> اتهم النائب المنتخب العماد ميشال عون امس الجمعة النائب المنتخب سعد الحريري خصمه في المرحلة الاخيرة للانتخابات التشريعية المقررة غداً الاحد في شمال لبنان، بشراء اصوات، واصفا الاتهامات بتدخل المخابرات السورية بانها "شائعات".

وقال عون متحدثا بالفرنسية في مؤتمر صحافي عقده في منزله في الرابية شمال بيروت "هؤلاء الناس (الحريري وحلفاؤه) يشترون الضمائر خلال الانتخابات".

وسأل الزعيم المناهض لسوريا "كيف يمكنني القول ان انسانا يفسد الضمائر ويغتصبها بالمال سيناضل ضد الفساد اذا كان هو المفسد الاول؟".

وحقق عون، الرئيس السابق لحكومة عسكرية مسيحية والذي عاد الى لبنان في ايار/مايو الفائت بعد منفى قسري في فرنسا استمر 15 عاما، انتصارا كاسحا في المناطق ذات الغالبية المسيحية في المرحلة الثالثة من الانتخابات في 12 حزيران/يونيو.

وتحالف مع الوزير السابق المؤيد لسوريا سليمان فرنجية في مواجهة سعد الحريري ولوائحه في شمال لبنان الاحد المقبل. وستحدد نتائج التصويت الشكل السياسي للبرلمان المقبل حيث تتوزع المقاعد بين مختلف القوى السياسية.

ويضم الشمال نحو 700 الف ناخب مدعوين الى اختيار اخر 28 نائبا من اصل 128.

ولدى سؤال عون عن المعلومات التي تحدثت عن وجود ضباط من المخابرات السورية في لبنان رغم انجاز سوريا انسحابها العسكري في نيسان/ابريل الماضي، اعتبر ان ذلك مجرد "شائعات".

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش طالب سوريا في 10 حزيران/يونيو الجاري بان تسحب من لبنان عملاءها المتهمين بخلق مناخ من "القمع" خلال عملية الانتخاب.

وفي المقابل، اتهم عون وزير الداخلية حسن السبع بالتخلي عن مسؤولياته. وقال ان"وزير الداخلية يدعي ان ضباطا سوريين يتدخلون في الانتخابات، وعليه ان يستقيل لان مسؤوليته تقضي بتوقيف هؤلاء واحالتهم على القضاء".

واضاف في اشارة الى موفد الامين العام للامم المتحدة تيري رود-لارسن ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس "ان مهمته (السبع) ليست في اعلام السيد لارسن والسيد بوش والسيدة رايس بالوجود السوري,يجب ان نتحمل مسؤولياتنا".

ودافع عون عن تحالفه الانتخابي مع فرنجية ومع وزير سابق اخر مؤيد لسوريا هو ميشال المر متهما تيار الحريري بانه حليف لدمشق.

واكد ان "كل اللبنانيين في الحكم منذ 15 عاما (تاريخ نهاية الحرب الاهلية) كانوا يتعاونون مع السوريين بدءا بالحريري (رفيق)" رئيس الوزراء السابق الذي اغتيل في شباط/فبراير ووالد سعد الحريري.

واضاف ان "المر وفرنجية ليسا اقل تحالفا مع سوريا من الحريري ووليد جنبلاط (الزعيم الدرزي) الذي اعتبر نفسه حارسا لبوابة دمشق" في اشارة الى تصريحات ادلى بها جنبلاط حين كان لا يزال حليفا لسوريا.

وشدد عون على "انني الوحيد في هذا البلد الذي لم يتعاون مع السوريين"، داعيا الى ضرورة اقامة علاقة "متوازنة" مع الجارة سوريا.

واعتبر اخيرا ان لبنان يستطيع خوض مفاوضات سلام "منفردة" مع اسرائيل علما ان السلطات اللبنانية رفضت حتى الان فصل المسارين السوري واللبناني.

وقال عون "اننا بلدان منفصلان وليس لدينا العملية نفسها حتى لو دعمنا سوريا لتستعيد الجولان والفلسطينيين لتكون لهم دولتهم".