مدينة طور الباحة تتهيأ لتكتسي حلة جديدة احتفاء بعيد الوحدة

> «الأيام» علي الجبولي :

> طيلة أيام الاحتفالات بعيد توحيد الوطن، عاشت طور الباحة أفراحاً خاصة كانت هذه المرة على أرض الواقع - بالذات في عاصمتها مدينة طور الباحة - فمنذ هلال العيد الـ 15 في الأول من مايو دب نشاط دؤوب في مدينة طور الباحة بدأ بكشط وتسوية الشارع الرئيسي وبعض الشوارع الفرعية، استعداداً لرصفها وسفلتتها لتتوج تلك النشاطات ليلة 22 مايو بأعمال السفلتة، التي عرفتها المدينة لأول مرة في تاريخها لتبدو مع إشراقة شمس اليوم التالي كأنها عروس في ثياب زفافها، فنالت بذلك استحقاق تصنيفها باسم مدينة تتهيأ لنقله حضارية، إن جازت هذه النقلة في الظلام الحالك وغياب الكهرباء الذي يزرع في قلبها الخوف ويعكر صفو أحلامها بتعطيل أهم نشاطاتها. رصف شوارع المدينة بالإسفلت منظر يبعث على الإعجاب، وإن لم يستطع إخفاء القصور والعيوب التي يشاهدها المواطن مثيرة لقرفه ونقده اللاذع.

الميلاد الأول للمدينة
كان الميلاد الأول للمدينة مطلع القرن الماضي مشوهاً بعيوب خلقية، أبرزها البناء دون تخطيط، لذا لم تفلح أعمال الرصف والسفلتة اليوم في معالجة هذه العيوب، فقد فشلت أو أفشلت عمدا رغبة تنظيم المدينة وتخليصها من المظاهر العشوائية.. تركت العوائق أمام توسعة شوارعها وأرصفتها، بعد أن تراجع المشرفون على التنفيذ عن قرارات اللجنة الفنية المكلفة بوضع تصاميم التنفيذ والتي حددت إزالة 18 عائقاً، واقتصرت الأعمال على سفلتة الشوارع بوضعها السابق، حتى بدت العيوب جلية من خلال الضيق أو الاعوجاج في غير مكان من الشارع، مع ذلك ما أنجز- رغم ملاحظات وانتقادات المواطنين - جدير بالإعجاب باعتباره خطوة أولى وبارقة أمل لإعادة توسعة وسفلتة أخرى أكثر دقة، حتى تشمل بقية الشوارع الفرعية التي استثنيت وصارت مشهداً نشازاً في اللوحة. وفي الجهة الشمالية لأول مرة أيضاً يُستحدث سوق عام للخضار والفواكة أنشئ لحل مشاكل المفارش وبسطات الباعة، التي تكتظ بها الشوارع معيقة حركة السير ومخلفة أكوام المخلفات والقمامة المتناثرة وسط الشارع. أما في الضاحية الجنوبية من المدينة فيتواصل تشييد مبنيين ضخمين في كلية التربية، الأول مبنى من طابقين يضم أربع صالات دراسية حديثة، في حين الثاني قاعة رائعة للمؤتمرات العلمية، مما يبشر بتوسعة مبنى الكلية وتطوير رسالتها الأكاديمية والثقافية والاجتماعية.

وفي منطقة السلم النائية فإن أفراح أهاليها كانت أكبر باستكمال مبنى مدرسي متميز.. منجز تحقق كان بمثابة حلم يتطلع اليه ابناء تلك المنطقة. في مجال المياه تبدت نشاطات فرع المياه أكثر حضوراً، إذ رفدت مكوناته بآليات ومعدات جديدة، فالعمل جار لاستبدال المحركات والمضخات القديمة بأخرى جديدة وحديثة، أو من خلال استمرار العمل في مبان جديدة، أهمها طابق ثان للإدارة يتكون من عدد من المكاتب والملاحق ومستودع خزن الآليات وخزان مياه تجميعي ضخم.

«الأيام» في إطار مشاركتها جماهير الشعب اليمني أفراحه بعيد الوحدة المباركة، زارت بعض مواقع التشييد والتقت بالقائمين على التنفيذ من مسؤولي السلطة المحلية للتعرف على حجم الإنجازات وأهميتها، كما التقت بعدد من المواطنين في طور الباحة لرصد أفراحهم الوحدوية وتقييمهم للمشاريع الخدمية المنجزة.

توسعة البنية التحتية للكلية وتطوير مستوياتها الأكاديمية
في البداية تحدث د. حميد عبدالمجيد قباطي، عميد كلية التربية بطور الباحة عما تشهده البنية التحتية للكلية فقال: «بداية أشكر الدور الرائد لصحيفة «الأيام» الغراء انطلاقاً من رسالتها الوطنية في نقل الحقيقة للمواطنين وتبني قضاياهم. وما تشهده الكلية هذه الأيام من نقلة جديدة، تمثلت في توسعة بنيتها التحتية والموافقة على قرار تطوير تخصصاتها العلمية وتأهيل مستوياتها الأكاديمية ابتداءً من العام الجامعي المقبل. بالنسبة لمشاريع تطوير الكلية فنحن على وشك الانتهاء من المرحلة الأولى لتطوير البنية التحتية للكلية، وهي بناء أربع صالات دراسية حديثة وقاعة كبرى للمؤتمرات العلمية سعة 500 طالب بتمويل من جامعة عدن قدره 50 مليون ريال، كما سيعلن خلال الأيام القادمة عن مناقصة تنفيذ أعمال المرحلة الثانية، وهي: بناء مكتبة الكلية، مركز حاسوب، سكن للطلاب سعة 260 طالباً، تسوية الفناء الداخلي والطرق الداخلية وموقف للسيارات والممرات وأماكن الانتظار. أما المرحلة الثالثة التي نسعى إليها فتتمثل بإعادة تأهيل المبنى الإداري والأقسام العلمية بما يلائم توسعة وتطوير الكلية. وفي الجانب الأكاديمي فإننا نبشر الطلاب خريجي الدبلوم بأنه قد تم الاتفاق والإقرار بتأهيل مساق الدبلوم في جميع التخصصات بالكلية إلى البكالوريوس ابتداءً من العام الجامعي 2005-2006م، ونطمح إلى فتح تخصص جديد هو دبلوم الحاسوب وذلك حالما تحل مشاكل الكهرباء في مدينة طور الباحة. ونشد على أيدي السلطة المحلية بضرورة حل مشكلة الكهرباء، كي نتمكن من الرقي بالمستوى العلمي للكلية والاستفادة من التجهيزات والإمكانيات التي قدمتها جامعة عدن لها، وخاصة أجهزة الحاسوب وأجهزة العرض الإلكتروني التي لم يستفد منها الطلاب حتى اليوم. ونقدر تقديراً عالياً اهتمام ورعاية أ. د. عبدالكريم راصع، رئيس جامعة عدن لهذه الكلية، ونأمل منه المزيد خصوصاً وأنها من أكثر الكليات الريفية ازدحاماً بالدراسين، ونسبة الفتيات فيها تزيد عن 30% من إجمالي طلابها».

نحو 3 مليارات ريال تكلفة مشاريع أنجزت أو قيد الإنجاز وأخرى وضعت أساساتها
وتحدث محمد علي سالم، مدير عام المديرية عن المشاريع التي حظيت بها المديرية قائلاً: «هناك عدد من المشاريع الخدمية افتتحت احتفاء بعيد الوحدة الـ 15 في مجالات التربية والصحة والطرقات، تكلفتها نحو 90 مليون ريال، وأخرى قيد التنفيذ تصل تكلفتها إلى ملياري ريال في قطاعات الأشغال والطرقات، الصرف الصحي، التربية والتعليم الجامعي، وهناك مشاريع وضعت لها أحجار الأساس في مختلف المجالات تزيد تكلفتها عن 800 مليون ريال، وهذه المشاريع بتمويلات مختلفة، حكومية أو من صناديق أو منظمات». وعن مشروع سفلتة العاصمة الذي افتتح بمناسبة العيد ومشروع الصرف الصحي قيد التنفيذ قال المدير: «مشروع رصف وسفلتة 8،1 كيلو متر يشمل الشارع العام بالعاصمة وبعض الشوارع الفرعية بتمويل محلي يبلغ 30 مليون ريال من البرنامج الاستثماري للمجلس المحلي بالمديرية، وجرى تنفيذه على مرحلتين، الأولى انتهت العام الماضي بطول 500 متر والثانية بطول 300.1 كيلومتر انتهت هذا الأسبوع. بالنسبة لمشروع المجاري أنجزت بعض مراحله وهي أعمال الحفر وربط أنابيب الصرف وإقامة غرف التفتيش، وسوف يستكمل العام القادم من خلال ربطه إلى خارج المدينة وإقامة الأحواض التجميعية للصرف الصحي في المواقع المخطط لها خارج العاصمة».

المواطنون يتحدثون
في منطقة (السلم) النائية بجنوب طور الباحة، حيث ينتصب مبنى جديد يسر الناظرين، هو مبنى مدرسة (السلم) للتعليم الأساسي (المختلطة) .. مبنى متكامل بأهم ملاحقه وخدماته .. التقينا الشيخ عبدالخالق عبده سعيد صالح، رئيس مجلس الآباء بالمدرسة ليحدثنا عن جهود أبناء المنطقة في إقامة هذا المبنى والجهات التي أسهمت بتمويل إنشائه فقال «تأسست مدرسة (السلم) المختلطة (1-9) عام 96م تحت الأشجار والعشش، وبعد عام واحد جاءت اللبنة الأولى على يد رجل خير بنى 3 شعب متواضعة، بينما ظل بقية التلاميذ والتلميذات داخل العشش، هذا الوضع أجبرنا على طرق أبواب السلطة المحلية والمنظمات المانحة حتى توفقنا في الحصول على موافقة صندوق التنمية الاجتماعية فرع عدن، الذي استحدث مبنى المدرسة المكون من أربعة فصول دراسية، صممناها وفق الضرورة إلى 8 شعب دراسية مع ملحقاتها (سور، 4 حمامات) إضافة إلى ترميم وإعادة تأهيل الثلاث الشعب القديمة ومضخة مياه صغيرة وخزان ماء سعة 250 لتراً بعد أن تبرع رجل خير بتوصيل خدمات المياه. بدأ العمل في المشروع بداية العام الماضي وأنجز منذ أشهر وفق الزمن المحدد للتنفيذ والمواصفات الهندسية تحت إشراف استشاري الصندوق المهندس عبدالله الحربي. بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 61400 دولار مضافاً إليها مساهمة الجهة الكفيلة للمشروع (المواطنون) بنسبة 5% بلغت 3625 دولاراً، دفعت مواد عينية وأجور عمال. المبنى جاهز لا ينقصه سوى التأثيث .. وباسم تلاميذ وتلميذات المدرسة نشكر المهندس غازي أحمد علي، مدير صندوق التنمية في عدن والأستاذ علي حيدرة ماطر، الأمين العام للمجلس المحلي م/لحج وكل من كانت له يد بيضاء في اعتماد وإنجاز هذا المبنى المدرسي، الذي رسم الفرحة في نفوس التلاميذ والتلميذات وأنقذهم من متاعب الدراسة تحت لفحات الشمس ولسعات البرد».

ويقول محمد عبده نعمان، صاحب (مطعم البركة) بطور الباحة: 22 مايو يوم خالد في قلوب أبناء الوطن وخلال 15 عاماً من هذا المنجز أخذت مختلف مناطق البلاد نصيبها من المشاريع سواء الصغيرة أو الكبيرة. الحق يقال إن الله وفق اليمنيين في غرس جذور الوحدة في الأرض وفي قلوبهم ونفوسهم، وبدأت ثمار المشاريع تجنى في ربوع البلاد، ولكن ما نقوله في هذه المناسبة لقيادتنا السياسية هل هذه المشاريع يتم التعامل معها كالتعامل مع بيع الفواكه التي تجنى من أشجارها قبل نضجها ثم يحاول صاحبها إنضاجها قسراً بالمواد الكيماوية؟ هذا ما يحصل عند ما نرى المشاريع تنفذ بطريقة بعيدة عن الضوابط والمواصفات المحددة لها. نقول للمسؤولين على تنفيذ هذه المشاريع كخدمات للمواطنين وهم ينفذونها بدون أمانة ومصداقية: اتقوا الله، إن لم تخافوا من محاسبة الدولة، ولا تخجلوا من انتقادات المواطنين، خافوا الله من إضاعة الأمانة، فسيد المرسلين [ يقول «من غشنا فليس منا».

ويقول المواطن أحمد علوان ثابت: «شيء جميل أن تسفلت المدينة، لكن التنفيذ شابه كثير من العيوب، فقد كانت السفلتة بدون ردميات، ومشهد الإسفلت يتقشر والطريق غير مستو يكشف أن الإسفلت كان يتأخر وصوله ثم رصفه ولا يُدك كما يجب. لذا فإن ما يلاحظ يكشف أن السلطة المحلية كانت غائبة أو تتغاضى عن الأخطاء والقصور».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى