دراسة عن الاخوان المسلمين تؤكد ان تحولهم الى الديموقراطية مرهون باطلاق الحريات في مصر

> القاهرة «الأيام» ا.ف.ب :

> يتضمن كتاب "اسلاميون وديمقراطيون - اشكاليات بناء تيار اسلامي ديمقراطي" مجموعة دراسات لباحثين مصريين واجانب تتطرق الى امكانية تحول الاخوان المسلميين الى الديمقراطية اسوة بحركات اسلامية في بلدان اخرى ولا سيما في تركيا.

تكمن اهمية هذه الدراسات الصادرة عن مركز الاهرام الاستراتيجي في رصد التحولات التي يمكن ان تطرأ على حركة الاخوان المسلميين بصفتها اكبر قوة معارضة وفاعلة في مصر.

ويتضمن الكتاب ثلاثة اقسام اولها من فصلين: الاول لاستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة هبة رؤوف عزت بعنوان "نظرات في الخيال السياسي للاسلاميين اشكاليات منهجية وسياسية" وتتطرق فيه للجوانب النظرية وعدم تطوير الاسلاميين للنظرة الديمقراطية.

وترى هبة عزت ان "نظرة الاسلاميين سادت فيها رؤية تبريرية تلفيقية قياساتها الشرعية تاريخية لا اجتهادية فتكلست لان الجهد انصرف لبناء الخطاب الجدلي دمجا او تفصيلا دون تطوير افق المفاهيم السياسية الاسلامية او تطوير الوعي بتركيب المفاهيم الغربية وفك شفرتها وتحولاتها".

واعتبرت ان منهج الاسلاميين اصبح "مسكونا بفكرة الهجمة على الاسلام .. الى جانب ان كلية النظرة للاخر تركزت في الغرب مع غياب للاخر في الجنوب والشرق فالاخر هو الغربي في الاساس".

وخلصت الى ان الاخفاقات المتوالية للفكر الاسلامي الحركي المعاصر تعود الى "غياب نظرية اجتماع سياسي اسلامي بالمعنى العميق وغياب البديل الاجتهادي المعاصر".

وحمل الفصل الثاني عنوان "الاسلاميون وتحديات بناء مشروع ديمقراطي" لرئيس تحرير موقع اسلام اون لاين هشام جعفر الذي يعالج فيه اشكاليات العمل الاسلامي في مصر وكذلك مستقبل العلاقة بين الاسلاميين والمجتمع الاهلي.

ويوضح جعفر ان تسييس الدين ادى الى "اعادة تفسير الدين ليتضخم الجزء السياسي على بقية مكونات البناء الاسلامي" و"اصبح لا يرى في هذا الطرح الازمة المجتمعية التي نعاني منها انما يريد القفز الى السلطة، تلك العصا السحرية القادرة على حل كل معضلات ومشكلات الواقع".

ويضم القسم الثاني من البحث ثلاثة عناوين رئيسية تتعلق بتجربة الحركات الاسلامية في تركيا ومصر وايران مع دراسة مقارنة بين الاسلاميين المصريين والاتراك الفصل الاول فيه يحمل عنوان "تحديات بناء تيار اسلامي ديمقراطي بين النجاح التركي والتعثر المصري" لعمرو الشوبكي الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الاهرام و"الاسلام السياسي وما بعد الاسلام السياسي في تركيا" لجان ماركو رئيس القسم الفرنسي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة والخبير في الشؤون التركية و"تطورات الخطاب الديني الايراني من الخميني
الى خاتمي" لمصطفى اللباد رئيس تحرير مجلة "شرق نامة" الايرانية.

يشير الشوبكي في بحثه الى الاختلافات بين التجربة التركية التي نجحت مع انتصار حزب العدالة والتنمية وتولي رئيسه رجب طيب اوردغان رئاسة الوزراء في تركيا والتي تطالب الان بتطبيق المنهج الاوروبي بعيدا عن علمانية كمال اتاتورك التي حجمت الدور السياسي للاحزاب وسلطت اجهزة الدولة عليها.

يقابلها فشل الاخوان المسلمين المصريين في تطوير افكارهم وذلك لطبيعة العلاقة الصدامية التي ربطت علاقتهم مع السلطة الى جانب انعدام الديمقراطية بعكس الاتراك الذي اتيحت لهم الفرصة لتعلم الديمقراطية وتطوير افكارهم.

من جهته اكد جان ماركو على تطور الحركة الاسلامية التركية وصولا الى التجربة الاخيرة التي يرى انها تكللت بالنجاح مع التركيز على ان هناك الحاجة الى المزيد من التغيير.

في حين تناول اللباد تطور الفكري الديني في ايران بشكل كبير على ايدي رئيس الجمهورية الايرانية محمد خاتمي الا ان هذا التطور يجد مواجهة من القوى المحافظة التي تسيطر على الاجهزة الامنية في الوقت الذي تلتف فيه الغالبية حول اطروحات خاتمي الاصلاحية.

ويختتم الكتاب القسم الثالث المكون من فصل "العولمة او الديمقراطية والاسلام السياسي" للباحث في مركز الاهرام الاستراتيجي نبيل عبد الفتاح الذي اتفق فيه مع نتائج عمرو الشوبكي في ان سياسة الدولة ستمنع اي تغييرات لدى الاخوان وتشجع ظهور اتجاهات اسلامية مختلفة مثل الدعاة الجدد.

ويدعو عبد الفتاح في بحثه الى خلق "رؤية اجتهادية جديدة سياسية ودينية حول العلاقة بين الدين والدولة تنطلق من دراسة لتاريخية العلاقة وازماتها وتراكماتها العديدة وانعكاستها على الحقول المجتمعية المتعددة وبين التجارب المقارنة".

وقد صدر الكتاب قبل شهرين عن مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في مؤسسة الاهرام الرسمية ويقع في 317 صفحة من القطع المتوسط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى