> طلبت لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري امس الجمعة من لبنان وسوريا التعاون في التحقيق، وناشدت اللبنانيين الذين يملكون معلومات عن شاحنة صغيرة مفخخة استخدمت في التفجير التقدم بها.

ورجح ديتليف ميليس رئيس اللجنة التي كلفتها الامم المتحدة التحقيق في الاغتيال نقلا عن الخبراء الدوليين ان "الانفجار الذي قتل رفيق الحريري وعشرين اخرين ناجم عن تفجير بواسطة سيارة مفخخة من نوع ميتسوبيشي بيضاء مقودها الى اليمين" كما هي حال السيارات في بريطانيا.

واضاف ان "الخبراء توصلوا الى ان السيارة من انتاج 1996-1995" بدون ان يتمكن من تحديد هل كانت السيارة متوقفة او سائرة لحظة الانفجار.

واوضح ميليس في مؤتمر صحافي ان فريقا من خبراء المتفجرات الالمان "عاين موقع الانفجار الاسبوع الماضي وتوصل بمعية الخبراء السويسريين الذين سبق ان حللوا مسرح الجريمة،الى ان الانفجار حدث فوق الارض بدون اي قدر معقول من الشك".

وقال ان "هذا الاحتمال وارد بنسبة 9،99% لان الخبراء لم يجدوا اي مؤشرات تدل على تفجير تحت الارض".

واوضح ان اللجنة الدولية تضم موظفين من اكثر من 20 دولة اجنبية وعربية بينها لبنان بدون ان يحدد عددهم.

يذكر ان التفجير الذي حصل في 14 شباط/فبراير عند الواجهة البحرية لبيروت واسفر عن اغتيال الحريري والنائب باسل فليحان اضافة الى 19 اخرين ادى الى ازمة غير مسبوقة في لبنان مما اجبر سوريا في اواخر نيسان/ابريل على سحب كل قواتها العسكرية والمخابراتية تحت وطأة الضغوط الدولية والمحلية.

وكان التحقيق الاولي الذي اجرته لجنة لتقصي الحقائق اوفدتها الامم المتحدة قد لمح الى دور لسوريا واجهزة الامن اللبنانية في العملية. واستند خصوصا الى شريط صورته يوم الجريمة كاميرات مصرف "اتش اس بي سي" الواقع قرب مكان الانفجار.

واوضح ميليس ان اللجنة "حصلت على الشريط الاصلي للمصرف" وقال "نقلناه الى مكتب الشرطة القضائية في المانيا، لنتأكد اننا حصلنا فعلا على الشريط الاصلي، وتتم حاليا معاينته والتحقق منه وسنحصل على النتائج في غضون اسبوعين".

ودعا ميليس كل الدول والاطراف التي تملك معلومات تتصل بالجريمة الى الاتصال باللجنة. وقال ان "قرار مجلس الامن الدولي رقم 1595 يدعو تحديدا كل الدول والاطراف الى تقديم جميع المعلومات التي في حوزتها فورا الى لجنة التحقيق".

وحذر من ان "الدولة التي لا تتعاون عليها ان تتحمل المسؤولية كاملة".

وقال ان "اي بلد قد تكون في حوزته معلومات مماثلة سواء ادلة قضائية او معلومات استخباراتية ولم يقدمها الى اللجنة، سوف يتحمل المسؤولية في حال اخفقنا في اظهار الحقيقة".

وردا على سؤال عن امكان استجواب مسؤولين سوريين، قال ميليس "في اطار تحقيق في جريمة كهذه، سنستجوب طبعا كل من كان له بطريقة او بأخرى دور في ما يتعلق بالامن داخل لبنان عند حصول هذه الجريمة".

واضاف "مجلس الامن طلب مرات عدة من كل دولة وكل طرف ان يتصل بنا ويوافينا بأي معلومات ذات صلة بالجريمة. نتوقع من هذه الدول والاطراف ان توافينا بالمعلومات،وحتى الان لم يحصل ذلك. لكن لا يساورني ادنى شك في ان الحكومة السورية اذا حصلت على معلومات موثوق بها فستتصل باللجنة".

واكد ان التحقيق يشمل "طريقة التعامل مع مسرح الجريمة".

وكان تقرير لجنة تقصي الحقائق اشار الى اهمال الاجهزة اللبنانية في التعاطي مع الادلة في مكان الجريمة .

ووجه ميليس نداء الى جميع اللبنانيين الذين يملكون معلومات عن سيارة الميتسوبيشي ان يقدموها الى لجنة التحقيق عبر خطين ساخنين (1788/1722) يعملان بشكل مستمر .

واكد توافر برنامج لحماية الشهود وقال "نحن مستعدون لذلك وسنؤمن لهم كل السرية عند الضرورة"، لكنه لفت الى ان "أفضل شاهد هو ذاك الذي يحضر ويكون على استعداد للادلاء بشهادته علنا لان هذه الشهادة تكون اكثر صدقية في معظم الاحوال".

وقال "عملنا لا يمكن ان ينجز بدون تعاون الحكومة اللبنانية التام وخصوصا تعاون الشعب اللبناني".

وخلال المؤتمر الصحافي وزع ميليس على الصحافيين صورتين لسيارة من النوع نفسه،الاولى بدون غطاء والثانية مع غطاء يعتقد ان المتفجرات وضعت تحته.

يذكر ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اعلن الخميس بدء التحقيق الدولي في اغتيال الحريري.