الاسلام في اوزبكستان خاضع لسيطرة السلطة

> فرغانة/اوزبكستان «الأيام» ا.ف.ب :

> تخضع الحياة الدينية في اوزبكستان، بدءا من تعيين الائمة مرورا بالتدريس وانتهاء بالحج، الى السيطرة التامة للسلطات التي تشعر بانها مهددة من قبل الحركات الاسلامية ويعتبر الخبراء ان هذه السيطرة قد تزداد تشددا بعد ما حصل في انديجان.

وتغص مساجد وادي فرغانة الذي تعتبره السلطات معقلا للاسلاميين بالمصلين كل يوم جمعة.

وقال الحاج عبد الرشيد، المسؤول الديني في فرغانة الواقعة شرق البلاد، ان "الشيوعيين حرموا الشعب من ديانته واحتفظ الاوزبك بمعلومات مبهمة عن دينهم,يريدون الان التعمق اكثر لكنهم يتعرضون للمنع".

ويتحدث عبد الرشيد، وهو ملتح في الستينات من العمر يرتدي ثوبا ابيض اللون والعمامة الاوزبكية التقليدية ويقلب حبات سبحته بهدوء، بحماسة عن الاسلام كما انه يتمتع باحترام واسع في منطقته رغم عدم توليه اي منصب رسمي.

لكنه يتجنب الاشارة الى انتفاضة انديجان التي اوقعت في 13 ايار/مايو الماضي 173 قتيلا، وفق الارقام الرسمية، فيما يقول شهود عيان ومنظمات غير حكومية ان اعدادهم تراوحت ما بين 500 الى الف قتيل اثر قمع قوات الامن لمتظاهرين.

ويتهم نظام الرئيس اسلام كريموف منظمي التظاهرة، وهم من تنظيم الاكرمية بالارتباط بحزب التحرير الاسلامي.

ويشن كريموف الذي يدافع عن دولة علمانية حربا لا هوداة فيها ضد الاسلاميين.

ومن جهته، قال فيتالي بونوماريف الخبير في شؤون اسيا الوسطى في المنظمة الروسية غير الحكومية "ميموريال" ان كريموف "تسبب شخصيا في صعود التطرف الاسلامي بعد ان اقصى مطلع التسعينات المعارضة الديموقراطية فعملت الايديولوجيا الاسلامية على ملء هذا الفراغ".

وقد اعلنت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان اعتقال مئات المتهمين بالتطرف في الاعوام الاخيرة بسبب ما ابدوه من اهتمام بالدين.

وتشير ارقام هذه المنظمات الى ملاحقة ما بين خمسة الى سبعة الاف بسبب التطرف الديني في اوزبكستان.

وبدوره، قال اندريه غروزين احد خبراء "ميموريال" في شؤون مجموعة الدول المستقلة ان "الاوزبك كانوا من اوائل شعوب اسيا الوسطى التي اعتنقت الاسلام فالمدن الاوزبكية مثل بخارى وسمرقند شكلت مراكز عالمية للدين الاسلامي كما ان الحياة الدينية فيها لم تتوقف حتى ابان السيطرة السوفياتية".

واضاف ان "الاسلام كان راسخا بشكل دائم في اوساط الاوزبك في حين ان المسلمين لم ينظروا الى سلطة الدولة، كامين عام للحزب الشيوعي او كرئيس، على انها امر مهم,وهذا ما اعتبره كريموف تهديدا خطرا".

وقد فرضت السلطات نهاية التسعينات قواعد جديدة في غاية الصرامة من اجل تسجيل الجمعيات الدينية كما اغلقت مئات المساجد التي تم افتتاحها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بحيث تناقص عددها من خمسة الاف الى الفين منذ عام 1998.

وحاليا، يحتاج الائمة الى ترخيص رسمي خاص لمعاودة نشاطهم. وقال عبد الرشيد "ان السلطات تدفع لهم رواتبهم وتحاسبهم على كل ما يجري داخل جماعاتهم الدينية".

واضاف متنهدا "بامكانك ان تدرس وبكل حرية العلوم السياسية او الاقتصاد في اوزبكستان البلد الذي قدم كثيرا من اجل تطور الاسلام ولكن ليس الديانة".

وللذهاب الى مكة لاداء فريضة الحج، يتعين على الراغبين الحصول على ترخيص اداري. اما اذا كان احد من افراد عائلاتهم ادين بالانتماء الى تنظيم متطرف دينيا فان فرصهم في ذلك تبقى ضئيلة.

وقال غروزين "بعد احداث انديجان، يجب ان لا نتوقع حصول ليونة سياسية من جانب كريموف فالاجهزة الخاصة والشرطة ستتحرك بطريقة اكثر حزما".

ومن جهته، قال عبد الرشيد "كلما شددت السلطة من سياستها حيال الدين كلما ابدت الناس اهتماما بالامر فمستقبل اوزبكستان هو مع الاسلام".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى