«الأيام» تدخل مع التلاميذ والمعلمين قاعة الامتحان وأسرة التلميذ.. مفتاح عبوره بوابة النجاح والخوف والإرباكات والغش كابوس يؤرق التلاميذ

> «الأيام» محمد عبدالعليم:

> يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان.. وطلابنا بدورهم يقفون في هذه الأيام على مرمى حجر من خوض امتحانات التعليم الأساسي والثانوي للعام الدراسي 2004 - 2005م، وبالتأكيد يتوجب علينا تسليط الضوء على عدد من النقاط الهامة في هذا المضمار، لتوعية كل من التلاميذ والمعلمين وأولياء الأمور، لنضعهم على بينة من العوامل التي قد تسهم في نجاح أو إخفاق التلميذ، لا سيما بسبب ما يختلج في نفسه عن الامتحانات، وما يرافق ذلك من توتر وإحباط، وتوضيح إرشادات الطب النفسي في هذا الموضوع .. فإلى أولياء الأمور والمعلمين والتربويين والتلاميذ دعوة لمرافقة «الايام» في استطلاعها هذا.

إن الاقتراب من نفسية الطالب والتعامل معه في ضوء معرفة حقيقية بما يحب أو يكره، وما يميل إليه أو ينفر منه أو ما يوتره أو يريحه، والاهتمام بهذه العوامل الهامة في عمليتي التربية والتعليم، بلاشك سيحقق نتائج طيبة سيكون لها الأثر الكبير في بناء جيل سوي، قادر على تحقيق تطلعات بلده وآمال مجتمعه من خلال النتائج الإيجابية التي سيحققها في الامتحانات، وبالتالي مسيرته العلمية.

قبل الامتحان
تختلف نفسيات التلاميذ من واحد لآخر وشعورهم إزاء العملية الامتحانية، وتتباين تعبيراتهم وانفعالاتهم عندما يقترب موعد الامتحان، ما بين التخوف والتوتر لدى بعضهم، ومضاعفة الجهود لدى الآخرين، بل وربما أحبها الكثير واشتاق لها.. ولمزيد من التعرف على ما يعيشه أبناؤنا التلاميذ، تعالوا نستمع إلى آرائهم منهم مباشرة.

ظاهرة الغش
يقول التلميذ ملهي محمد بن لشقم من مدرسة الزبير للتعليم الأساسي بعتق: «إن أكثر ما قد يؤثر سلباً على وضعية الامتحانات وجود ظاهرة الغش، وللأسف يظلم كثير من التلاميذ المجتهدين جراء الغش، حيث يظفر التلاميذ المسوّفون طيلة العام الدراسي بمكانة ودرجة عالية هي في الأصل للمجتهدين، إلا أن الغش حرمهم منها، فالغش بشكل عام يؤثر بشكل كبير على نفسية التلميذ المجتهد والمثابر، كونه يولد الهرج والمرج في قاعة الامتحانات، كما أن الغش يولد لدى كثير من التلاميذ حالة من اللا مبالاة بالمثابرة والاستعداد. نطالب الجهات الرسمية القائمة على عملية الامتحانات بمنع ظاهرة الغش وتوفير أجواء صحية وتربوية».

وللامتحانات شوق
أما الطالب مازن عبدالحبيب، في الصف التاسع الابتدائي بمدرسة عبدان للتعليم الأساسي، فأكد عدم خوفه من الامتحان، وعبر عن شوقه إليه بقوله: «قد لا تصدقوني أنني أحب الامتحانات وأشتاق إليها، لأنني أذاكر بجد وأتقدم دائماً للامتحانات بدون استسلام، ونحن الطلاب دائماً يتم تخويفنا من الامتحانات، ولكننا ندعو الزملاء إلى المذاكرة والجد والاجتهاد، بعيداً عن الكسل والخمول».

كابوس مزعج
والطالب نجيب سالم بارويس، في الصف الثالث الثانوي بثانوية حنيشان، عبر عن تخوفه من الامتحانات بقوله: «الامتحان كابوس مزعج يطاردنا شبحه ويقض مضاجعنا ويؤرقنا ليلاً، هذا شعوري نحو الامتحان، ونتمنى أن تسير امتحانات هذا العام بعيداً عن الإرباك والعشوائية، وأن يوفقنا الله سبحانه وتعالى لنحقق نسبة عالية تؤهلنا إلى دخول الجامعة المناسبة».

أمنية بإنهاء الإرباكات
الطالب وجدي باعوم، ثالث (علمي) بثانوية حنيشان بعتق، يقول: «نحن نسعى لكي تكون الامتحانات وسيلة للحصول على الدرجات المناسبة في الامتحانات، وليس كما يصورها لنا البعض أنها كل شيء، ونتمنى أن يوفقنا الله على قدر الاجتهاد، ونتمنى ألا تحدث فيها إرباكات، كما حدثت في الأعوام السابقة».

ويشاركه الراي طالب آخر بقوله: «أشعر بصعوبة في الاستذكار قبيل الامتحانات، نتيجة للتوتر الناجم عن تهويل العملية الامتحانية من قبل الأهل والمعلمين، ورجائي أن يتم التجهيز للامتحانات بما يراعي حالة الطالب النفسية».

ويضيف آخر: «المذاكرة والامتحانات شر لا بد منه، وإلا كيف سننجح ونبني مستقبلنا، وكما يقال يوم الامتحان يكرم المرء أو يهان».

وللتربويين رأي
ولأهمية التوعية بكافة الجوانب المرتبطة باقتراب وإجراء الامتحانات، تطرقنا إلى رأي عدد من التربويين، وكان أولهم التربوي عبدالله العمياء، نائب مدير مكتب التربية والتعليم بعتق، الذي أوضح قائلا: «نحن هذا العام في مديرية عتق، بذلنا جهوداً حثيثة بحسب توجيهات الوزارة، حتى تسير الامتحانات في أجواء هادئة بعيدا عن الإرباك من أجل أن يتحصل الطالب، وخاصة في الثانوية، على درجات تؤهله إلى دخول الجامعات وتنتهي عملية المطالبة بإعطاء أصحاب المحافظات النائية الـ 5 درجات التشجيعية، وبدء مرحلة من المنافسة العلمية المشرفة. وبالتاكيد لكل مجتهد نصيب».

تفاؤل .. وأمل
التربوي محسن محمد الحبشي يقول: «أحب أن اطمئن جميع الطلاب أن ينظروا إلى الامتحانات بنوع من التفاؤل والأمل، فإن لكل مجتهد نصيباً، وأدعو الطلاب إلى المذاكرة والتركيز، فإن الامتحانات مع المذاكرة تصبح أسهل جداً مما تكون عليه مع التلميذ المهمل. ونتمنى لجميع الطلاب التوفيق».

الطب النفسي يتدخل
ولكون الجانب النفسي ذا أهمية في تحديد أداء التلاميذ بداخل قاعة الامتحانات وقبلها أثناء الاستعداد والتحضير لخوض الامتحانات، لذا كان لا بد من تدخل الطب النفسي، الذي يوضح: «إن التلاميذ خلال فترة الامتحانات وما قبلها، قد يصابون باضطرابات نفسية، تبدأ نفسية ومن ثم تنعكس سلباً على الجسم ووظائفه الفسيولوجية بالقلق والاكتئاب والتوتر. وهناك من الحالات النفسية ما يرتبط حدوثها بالقلق والاكتئاب والتوتر، ومنها اضطرابات الهلع من الامتحانات، وأعراضها: ضيق في التنفس أو سرعة ضربات القلب وغيرها، ولكن دور الطبيب النفسي إذا كانت الحالة شديدة يتأتى بالعلاج السلوكي كتقليل الخوف ومنح الاسترخاء والتشجيع، فالامتحان ما هو إلا مقياس لما حصل عليه الطالب وليس عقاباً له».

ويؤكد رأي الطب النفسي فهم الأسرة للتبعات النفسية السلبية لجو القلق الذي قد توجده في محيط التلميذ المقبل على الامتحانات، بدافع حبها له وحرصها على مستقبله، فالأسرة يجب أن تعلم أن هذا الحب والحرص، لا يجب أن يبلغ حد إشعار التلميذ بانتفائهما في حال الإخفاق في الامتحانات، فالامتحان هو مقياس لما يفهمه ويستوعبه التلميذ من المنهج المقرر عليه، وليس دلالة على تفوقه الاجتماعي، فلكل شخص جوانب يتفوق فيها».

ويطالب الطب النفسي بإنهاء فكرة «أن يوم الامتحان يوم معركة مصيرية»، بل على جميع أولياء الأمور، توفير المناخ الصحي للتلميذ بداخل المنزل، وأن نعرّف أولادنا ما لهم وما عليهم من واجبات، وأن ندرك أن التفوق مهم إذا توفر جو هادئ للطالب.

قبل الختام
على الطالب أو الطالبة أن يحدد مواعيد للمذاكرة يومياً، ويستعمل حواسه في المذاكرة، أي يقرأ بعينه ويكتب ما يقرأه ويسمع ما يقرأه، مع عمل جدول للمذاكرة على أن تتخللها أوقات للراحة.

وعلى الطالب أن يطمئن ويعلم أن الله لا يضيع أجر من اجتهد وأنه الموفق- سبحانه - وبذلك يستطيع النجاح في الحياة والتعامل معها بشكل سوي نفسياً وسلوكياً، فذاك أفضل بكثير من شخص ناجح عملياً ومضطرب نفسياً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى