نظمها مكتب الثقافة بالتنسيق مع اتحاد الأدباء والكتاب بعدنندوة حول : عدن مدينة متعددة الثقافات

> «الأيام» محمد محمود أحمد :

> شهد مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مساء الثلاثاء الماضي، الندوة الفكرية حول «عدن مدينة متعددة الثقافات» التي نظمها مكتب الثقافة بعدن، بالتنسيق مع الاتحاد، في إطار برنامج الاحتفال بمناسبة العيد الخامس عشر لقيام الوحدة اليمنية. وفي الندوة التي حضرها لفيف من المثقفين والأدباء والكتاب وأساتذة الجامعة والإعلاميين، قُدمت مداخلتان من قبل كل من : د. مسعود عمشوش، والاستاذ عبدالرحمن عبدالخالق القاص المعروف، ورئيس فرع اتحاد الأدباء بعدن.

أكدت المداخلات على أهمية موقع عدن وجغرافيتها المتميزة، لذلك كانت دائماً عامل جذب لمختلف الاجناس، وموضع اهتمام الباحثين والعلماء والمؤرخين والرحالة الاجانب، وقال د.عمشوش: عدن ليست مدينة طرفية..عدن ليست جنيف، عدن مدينة متنوعة، متعددة الثقافات، متميزة بجغرافيتها، عدن مدينة كسموبوليتية، وسيكون من المناسب أن نذكر الشباب أن عدن كانت قطباً مغناطيسياً جاذباً لكل الأجناس، وكتب كثير من المؤرخين والباحثين العرب كابن بطوطة وسلطان ناجي وعبدالله محيرز يؤكدون أن عدن تنتمي إلى أصول مختلفة.. إلى أجناس مختلفة، ولكن أكثر المؤرخين الذين رصدوا هذه الطبيعة، هم الرحالة الفرنسيون الذين كتبوا عن عدن منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن.

ويتناول د. عمشوش المظاهر العامة لطبيعة عدن، متعددة الاجناس، ويورد بيانات إحصائىة تبين نسبة كل جنس إلى إجمالي السكان ، وخلص إلى أن تعدد الاجناس البشرية، تعدد الثقافات، هو أول شيء يجذب الرحالة الذين يزورون عدن .

وتطرق د. عمشوش إلى اسباب الهجرة الى عدن والمقاربة بين عدن وجنيف، وكذلك مقارنتها ببعض مدن أمريكا التي تتميز ببعض الخصائص المتقاربة.

وتناول بعض الأجناس التي استقرت في عدن منذ زمن طويل كالهنود والفرس، وقد اعتبر هؤلاء الفرس من الهنود وهم الذين جاءوا إلى عدن هرباً من بلادهم وهم (الزرادشت) كما أوردهم في مداخلته، وتناول خصائص البناء العمراني لعدن الذي يعبر بوضوح عن تعدد الثقافات والعادات والتقاليد.. وأورد ما ذكره اديبنا القاص عبدالله سالم باوزير من مقارنة بين عمارات عدن وبومباي في إحدى كتبه «أيام في بومباي»، ويخلص د. عمشوش إلى أن السمة العربية في عدن تظل هي الأبرز ولا يمكن التشكيك بعروبة ويمنية عدن.

ويتناول الاستاذ عبدالرحمن عبدالخالق، في مداخلته التي رحب في مستهلها بالاساتذة: د. مبارك الخليفة والاستاذ أحمد صالح رابضة، الباحث المتخصص، وكافة الأدباء الحاضرين .. تناول رحلات الصينيين إلى عدن، مشيراً في البدء إلى أهمية إعلان عدن مدينة متعددة الثقافات، الذي أعلنه أ. د. يحيى الشعيبي ، محافظ عدن، لدى لقائه القنصل الصيني مؤخراً ، وتطرق إلى مراجع البحث، كالاستاذ عبدالله محيرز ، والقمندان في «هدية الزمن» وما شكلته تلك الرحلات سواء للأغراض التجارية أو في أهميتها لتنمية العلاقات والروابط والصلات، وأشار إلى أن علاقة عدن كانت كبيرة بالصين والهند والسند وتميزت بالود والاحترام وتبادل التجارة، وقال إنه بين عامي 1405م-1433م قامت سبع رحلات حظيت عدن بثلاث منها، وقد شملت رحلات الصينيين شواطئ المدن المطلة على المحيط الهندي وسواحل افريقيا، وكما يشير عبدالله محيرز أن أهم الرحلات تلك كانت حوالي عام 1419م، وصلت الى عدن وكان في عدن الملك الناصر، حاكم الدولة الرسولية. وكانت الرحلة بقيادة (شينخا) وكان قائدا لأسطول كبير عيْنه امبراطور الصين ليقوم بهذه الرحلات، ويتكون أسطوله من (27) ألفاً من الجنود والميكانيكيين والحرفيين والتجار والعلماء والباحثين، وقد توزع الاسطول في الرحلات التي أشرنا إليها، وقد حملت الرحلة كثيراً من الهدايا والإنعامات.

ويذكر أن الرحلة الثانية ايضاً كان خط سيرها إلى مناطق ظفار والشحر وعدن ومقديشو. ووصل الأسطول الذي يتكون من (41) سفينة قرابة العام 1421م.

ويضيف عبدالخالق قائلاً: لقد شكلت الرحلات الصينية أحد أشكال العلاقات الحميمة بين عدن والصين، وضربت الصداقة نموذجاً للعلاقات الإنسانية بين الدول، على العكس من رحلات القراصنة والمستعمرين .. وهي اليوم تتوطد أكثر فأكثر.

ودارت في الندوة نقاشات حيوية شارك فيها كل من: الأستاذ أحمد صالح رابضة، الباحث مبارك سالمين، د. جميل الخامري، نجمي عبدالمجيد، ومنصور نور.

وأكدت المناقشات على ما يحمله تعدد الثقافات من غنى وثراء روحي وموروث شعبي ، وفن وعادات وتقاليد وعمران، وطالبت بصيانة الآثار من معالم تاريخية ومعابد وكنائس، والتصدي لأية محاولة لتنميط عدن- عدن الهندية - عدن الانجليزية وأن لا تترك الفرصة للامريكان الذين ينمطون العالم كما يشتهون، مع التأكيد على عروبة عدن ويمنيتها الأصيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى