اول معوق مرشح للانتخابات في لبنان يخوض معركته على كرسي نقال

> طرابلس/لبنان «الأيام» ا.ف.ب :

>
المعاق نواف كبارة
المعاق نواف كبارة
يخوض اول معوق يترشح للانتخابات معركته على كرسي نقال لا يحول دون انهماكه في الجولات واللقاءات والمهرجانات مثل سائر المرشحين في انتخابات شمال لبنان التي تجري الاحد وسط احتدام المواجهات بين المتنافسين لاخر مرحلة انتخابية.

باناقته المميزة ونظرته الثاقبة، يجول نواف كبارة (52 عاما)، استاذ العلوم السياسية في جامعة البلمند (شمال)، في اسواق طرابلس القديمة، كبرى مدن شمال لبنان، محاطا بالعشرات من انصاره من بينهم سبعة مقعدين وعشرة من فاقدي الاطراف اضافة الى عدد من العميان والصم والبكم.

يرافق كبارة، الناشط منذ سنوات في مجال حقوق الانسان، انصاره يرتدون قمصانا كتب عليها "اتحاد المعوقين اللبنانيين" الذي يترشح باسمه. يوزعون البيانات ويوضحون اهداف مرشحهم تحت ثلاثة عناوين: حقوق الانسان، انهاء الحرمان،الديموقراطية وحماية الحريات.

صوره في المدينة نادرة وسط غابات صور المرشحين التي احتلت جدران المدنية واعمدة الكهرباء وواجهات المحلات وتدلت في وسط الطريق وعلى اسلاك الكهرباء،فمداخيله وموارد الاتحاد ضئيلة.

يكتفي انصاره وبعض طلابه بتوزيع كتيب صغير يتضمن نبذة عن حياته ونشاطات الاتحاد واهدافه.

كبارة مرشح عن المقعد السني في طرابلس على لائحة ائتلافية رئيسية.

يقول لوكالة فرانس برس بطلاقة معهودة مارسها في التعليم وفي اللقاءات الفكرية "لم يعترض اي مرشح على اعاقتي او يعتبرني غير ذي فائدة.الكرسي الملاصق لجسدي لم يعد حاجزا دون التواصل".

ويضيف "كسرنا الحظر المفروض لبقائنا خارج اللعبة السياسية. دخلنا في ائتلاف قوى سياسية مؤثرة وادرجنا بند الاهتمام بالاعاقة في برنامجها".

المنصات التي يشارك فيها كبارة اعضاء لائحته مزودة بطريق خاص لكرسيه النقال ولم يعد يحمل الى المنصة حملا كما كان يجري قبل سنوات في الاحتفالات المطلبية.

في لبنان رسميا 60 الف معوق وفق البطاقات الصادرة عن وزارة الصحة.

لكن كبارة يقدر عدد المعوقين بما "بين 160 و200 الف" وفق التعريف الدولي لا التعريف الضيق المعتمد في لبنان.

ويقول في استراليا تبلغ نسبة المعوقين 19% وهنا نحو 2% فقط رسميا لان تعريف الاعاقة لا يشمل امراضا مزمنة مثل غسيل الكلى مثلا ولا امراضا نفسية(باستثناء التخلف العقلي).

"الاعاقة بمفهومها الواسع تعني الوضع الذي يتطلب ترتيبا مختلفا عن العادي" يضيف كبارة ممثل لبنان في المنظمة الدولية للمعوقين وممثل لبنان في المنظمة العربية للمعوقين التي يرئسها حاليا.

اصيب كبارة بشلل نصفي عام 1980 عندما كان في السابعة والعشرين من عمره في حادث سير في السعودية حيث كان يعمل.

ومنذ عام 1990 نشط كبارة مع مجموعة من المعوقين للبحث في سبل الارتقاء بقضية الاعاقة من حالتها الرعائية الى مستوى الدمج الاجتماعي وحقوق الانسان.

عام 2000 اقر المجلس النيابي قانونا يساعد، وفق ارفع المعايير الدولية، على تمكين المعوق من الاندماج في المجتمع.

وبعد خمس سنوات لم يستفد المعوقون الا من الاعفاء الجمركي ومن الرسوم البلدية بدون ان يتم تطبيق اي بند يتعلق بالصحة والتعليم والعمل.

كما يقضي القانون بتاهيل المرافق العامة حيث لم يطبق بعد سوى "5%".

يشدد على مكافحة الفقر كسبيل للحد من انتشار الاعاقة لان "الفقر يؤدي الى الاعاقة بنتيجة الجهل وسوء الاوضاع الصحية والاعاقة تقضي على فرص العمل" متمسكا باهمية التوعية الاجتماعية.

وهو ضد المطالبة بحصة للمعوقين في المجلس النيابي لان ذلك يعني "حصة مضمونة والمطلوب تغيير في الذهنية".

استغرق انشاء اتحاد المعوقين البنانيين (1998) سنين طويلة من المطالبات والتظاهرات. ويقول "لو كان لنا نائب في البرلمان لما كان استغرق كل هذا الوقت لاننا كنا تمكنا من التاثير على القرار".

ويضيف كبارة بتفاؤله المعهود وابتسامته الساخرة "اذا دخلنا المجلس نصبح قوة لها شرعيتها وقد ندخل بعدها وزارات ذات تاثير".

رشح الاتحاد ثلاثة معوقين من الطوائف الرئيسية: شيعي في الجنوب انسحب بسبب "محدلة" تحالف ابرز تنظيمين شيعيين امل وحزب الله،وماروني في جبيل انسحب بعد تشكيل لائحة العماد عون.

بقي نواف كبارة المرشح الوحيد والاول عن المعوقين بعد انضمامه الى لائحة رئيسية "ربما لانني انتمي الى بيت سياسي" في اشارة الى ان والده كان نائبا سابقا عن طرابلس قبل الحرب (1975-1990).

وكانت الحرب اللبنانية قد خلفت اضافة الى القتلى اعدادا من المعوقين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى