اليمن في خارطة العالم

> أحمد محسن أحمد :

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
لليمن موقع مميز في خارطة العالم.. هذا الموقع لا يتوفر ولا تمتلكه أي دولة من دول العالم.. لاحظ عزيزي القارئ وأنت تقرأ هذا الموضوع عليك أن تلقي نظرة فاحصة في خارطة العالم بأكمله.. أي دولة غير اليمن لديها هذا الموقع (المثلث) .. تربط من خلال (مثلثها) أهم المياه البحرية في العالم.. مياه بحرية تتوسط العالم تجمع بين شرق المعمورة وغربها.

والإحصائيات تقول إن اليمن بلد غني بالثروات الطبيعية.. ربما أننا صرنا قريبين إلى حد معين من البلدان التي تخطط لمستقبل الأجيال القادمة. فنقول علينا الاحتفاظ بمخزون الثروات لمن سيأتي بعدنا حتى (لا يلعنونا) إذا ما عبثنا بمخزون أرضنا اليمنية المعطاء.. وفي غالب الأحيان نكون مثل الذي لا يعرف أنه يحمل أسفاراً فلا يهمنا من مضمونها شيء، فكل شيء على الباري!

قلت لأحد الرجال الذين قلبوا أشكالهم.. أو بالأصح قلبوا أشكالهم حسب مقتضيات الاتجاهات الجديدة: من منا لا يؤمن بأن الله (عز وجل) وحد الأمم تحت تأليه إله واحد.. وأسماهم الموحدين.. وإن اختلفت الأديان عندهم وتعددت المذاهب.. إلا أنهم (موحدون). قال لي على التو: لكن من منهم على حق ومن منهم على باطل؟ فقلت له: لماذا تروح إلى بعيد عن مضمون المسألة.. الحق والباطل يقضي فيه المولى عز وجل .. لكن أنا أسألك حول بلادنا العزيزة اليمن.. هي البلد الوحيد الذي تغلب فيه الديانة الواحدة واللغة الواحدة والعادات الواحدة .. والواحدة تلو الواحدة لكن لماذا هذا الاختلاف والتفرقة؟!

كررت لصاحبي السؤال من جديد: ترى أن اليمن يمتلك مقومات الدولة ذات المكانة المرموقة في كل شيء.. موقع جغرافي متميز.. أرض خصبة وواعدة وثروة (مدفونة) في قاع الأرض والبحر ولا نعرف قدرها وقيمتها.. وكل هذا وحسب المعادلة التي لا تخطئ يعتبر أساساً متيناً لأوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية متطورة وراسخة.. لكن ما يحدث العكس.. والفرق شاسع.

أتذكر فيما أذكر.. أننا في زمن الحكم الشمولي كنا نقول: المعادلة تشير إلى أن النظام الاقتصادي يبنى على قاعدة: نظام سياسي ثابت + تخطيط اقتصادي سليم + موارد وإمكانيات كبيرة = تطور اقتصادي واجتماعي مضطرد. وبالمقابل فإن المعادلة المعاكسة تشير إلى أن (النظام) السياسي المتقلب + تخطيط عشوائي+ ضياع وبعثرة الموارد والإمكانيات= تخلف وتدهور في أوضاع البلد وأهله.. وكنا نرى أن هذه المعادلة وتلك المعكوسة لا توحيان بأن الأمور تسير وفق ما يخطط له .. فقلنا إن المسألة هنا تحتاج إلى إضافة عناصر جديدة إلى المعادلة .. وبحثنا حينها في كل المؤثرات.. منها الوضع الدولي، الاستقرار السياسي والاقتصادي في المحور والمحيط، انعدام العلاقات السياسية مع البلدان المجاورة التي تهدف إلى الأمن والاستقرار والاستفادة الصحيحة من كل ما يرد إلى ميزانية الدولة من مساعدات وقروض إلخ.

كل هذا وغيره يمثل الضمانة الحقيقية لخلق تطور نوعي للبلد، فهل حقاً استفاد اليمن من كل ذلك أم أن البعثرة و(الغطرسة) جعلت كل هذا عبارة عن سراب وربما أحلام ليس لها مكان في واقع الحياة؟!.. فاقتصادنا لا يشبه أي اقتصاد في العالم.. وحياتنا الاجتماعية تتزايد فيها ثغرات التدهور والانفلات وكل شيء في بلدنا الغالي يسير نحو المجهول.

الشيء اللافت أن الناس أصبحت (خامدة) وجامدة .. تاركة للسلطة (حبلها على غاربها) لأنهم تعبوا من شد الحبل .. وأتعبهم أكثر الكلام الذي يسمعونه كل يوم ويعطيهم بريق الأمل وتصدمهم الحقائق والواقع المرير بصواعق القهر والإذلال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى