قضية بعنوان (زلة قلم ولسان أذهلتني كثيراً)

> «الأيام الرياضي»علي باسعيدة :

> يقولون لكل فعل ردة فعل، غير أن ردة الفعل حينما تتجاوز الحدود، وتخرج عن نطاق المألوف، فذلك الذي لا نتفق عليه إطلاقاً، فما بالك إذا كانت ردة الفعل هذه أتت من قلم نكن له كثيراً من الاحترام، ويحظى بإجماع على رصانته وتطرقه للقضايا الرياضية وغيرها بأسلوب هادئ وتربوي، بعيداً عن التجريح والإساءة إلى الآخرين.

غير أن ما قرأته وغيري في عدد «الأيام الرياضي» رقم 151 الماضي في زاوية (قضية) للزميل المحترم جداً عبدالهادي ناجي علي أذهلني تماماً، لكوني لم أتصور أن يظهر قلم رصين بهذه الغلظة والقساوة التي خرجت عن نطاق النقد الهادف والبناء، ووصل إلى التجريح بحق مدرب التلال الكابتن (سامي نعاش)، حينما شكك زميلنا العزيز في تدريبه، بل وجرده من مهنة التدريب الذي لا يفقه فيها شيئاً كما قال زميلنا .. مفجراً (أزمة) لا أعتقد أنها ستهدأ بسهولة.

ردة الفعل العنيفة التي لا نتفق معها إطلاقاً، والتي سطرها قلم زميلنا عبدالهادي إثر خلاف حصل في مباراة التلال والصقر، والذي تفوه من خلالها النعاش بكلام لا يليق في حق زميلنا العزيز، وفي حق الإعلام الرياضي في لحظة غرور تم الإشارة إليها، وتم توبيخ النعاش على فعلته تلك، وذلك في العمود نفسه، وفي موقعين، غير أنه يبدو أن بعض الخبثاء قد نفخوا في كير الخلاف، الذي كان لن يفسد للود قضية، لأن ذلك أمر مسلم به، حتى أن النعاش قد قدم اعتذاره، غير أن المفاجأة كانت أكبر مما كنا نتوقع، حينما فتح زميلنا (بن علي) نيرانه بلا هوادة على النعاش وإدارة التلال، التي عينت النعاش مدرباً لفريقها الأحمر، وأسدى لهم النصح بأن عليهم أن يبحثوا عن مدرب آخر إذا ما أرادوا البطولة.

ونحن لا نتفق مع ما تفوه به النعاش، وموجة الغرور التي ركبها في إساءته للإعلام الرياضي ولزميلنا العزيز، غير أننا في الوقت نفسه نختلف مع أسلوب زميلنا عبد الهادي الجاف، والذي باعتقادي جاء في لحظة غضب وانفعال جعلت مداد القلم يسكب في مواضع في غير محلها، وهذا رأيي الشخصي، مع يقيني أن زميلي عبدالهادي عنده القدرة على رد الإساءة بأسلوب مهني رائع، وأن ينأى بنفسه عن أن يقع في نفس ما وقع به النعاش، غير أن ذلك وللأسف هو ما حصل في لحظة انفعال زائدة.

وأعتقد أن تقييم المدربين يأتي وفق رؤى فنية، ومن أناس لهم باع وذراع في هذا المجال، أما أن نقول هذا ليس مدرباً لمجرد أننا اختلفنا معه، فذلك شيء يرجع لصاحبه، والذي يوقع نفسه في مطب يجعله في نظر الآخرين مجرد كاتب منفعل.

إن ما حصل أعتقد بل وأجزم أنه زلة قلم ولسان مدرب ما كان له أن يصل إلى هذا المستوى، غير أن ضعفاء النفوس ونافخي الكير هم من صب الزيت على نار الخلاف التي أحرقت الجميع.

أما زميلنا عبدالهادي ناجي والمدرب الكابتن سامي نعاش فهما أكبر من ذلك، مع يقيني بقدرة التلاليين إدارة ولاعبين على فهم هذه (اللعبة) التي يراد بها زعزعة الكيان التلالي، والتأثير عليه بعد أن اقترب من البطولة، وإن حتى لم يحالفه الحظ في إحرازها لا سمح الله، فسيظل الكابتن القدير سامي نعاش مدرباً له وزنه واحترامه، وزميلنا العزيز عبدالهادي ناجي سيظل أيضاً كاتباً متميزاً وقلماً يحترم نفسه.. أما ما حصل فهو مجرد سحابة صيف عابرة ستذهب لحال سبيلها.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى