجاوز الأخرى في منطقة الرواد التي تقع على مسافة حوالي كيلو ونصف شمال منطقة حصن محمد.

وقد التقينا أحد الأهالي الرواد (المواطن يسلم قيدم) فقال: «هذه الأعمدة تحكي عن نفسها وتفضح كافة من تلاعبوا بمصير هذا المشروع». أما منطقة حناذ الواقعة جنوب منطقة حصن محمد على مسافة كيلومتر وهي منطقة كبيرة مكونة من (8) قرى: اليحاويه، السعد، باسحم، مقبل، حصن ناصر، حافة الغدير، والعند، شاهدنا الأعمدة ممتدة على مشارفها بدون أسلاك .. وقد التقينا المواطن البطاني عقيل، فقال: «منطقتنا ذات كثافة سكانية، ولكن ظل اعتمادهم على الفانوس لإضاءة منازلهم، ونحن نرى أن وصول التيار إلى مناطقها صعب طالما مدينة أحور عاصمة المديرية تعاني نفس مشكلتنا».

كما انتقلنا إلى منطقتي المساني والبندر (10 كيلومتر جنوب مدينة أحور) وعلى امتداد المسافة شاهدنا أعمدة كهربائية تم نصبها، وعرفنا من الأهالي أنه تم تركيبها عام 87م دون ربط الأسلاك وإدخال التيار. أحد مواطني البندر (علي لحمد الحوت) قال:«الزائر لهذه المنطقة وهو يرى الأعمدة الممتدة من بعيد قد يعتقد أن التيار يصل إلى هاتين المنطقتين، ولذلك نقول لوزارة الكهرباء عليكم سحب هذه الأعمدة حتى لا نعيش في وهم المرحلة الثانية والضحك على الذقون».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى