قمة بروكسل قد تتحول الى مواجهة بين بلير وشيراك

> لوكسمبورغ «الأيام» ا.ف.ب :

>
توني بلير
توني بلير
قد تتحول قمة بروكسل الاوروبية الى مواجهة بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الحكومة البريطاني توني بلير خاصة بعد حملة الاخير دفاعا عن المشاركة المالية المقلصة لبلاده في الموازنة الاوروبية وذلك عبر انتقاده المساعدات الكبيرة المخصصة للزراعة والتي تستفيد منها فرنسا بشكل واسع.

وقال بلير من موسكو، وهي المحطة الاولى من جولة اوروبية بدأها امس الاثنين، "لا يمكن ان يتم اعادة النظر بالمشاركة البريطانية المقلصة دون البحث في مجمل تمويل الاتحاد الاوروبي وبما في ذلك ان 40% من التمويل ينفق على الزراعة".

واضاف "يجب ان نتساءل ما اذا كانت الطريقة التي توضع فيها الموازنة حاليا، في مطلع القرن الحادي والعشرين، هي الطريقة المناسبة لمواجهة مشاكل اوروبا اليوم. انا لا اعتقد ذلك".

واذ اكد تمسكه بالمطالبة بتغييرات اساسية، وعد رئيس الحكومة البريطاني بان يكون "دبلوماسيا ولكن حازما" في اجتماع قادة دول الاتحاد الاروروبي ال25 الخميس والجمعة.

وزار بلير مساء امس الاثنين المانيا حيث يلتقي المستشار الالماني غيرهارد شرودر في برلين.

الا ان محادثات بلير اليوم الثلاثاء في لوكسمبورغ مع رئيس حكومتها جان كلود جانكر الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حتى الاول من تموز/يوليو وتستلم بريطانيا الرئاسة من بعدها، وفي باريس مع الرئيس شيراك، ستكون حاسمة لحلحلة الوضع قبل انعقاد القمة.

وكما كان متوقعا، لم يسفر اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد مساء امس الاول الاحد في لوكسمبورغ عن اي حل للمشكلة. واذا كان وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس اكد وجود "رغبة عامة بالتوصل الى اتفاق"، فان نظيره الالماني يوشكا فيشر كان اكثر تحفظا.

وقال فيشر امس الاثنين "على الرئاسة (اللوكسمبورغية) ان تقرر ما اذا كان من الواقعي السعي الى التوصل الى اتفاق الآن او انه يجدر بالاحرى ان نجد حلا مؤقتا الى ان تستلم بريطانيا الرئاسة الدورية للاتحاد".

ومثل بلير، هدد وزير خارجية بريطانيا جاك سترو في لوكسمبورغ باستعمال بلاده "حق الفيتو" في قمة بروكسل.

وظهرت مسالة المشاركة البريطانية المقلصة في الموازنة الاوروبية، وهو امتياز تحظى به بريطانيا منذ عام 1984، مرة اخرى كمفتاح اساسي للتفاوض حول الموازنة الاوروبية.

جاك شيراك
جاك شيراك
وفي هذا السياق تؤكد الوزيرة الفرنسية للشؤون لاوروبية كاترين كولونا ان "جميع الدول الاعضاء تقريبا" تؤيد اعادة النظر في المشاركة البريطانية المقلصة وكررت مطالبة بلادها بالغاء هذا الامتياز البريطاني تدريجيا "وفقا لجدول زمني".

وتقترح الرئاسة اللوكسمبورغية ان يتم تحديد المساهمة البريطانية ب6،4 مليار دولار لعام 2007 على ان يلغى الامتياز البريطاني تدريجيا.

وبعد ان رفض الناخبون الفرنسيون والهولنديون التصديق على الدستور الاوروبي،دعا وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الى "عدم اضافة ازمة مالية على الازمة السياسية والمؤسساتية".

واضاف "نحن بحاجة الى تفاهم وهذا ما قلته لنظيري جاك سترو الذي اجريت معه محادثات" الا انه نفى ان تكون باريس مستعدة لتقديم تنازلات فيما يتعلق بموضوع المساعدات المخصصة للزراعة.

واذ تجد لندن نفسها معزولة في موضوع الغاء امتيازها، يرى دبلوماسيون ان بريطانيا تواجه صعوبة في ايجاد من يدعمها لشن حملتها المضادة. وحدهما السويد وهولندا تطرقتا في لوكسمبورغ الى السياسة الزراعية المشتركة (الاوروبية).

وجددت المانيا اليوم الاحد دعمها لفرنسا وهو دعم لطالما قدمه مستشارها شرودر الى جاك شيراك بكل حزم.

وقال بيلا اندا الناطق باسم شرودر ان الحكومة الالمانية "تتوقع من جميع الاطراف ان يكونوا على استعداد للتحرك (..) كما ان المستشار الالماني يشاطر الرئيس الفرنسي نفس الموقف فيما يتعلق بالمساعدات الزراعية".

وشدد المتحدث على موقف بلاده التي تعتبر بان التوافق الاوروبي في تشرين الاول/اكتوبر 2002 الذي كرس مسبقا الابقاء على نفس مستوى الدعم للمزارعين حتى نهاية 2013، هو "احد العوامل الرئيسية التي اتاحت للاتحاد الاوروبي انجاز عملية التوسيع" من 15 عضوا الى 25 عضوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى