لاجئون من أصل عربي يسعون للعودة إلى قراهم المحترقة بدارفور

> السودان «الأيام» عن رويترز :

>
استيقظ حافظ علي على أصوات النيران والقنابل التي تقصف قريته في منطقة دارفور بالسودان.. سارع بأخذ ولديه الصغيرين وفر بحياته وبحياة ولديه,وبعد عامين وفي الوقت الذي يحل فيه الظلام على الوادي الذي تتناثر فيه الأشجار والشجيرات يشير علي بحزن بالغ إلى منزله الذي دمر في قرية بركالا بشمال دارفور. وقال "ركضت للحصول على المساعدة وكنت أرى أناسا.. أفراد أسرتي.. وهم يسقطون قتلى بالرصاص أمام عيني... جاءوا في 23 سيارة وسيطروا على القرية وتحصنوا في المدرسة وجعلوها قاعدة لهم."

وتتكرر القصة التي سردها علي في العادة في تلك المنطقة النائية حيث اجبرت الحرب مليوني شخص على الفرار من ديارهم.

وفي عامين من الصراع أحرقت أكثر من 500 قرية. وأغلب الهجمات ارتكبت ضد القرى الزراعية التي يسكنها من هم من أصول غير عربية واتهمت ميليشيا الجنجويد بارتكابها.

لكن علي لم يفر من الجنجويد أو من القوات الحكومية المتهمة بدعمها. فهو من أصل عربي ويقول إن قريته و12 قرية أخرى هاجمها متمردون أغلبهم من أصول غير عربية.

عانت دارفور من سنوات من الصراع بين القبائل الرعوية من أصول عربية والمزارعين من أصول غير عربية على الموارد النادرة في تلك المنطقة القاحلة.

وأصبحت الأسلحة أكثر وفرة على مدى العشرين عاما الماضية بما أن الصراعات التي كانت تجري في تشاد المجاورة كان يجري التخطيط لها وتفجيرها من دارفور وهي منطقة شاسعة المساحة تقارب مساحتها فرنسا.

قال علي إن المتمردين شنوا هجماتهم من قاعدة مجاورة تابعة للجيش كانوا قد احتلوها قبل عدة اسابيع. وأضاف أنهم قتلوا 18 شخصا وكلهم مدنيون. ومضى يقول "عدت ومعي بعض أفراد مسلحين من قبيلتي وحاربناهم حتى الثانية صباحا قبل أن يستسلموا."

وذكر علي أنهم لم يعودوا إلى ديارهم لأن المتمردين هددوا بمهاجمة مرة أخرى القرى في منطقة مستريحة معقل قبيلة الرزيقات لذوي الأصول العربية وزعيمها موسى هلال.

تتهم الولايات المتحدة هلال بزعامة الجنجويد التي تقول الأمم المتحدة إنها شنت حملة من القتل والنهب والاغتصاب في كل أنحاء قرى دارفور التي يسكنها من هم من ذوي أصول غير عربية وهو اتهام ينفيه هلال. وقتل عشرات الآلاف في الصراع الدائر بين القوات الحكومية والميليشيا المتحالفة معها والمتمردين الذين يقولون إن الخرطوم تجاهلت شعب دارفور وتعامل القبائل لذوي الأصول العربية معاملة خاصة.

ودمرت كل المنازل في بركالا وما زالت بقايا الأواني المتفحمة موجودة داخل الأكواخ. وقال "سنعود خلال الشتاء عندما نحصل على القش اللازم لبناء منازلنا... لقد أسس جدي هذه القرية... سأعود."

ولم يفر سكان بركالا البالغ عددهم نحو الألف إلى مخيمات وضعها مزر مثل أغلبية من هم من أصول غير عربية الذين دمرت قراهم بل توجهوا إلى القرى المجاورة ونصبوا خياما بالقرب من ذويهم. ولم يعد علي يخشى المتمردين الذين يقول علي إن أقرب قواعدهم تقع حاليا على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشمال. ولكن من هم من أصول غير عربية في المخيمات أكثر إحجاما عن العودة إلى ديارهم لأنهم ما زالوا يخافون من احتمال مهاجمة الجنجويد لهم.

وتتهم جماعات حقوق الإنسان الحكومة والميليشيا الموالية لها بشن حملة من التطهير العرقي على من هم من أصول غير عربية في دارفور وتنفي الخرطوم ذلك.

وقالت الولايات المتحدة إنها مسؤولة عن ارتكاب مذابح جماعية في المنطقة.

ولكن علي قال إن المتمردين هم الذين بدأوا أولا باستهداف العرب مما أدى إلى تصاعد التوتر بين ذوي الأصول العربية وذوي الأصول غير العربية وتصاعد المناوشات والصراع على الموارد بين البدو والمزارعين.

وتقول مصادر بالأمم المتحدة إن من المرجح أن يكون هلال ضمن قائمة بواحد وخمسين من زعماء الحكومة والجنجويد والمتمردين الذين يشتبه في ارتكابهم

جرائم ضد الإنسانية في دارفور والتي سلمت إلى المحكمة الجنائية الدولية في الشهر الماضي.

وشأنه شأن علي فإنه يلقي باللوم في الحرب على المتمردين من ذوي الأصول غير العربية وهو الآن يصور نفسه على أنه رجل سلام ويقوم بجولة في دارفور لمحاولة توحيد القبائل المتناحرة باستخدام الحوار.

وقال هلال "تركنا مرحلة الحرب الآن وبدأنا مرحلة السلام." وأضاف أنه لديه اتصالات مباشرة مع زعماء المتمردين وإنه قابل شخصيا خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة في ليبيا قبل عدة أشهر لمدة أكثر من أربع ساعات.

ومضى يقول "إنهم جميعا أبناء المنطقة وكانت تربطنا بهم دائما اتصالات وستستمر هذه الاتصالات."

وأشرك هلال الشيوخ من أكبر قبيلة لذوي الأصول غير العربية وهي قبيلة الفور في مبادرة السلام التي يقوم بها والتي يقول إنها ستعزز المحادثات بين المتمردين والحكومة التي تجري في نيجيريا والمقرر استئنافها في نهاية مايو آيار ولن تكون بديلا عنها.

ولن تكون عملية المصالحة سهلة. فقد رفض زعيم حركة التمرد الرئيسية حركة تحرير السودان وهو أيضا زعيم في قبيلة الفور مساعي هلال لإقناع اللاجئين بالعودة إلى ديارهم مع عرض عليهم أموالا وتحسين الوضع الأمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى