المحـطـة الأخـيـرة...مسألة المنتفعين وحلولها: هل هي الناخب القادم؟

> علي سالم اليزيدي :

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
في عرف السياسية وألاعيبها وأوراقها، كل شيء يمكن تسخيره لصالح هدف تريده السلطة مواكباً أو مؤيداً أو تمديداً حتى حين وعندما تحين الحاجة إليه. وفي المكلا وقليل من مدن حضرموت، ليس هناك موضوع حيوي ومؤثر في الشارع يرتبط بمصير الناس والمتأثرين بجراح التأميمات من الطرفين الملاك والمنتفعين، وتشابك حلقات هذا الموضوع جعلها معقدة ومتنوعة، وتستهدفها السياسة كل يوم، فالمكلا لا تجد حديثاً في لقاءات الناس سوى ما هي الحلول لقضية المنتفعين؟ وكذا موضوع الربوة بخلف وخصوصاً بعدما ظهرت شركات إنشائية ذات النمط الاستثماري الاحتكاري في الروينات بخلف، وأيقظ هذا الرأي العام، وجرت تساؤلات عديدة، وتطلع الكثيرون والمتتبعون والمراقبون ما بين أحاديث السياسة والوقائع، وما الذي يجب أن يصدقه البسطاء، الذين ينظرون إلى أفق مملوء بالغمام والكلام الموعود في كل أحاديث رجال السلطة بالمكلا، تلميحات مثل بارق القبلة يظهر ويغيب ولا مطر، إنها مفارقات سياسية وألعاب الظل الموسمية، التي تستخدمها السلطة ذات القرار ومنظروها، وترحيلها يوما بعد يوم، ومثل ما يقول المثل (ياحدر ما انت خصار الا للعوزة).

ولكن هناك مثل آخر يضع الأمور على حقيقتها، وفي ظل تطور المعلومات ووضوح الحقائق، لم يعد المماطلة ورمي الوعود هنا وهناك مقنعة للفقراء المنتفعين، وهي نفس المسألة المعقدة في عدن والمكلا، وسارت بتأرجح وحتى علق أحد الكتاب ذات مرة وقال: «مرة الكرة بيد الحكومة ومرة ترميها إلى الملاك ومرة تضعها في مكان لا تصل إليه قدم أو يد، حتى لا يعلم أحدهم أين ضاعت». ومع أن المثل يقول (لا توعد المحتاج بشيء)، فإن الملاك والمنتفعين ليسوا مستجدين أمام باب السلطة، هناك حقوق وهناك استحقاقات، وكل طرف يطلب طريق السلم وسيلة دون الاصطدام ببعض. وتحضرني خاطرة أنه في إحدى المرات عند مناقشة هذا الموضوع، اتضح، وهذا مؤكد أن معظم أهالي المكلا قرايب وأهل، فقط لا ينقصهم إلا الحل الحكومي وإبعاده عن أجواء اللعبة الانتخابية، وجعل قضية المنتفعين هي الناخب الحقيقي، الذي سيقول نعم لرجال الحكومة المختارة من الحزب الحاكم، وربما البعض يعد ويفرط في الوعود بين حين وآخر، إلا أن الحل ليس بيد فرد أو ثلاثة، فالأوراق تدرس بدقة والمكلا إحدى هذه الوراق، طالما يسيطر الإصلاح على مقاعد المدينة، وينفرد بها من دون الحزب الحاكم الذي تنتابه الحسرة في كل مرة.

إذا ما جاء الحديث عن قضية المنتفعين متأخرا، وأيقظه البعض من وسادة الحكومة، فإنه الموضوع القديم، بل إن المثابرة على التساؤل حوله يعد من أبرز المواضيع في مدينة المكلا بالذات، لنقل إنه موضوع يومي، وعلى الطرف الآخر يقف رجال الحكومة صامتين إلا من بضع كلمات يتمتمون بها للتهدئة، ومع هذا يضغط الرأي العام على المجلس المحلي المنتخب والممثل الحقيقي للشعب، وليس للاحزاب السياسية مثلما نعتقد في إخراج الحل إلى أيدي الناس، المنتفعين والربوة، ولا داعي لتذكر الماضي، فالماضي كله جراح، والسراب لا ينقذ العطشان.. والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى