ازمة الهوية تعوق تقدم مجلس التعاون لدول الخليج العربية

> دبي «الأيام» عن رويترز :

> تجاوز مجلس التعاون لدول الخليج العربية ثلاث حروب اقليمية والعديد من الخلافات الداخلية ولكن بعد 24 عاما من تأسيسه لا يزال تكتلا بلا انياب أو هوية,وتأسس المجلس في عام 1981 بدافع الخوف من الجارين القويين العراق وايران غير ان المشاكل لاحقته لفترة طويلة فيما يتعرض الآن لتوترات جديدة تهدد جهود تحقيق الوحدة الاقتصادية.

وثارت مخاوف بشان مستقبل المجلس في القمة السنوية التي عقدت في ديسمبر كانون الاول الماضي عقب ابرام البحرين اتفاق تجارة حرة مع الولايات المتحدة. وادانت السعودية هذه الخطوة بوصفها انتهاكا لاتفاق التعريفة المشتركة وهو حجر الزاوية لوحدة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وشعرت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بعزلة اكبر حين بدأت واشنطن محادثات تجارية منفصلة مع عضوين اخرين هما دولة الامارات المتحدة وعمان.

وانقسم المحللون بشان مدى خطورة الخلاف الذي كان عميقا لدرجة حالت دون مشاركة ولي العهد السعودي الامير عبد الله في قمة ديسمبر.

وفي فترة ما كان ينظر إلى مجلس التعاون على انه يسير على خطى السوق الاوروبية المشتركة قبل ان تصبح الاتحاد الاوروبي غير ان المحللين اتفقوا على انه سيظل مهددا حتى يقرر الزعماء العرب اضفاء مسحة من الديمقراطية على المجلس والتخلي عن جزء من سيادتهم للمجلس.

وقال وزير الاعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة العجمي ان هناك من يقللون من شأن الخلاف ويرونه مجرد نزاع اخر بينما يبدو اخرون اقل تفاؤلا
ويقولون ان القمة الماضية في البحرين اجهزت على مجلس التعاون.

واضاف ان حقيقة الامر ان الناس في المنطقة قلقون خشية انهياره.

غير ان الباحث البحريني عبد النبي العكري يقول ان المجلس لن يحل لانه يملك وسائل تساعده على البقاء لكن قدرته على التطور محدودة مضيفا ان ثمة رغبة جماعية لدى دول المجلس في ان يكون ضعيفا.

وبعد نحو ربع قرن من تأسيسه لتحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع المجالات مازال المجلس يعاني من الانقسام نتيجة عدم ثقة متبادلة ومشاحنات.

ويفاخر المسؤولون بان المجلس لا يزال مضطلعا بمهامه بعد سنوات من غياب منظمات عربية اقليمية او فقدانها فعاليتها من بينها جامعة الدول
العربية.

ويشير كثيرون إلى صفقات لتسهيل حرية حركة الافراد والسلع بين الدول الاعضاء وخطط ربط شبكات الكهرباء وتنسيق الانشطة العسكرية كأمثلة على نجاحات لمجلس التعاون الخليجي.

غير ان المشككين يرسمون صورة مختلفة ويقول محللون ان غياب هوية واضحة هو اكبر عقبة امام المجلس.

وقال المحلل عبد الخالق عبدالله من الامارات "أكبر مشاكل المجلس هي طبيعته.

هوية مجلس التعاون لدول الخليج العربية غير واضحة. لم تكن واضحة قبل 25 عاما وهي غير واضحة الان."

ويقول منتقدون ان الدول الست لا تزال مختلفة حول قضايا مهمة مثل طبيعة قوة الدفاع المشترك والاصلاحات السياسية وتنسيق المشروعات الصناعية.

كما ان التقدم بشان قضايا اخرى بطيء جدا والقرارات التي تصدر عن الاجتماعات تكون عادة مائعة لدرجة يتعذر معها تنفيذها.

وقال عبدالله "عدد قليل جدا من الدول يضع امالا كبرى على المجلس."

وقال محللون إن أحد أهم الانتكاسات تتمثل في فشل المجلس في منع العراق من غزو الكويت في عام 1990 والهرولة بحثا عن مساعدة الولايات المتحدة لطرد القوات العراقية الغازية في العام التالي.

حتى القضايا البسيطة مثل مد خط انابيب او اقامة جسر عبر اراضي دولة ثالثة لازالت تمثل مشكلة للمجلس.

وفي الاونة الاخيرة قال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن بلاده تشحن الغاز إلى كوريا وإلى دول بعيدة مثل الولايات
المتحدة ولكن لا زالت عاجزة عن نقل الغاز إلى الكويت في اشارة لرفض السعودية السماح لقطر بمد خط انابيب غاز للكويت عبر اراضيها.

كما ثار خلاف بين السعودية وقطر بشان قناة الجزيرة الاخبارية الفضائية ومقرها الدوحة والتي ادت برامجها الجريئة الى اثارة خلاف علني في عام 2002,ومن القضايا الخلافية الاخرى علاقات قطر المحدودة مع اسرائيل.

وحتى اتفاق التعريفة الذي ابرم بعد مفاوضات صعبة وسط مخاوف بشان تخلف دول المجلس عن الاتجاه الاقتصادي السريع في العالم يتهدده الخطر الان.

وينص الاتفاق على انتقال السلع دون رسوم داخل دول مجلس التعاون الخليجي وفرض رسوم بنسبة خمسة بالمئة على السلع الاجنبية.

وهددت الرياض بفرض رسوم جمركية على السلع الاجنبية التي تستوردها دول الخليج دون رسوم في اطار اتفاق تجاري بين البحرين والولايات المتحدة الذي يعطي السلع الامريكية موطيء قدم في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى