السياحة في آسيا ما زالت تعاني من آثار التسونامي

> فوكيت/تايلاند «الأيام» ا.ف.ب :

>
السياحة في آسيا ما زالت تعاني من آثار التسونامي
السياحة في آسيا ما زالت تعاني من آثار التسونامي
بعد ستة اشهر على كارثة التسونامي، لا تزال آفاق السياحة في دول المحيط الهندي التي ضربها الزلزال قاتمة، لا سيما في تايلاند التي تعتبر ابرز وجهة سياحية في جنوب شرق آسيا.

فشواطئ هذه المنطقة ما زال يتجنبها السياح وبعض فنادقها التي كانت تكتظ بالنزلاء تبدو وكأنها مهجورة، خاصة في تايلاند التي يعتقد ان نصف الضحايا الذين سقطوا فيها من جراء التسونامي كانوا من السياح الاجانب.

وفي حين يعبر خبراء في القطاع السياحي عن تفاؤلهم الحذر بالنسبة للهند وجزر المالديف وسريلانكا، تعتبر تايلاند اليوم البلد الاكثر تأثرا على المستوى السياحي من جراء المد البحري (تسونامي) الذي ضرب شواطئ المحيط الهندي في 26 كانون الاول/ديسمبر.

فالسياحة في جنوب تايلاند وتحديدا على شواطئ بحر اندمان لم تستعد عافيتها بالسرعة المتوقعة والخبراء السياحيون لا يتوقعون العودة الى ذروة الموسم الذي يبدأ عادة في تشرين الثاني/نوفمبر الا في الموسم المقبل، اي في اواخر 2006.

ويترتب عن هذا التأخير عواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة.

وتشير الارقام الرسمية للفصل الاول من هذا العام الى تراجع كبير جدا في اقبال السياح: تراجع بنسبة 67% في صفوف السياح السويديين والبريطانيين (اكثر السياح توافدا الى تايلاند) مقارنة بفترة كانون الثاني/يناير-آذار/مارس 2004، تراجع بنسبة 74% في صفوف السياح الالمان و70% بالنسبة للفرنسيين.

كذلك تراجعت نسبة السياح الآسيوين: الكوريون الجنوبيون (-64%) واليابانيون (-86%).

وتقول المسؤولة الثانية في الهيئة السياحية التايلاندية في جزيرة فوكيت ناباسورن كاكاي "خلال هذا الشهر وصل معدل الحجوزات في فنادق مقاطعات "فوكيت"و"بانغ نغا" و"كرابي" الى اقل من 20% مقابل 60% يتم تسجيلها عادة.

ويقول نائب الحاكم جيت باسومونغ ان حوالى 90% من الفنادق في "فوكيت" و"كرابي" اعادت فتح ابوابها، انما فقط 38% في "بانغ نغا" وهي اكثر مقاطعة تضررت في المد البحري.

ويضيف انه لم يعد في المقاطعة الا فندق خمس نجوم واحدا من اصل 45 قبل الكارثة.

وتقول نابارسون ان الحجوزات المسبقة لفترة اعياد الميلاد ورأس السنة "وصلت الى40% بدلا من80% في السابق".

وتضيف "هذا يعني ان التسونامي لا يزال يشكل كارثة على القطاع السياحي".

ومن اصل عشرين شركة طيران محلية ودولية كانت تؤمن رحلات من والى جزيرة "فوكيت" التايلاندية، لم يعد هناك الا ثماني.

ويأسف نائب رئيس جمعية السياحة في "فوكيت" كيتي فاتاناشيندا لنسبة الواردات الضئيلة للجزيرة التي كانت تؤمن ثلث العائدات السياحية السنوية لتايلاند، اي نحو ملياري دولار.

وقال كيتي ان "10% فقط من فنادق الجزيرة تأثرت (بالتسونامي)، لكن الجزيرة برمتها تموت شيئا فشيئا"، مذكرا ان 90% من الشركات في الجزيرة مرتبطة بالسياحة.

وقال كيتي ان "20% من المؤسسات السياحية (فنادق ومطاعم ومقاهي ووكلات سفر) اقفلت ابوابها، مضيفا ان معظم الفنادق تستخدم موظفيها بدوام جزئي.

وعلى بعد 40 كيلومترا من "فوكيت" تقع جزيرة "في في" التي قلما عرفت مواسم سياحية سيئة وهي ترى اليوم الزوارق الصغيرة آتية اليها خالية من الركاب. وقرية"تونغ ساي" التي تقع في هذه الجزيرة تبدو ليلا كمدينة اشباح.

ولا يتوقع الخبراء عودة الحياة السياحية الى طبيعتها في هذه المنطقة قبل سنة ونصف.

وقالت ناباسورن "علينا ان ننتظر فترة اطول مما كنا نتوقع، على الارجح حتى الموسم المقبل"، اي في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2006.

ويوافق كيتي على هذا القول، مضيفا ان على فوكيت ان تقدم "عروضا سياحية مغرية".

اما في باقي الوجهات السياحية في المحيط الهندي، فالوضع ليس بهذا السوء.

ويقول وزير السياحة الهندي رينوكا شوندوري ان "الهند تتوقع اجمالا العدد عينه" من السياح هذه السنة لانه "خلافا لما قد يتصوره البعض، فان توافد السياح ظل منتظما بعد التسونامي".

اما في سريلانكا، فالآفاق اقل ايجابية.

ففي حين تشير الارقام الرسمية الى ارتفاع بنسبة 8% لعدد الزوار خلال الاشهر الخمسة الاوائل من 2005، يعتبر رئيس جمعية وكالات السفر واسانتا ليلالاندا ان هذا العدد انخفض فعليا بنسبة 60%.

وجزر المالديف التي تعتمد بشكل كبير على السياح الاغنياء لا تنتظر الا 500 الف سائح مقابل 700 الف كانوا متوقعين.

وفي اندونيسيا، لن تتأثر منطقة "اتشيه" التي دمرها التسونامي كونها لم تكن منطقة سياحية اما في "بالي" فيعتبر الخبراء ان اثر التسونامي كان ضئيلا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى