طريق طويل أمام تقدم المرأة اليابانية في عالم الأعمال

> طوكيو «الأيام» رويترز :

> في الولايات المتحدة كوندوليزا رايس وكارلي فيورينا الرئيسة التنفيذية السابقة الشهيرة وفي الصين هناك وو يي نائبة رئيس الوزراء وتشي كيهوا الشخصية الرئيسية في صناعة الصلب وفي اليابان... العرافة المشهورة كازوكو هوسوكي.

وإذا سألت يابانيا عن أقوى امرأة على الأرض فمن المحتمل أن تحصد هوسوكي وهي شخصية تلفزيونية معروفة مما تحصد المشتغلات بالسياسة أو الشركات مما يعبر عن ندرة النساء في دهاليز السلطة في اليابان.

ومع هذا تشهد المديرات التنفيذيات في الآونة الأخيرة علامات على أن التغير يأخذ مجراه أخيرا مدفوعا في جانب منه بضرورة ديموجرافية نظرا لتزايد عدد المسنين من سكان اليابان وتقلص قوة العمل.

وقالت ميرل ايكو اوكاوارا الرئيسة التنفيذية لشركة جي سي كومسا للأغذية المجمدة "لا بد وأن تكون الشركات جادة في ترقية النساء لأنه حس اقتصادي سليم."

واوكاورار يابانية حاصلة على الجنسية الأمريكية كافحت على مدى أربعة عقود في عالم الأعمال الياباني الذي يسيطر علية الرجال.

ومضت تقول إنه إذا كانت الشركات "تواجه تراجعا في السكان فإن عليها الآن أن تكون مستعدة بزيادة عدد النساء وتدريبهن ان يصبحن مديرات."

كما يحث على التغيير الضغوط التي تتعرض لها الشركات لجذب مجموعة من المستثمرين أكبر حجما وأكثر دراية.

وقالت كاوري ساساكي التي تدير شركة استشارية خاصة للاعلام "حتى الرجال الذين لا يوافقون على مفهوم المساواة بين الجنسين يفكرون في أنه يتعين عليهم ترقية النساء."

وأضافت ساساكي في مقابلة في مكتبها في الشركة التي تقع في منطقة تجارية أنيقة في طوكيو "من قبل كان ذلك علاقات عامة أما اليوم فينظر إلى الأمر على أنه مرتبط بزيادة أسعار الأسهم ومبيعات الشركة."

وتظهر الاحصاءات أن هناك قدرا كبيرا من التحسن.

وجاءت اليابان في الترتيب الثامن والثلاثين في مسح عن المساواة بين الجنسين أجراه مؤخرا المنتدى الاقتصادي العالمي بعد الصين التي جاءت في المرتبة الثالثة والثلاثين والولايات المتحدة التي جاءت في الترتيب السابع عشر ودول بحر الشمال التي تصدرت القائمة.

وأجبر قانون المساواة في فرص العمل الذي صدر في عام 1985 الشركات اليابانية على الموافقة اللفظية على الأقل بالمساواة بين الجنسين في الوظائف.

ومع هذا لا تزال نماذج الناجحات نادرة في اليابان ولا يزال التوفيق بين العمل والبيت تحديا هائلا بالنسبة للنساء نظرا لأن أزواجهن يعملون عادة لساعات طويلة ويرفضون القيام بأعمال منزلية ورعاية الأطفال.

قالت ساساكي "وضعت الشركات إطارا لتشغيل النساء وتيسير استمرارهن في العمل بعد الانجاب لكن لم يتغير شيء بالنسبة للرجال."

وفي وقت سابق من هذا العام احتلت شركتان متعثرتان في اليابان العناوين الرئيسية عندما عينتا امرأتين لقيادة عملية إعادة الهيكلة في الشركتين.

وتولت فوميكو هاياشي (58 عاما) الرئيسة السابقة لعمليات شركة بي إم دبليو في طوكيو منصب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر دايي انك في 27 مايو آيار الماضي وجرت الموافقة على تعيين تومويو نوناكا وهي مذيعة أخبار سابقة في التلفزيون في أعلى منصب في شركة سانيو الكترونيك هذا الشهر.

وأشادت سيدات الأعمال بالخطوتين لكن بعضهن تساءلن إن كان سينحى عليهما باللائمة إذا فشلت عملية إعادة الهيكلة.

وقالت كازوكو توكوما التي ترأس شركة هاو كورب وهي شركة علاقات عامة يعمل بها 14 موظفا جميعهم نساء "أظن أنهما قد يصبحان كبشي فداء
وحسب."

واندهش قليلون لأن المديرتين جاءتا من خارج الشركتين نظرا لنقص النساء في الصفوف العليا في الصناعة في اليابان حيث تسيطر النساء على 2.8 بالمئة فقط من المناصب الإدارية.

ودفعت الرغبة في سد هذه الفجوة بعض الشركات الكبرى لوضع أهداف لزيادة عدد المديرات.

وفي إشارة إلى تأثير النساء عندما يتعلق الأمر بشراء سيارة قالت نيسان موتورز في فبراير شباط الماضي إنها ستزيد نسبة المديرات بها إلى خمسة بالمئة بحلول مارس آذار 2008 بدلا من 1.6 بالمئة في الوقت الحالي.

ووضعت شركة شارب المنتجة للسلع الالكترونية المعمرة هدفا ممثالا في وقت سابق من هذا الشهر.

والرسالة التي تقول إن تجاهل قدرات النساء يحد من النمو الاقتصادي وفرص الشركات بدأت تنتشر.

وقالت صحيفة نيهون كيزاي شيمبون اليومية الاقتصادية في تعليق نشرته مؤخرا "نظرا للمنافسة العالمية الشديدة التي تواجهها الشركات فإن عدم الاستفادة من أقصى قدرات للموظفات يمكن أن يكون سوء تقدير قاتل أو حتى خسارة على المستوى القومي (للمدراء اليابانيين)."

ومع هذا تتفق كثير من النساء على أنه في الوقت الحالي كلما كبر حجم الشركة كلما كان اختراق الحواجز أكثر صعوبة."

والنساء في عالم الأعمال أكثر تفاؤلاء لكنهن يرون أن الطريق لا يزال طويلا.

وقالت يوكيو يوشيمارو المدير الإداري لتنمية التنوع في شركة نيسان"قضية المساواة بين الجنسين مطروحة على الطاولة في المجتمع."

وردا على سؤال عن الأمر الذي شهد أقل تغيير في العشرين عاما الماضية "اجابت يوشيمارو بابتسامة حزينة "ذهنية الرجال في اليابان."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى