الحلقة العلمية الثانية في ذكرى حولية الإمام عمر بن علي بالوهط

> الوهط «الأيام» عبدالقادر المحضار:

> برعاية جمعية الأخوة والمعاونة الخيرية، يقيم مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ومنتدى الوهط الثقافي وجمعية أبناء عمر بن علي الاجتماعية، الحلقة العلمية السنوية لذكرى حولية الإمام عمر بن علي السقاف بمدينة الوهط تحت شعار: (من أجل الربط الواعي بين تاريخ العلماء والصالحين وبين حياة الشعوب المتجددة)، وبهذه المناسبة يصل إلى مدينة الوهط بمحافظة لحج الكثير من الوافدين، وفي مقدمتهم مجموعة من العلماء والدعاة إلى الله، وذلك للمشاركة في هذه الحولية التي ستعقد جلستها الافتتاحية عصر يوم الخميس 16 جمادى الأولى الموافق 23 من يونيو الجاري، حيث تقدم العديد من البحوث العلمية والتربوية والتاريخية القيمة، ومن أهمها: بحث بعنوان (القبائل وتفرعاتها في سلطنة لحج العبدلية) للدكتور هشام بن محسن السقاف، رئيس الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار فرع عدن، بحث بعنوان (التقويم الموسمي للزراعة في لحج وتهامة) للأستاذ الأديب علي بن مهدي محلتي، بحث بعنوان (الإمام عمر بن علي.. علم بارز من أعلام اليمن) للباحث أيمن الحبشي، بحث بعنوان (العلاقة العلمية بين لحج وعدن.. دراسة موجزة) للأستاذ عبدالقادر بن عبدالله الحوت المحضار .

وبين صلاتي المغرب والعشاء سيتم تكريم المشاركين والأوائل من طلبة رباطي الوهط ودثينة فيما تلقوه من علوم الشريعة، وبعد العشاء تقام الحلقة العلمية للإمام عبدالقادر بن محمد الحبشي، وذلك بمسجده المبارك بالوهط.

وستستمر فعاليات الحلقة العلمية لذكرى الإمام عمر بن علي حتى مساء الجمعة، وسيتخللها العديد من المحاضرات القيمة، بالإضافة إلى المسابقات الثقافية والرياضية بين طلبة الوهط وطلاب مدينة دثينة، كما لا ننسى سباق الهجن (المحف) الذي سيقام عصر الجمعة، وستوزع الجوائز على الفائزين.

وفي صباح الجمعة تقام الزيارة السنوية لصاحب الحولية الإمام عمر بن علي، رحمه الله تعالى، وستختتم فعاليات الحلقة العلمية مساء الجمعة في مسجد الإمام عمر بن علي بقراءة السيرة النبوية، وكلمات لكبار العلماء والوفود المشاركة.

وبهذه المناسبة التقت «الأيام» ببعض المشرفين على هذه الحولية، ومنهم المفكر والداعية الإسلامي المعروف أبوبكر العدني بن علي المشهور الذي سألته: لماذا يهتم مركز الإبداع الثقافي بإقامة الحلقات العلمية والمناسبات الاسلامية في اليمن؟ فقال: «مركز الإبداع مؤسسة علمية ثقافية تتبع نشاط أربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية، التي قامت على أساس إحياء محاسن تاريخ الأمة عالمياً وإقليمياً، في مرحلة تضافرت قوى عالمية وإقليمية على طمس الموروث من المناسبات، ونقض عرى العلاقات الاجتماعية بين الجيل وتاريخه. والأربطة مؤسسة شعبية أبوية لها جذور تاريخية عريقة في خدمة الشعوب، ولهذا فقد كان من ثمرات الوحدة اليمانية أن فتحت المجال واسعاً لخدمة الوطن والعلم، وتهيأ للأربطة بهذا النفس اليماني المبارك إحياء المدرسة الأبوية التقليدية القائمة على التربية والتعليم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبهذا الإحياء احتضنت الأربطة كافة المناسبات الاسلامية والإقليمية، ودعت الشعوب إلى إعادة وترتيب نفسها على منهج الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي، بعيداً عن الغلو والإفراط والتفريط والتسييس.

فكان بهذا المبدأ إعادة كل مفيد ونبذ كل سلبي غير مفيد.. وبحمد الله وفضله تحولت المناسبات الإسلامية والإقليمية والمحلية التي نشرف عليها من مظاهر اختلاط بين الرجال والنساء وألاعيب وجهالات، إلى حلقات علمية وبحوث معرفية وإضاءة ثقافية تربط بين الشعوب وتراثها وبين التراث والإسلام وبين الاسلام والحياة، وما زلنا نواجه بعض الصعوبات من أطراف الإفراط والتفريط في منهجيتنا الأبوية، وعند من يعمل على نقضها وتقويضها أيضاً.. باعتبارهما - أي الطرفين - يؤججان سياسة الصراع المفتعل لضرب المسلم بالمسلم من خلال تحجيم العيوب والأخطاء، أو من خلال الإصرار على استمرار الخطأ باعتباره عادة من العادات.

ومع هذا وذاك فنحن ولله الحمد متفائلون بنجاح مهمتنا الشرعية، وندعو الجميع إلى فهم المرحلة ومتطلباتها ونبذ الصراع والخلاف الذي يغذيه الشيطان وأعوانه من المنفعيين القائمين على سياسة (فرق تسد)، فالأمة في كل شؤونها لها قواسم مشتركة تجمع بينها. وفي الإسلام الحق وسائل البناء وإصلاح الخطأ وترتيب الشعوب بالحكمة والموعظة الحسنة، وقد قال تعالى {ولكلٍّ وجهةٌ هو موليها فاستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأتِ بكم الله جميعاً}».

كما التقت «الأيام» بالدكتور هشام بن محسن السقاف، رئيس منتدى الوهط الثقافي، الذي أوضح من جانبه أن التحضيرات لحولية الإمام عمر بن علي هذا العام تكتسب أهمية خاصة، كونها تتضمن فعاليات ثقافية مشتركة بين المنتدى والقائمين على تنظيم الحولية، الغاية منها إلقاء حزمة من الضوء على مناقب ومآثر الرجال، الذين أثروا تاريخ المنطقة، وشد اهتمام وعناية الشباب والنشء إلى معرفة تاريخ منطقتهم والأدوار الخالدة التي قام بها الأجداد بصورة مشرفة ومشرقة.

وقال السقاف: «إن إحياء تاريخ الرجال من أمثال الإمام عمر بن علي، له بالغ الأثر في نفوس محبيه، وفي تقديرنا أن الحولية ستكون مناسبة ثقافية وتاريخية واجتماعية تستقطب القلوب الخيرة والعقول النيرة، لتأصيل النهج القويم والسليم في حياتنا».

الجدير بالذكر أن الإمام عمر بن علي السقاف، سكن مدينة الوهط، وبها كانت وفاته سنة 899 هـ، وهو أحد كبار علماء القرن التاسع الهجري، سافر إلى بلاد الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة وغيرها من بلدان العالم الإسلامي لطلب العلم الشريف، وتخرج على يديه مجموعة من طلاب العلم انتشروا في مختلف بلاد اليمن لنشر تعاليم الإسلام السمحاء.

وفي تصريح لـ «الأيام» قال السيد حسين بن ناصر بن علوي بن طه السقاف، رئيس جمعية أبناء عمر بن علي الاجتماعية: «إن هذه الذكرى السنوية التي تأتي بعد مرور 527 عاماً، تدل على ارتباط وعلاقة الأجيال الماضية والحاضرة بأسلافهم الصالحين، وقد تمت الترتيبات بتعاون الجميع ومشاركتهم، جزاهم الله خيراً، وسوف توزع نشرة تعريفية بهذه المناسبة بالإضافة إلى ترجمة مختصرة لصاحب الذكرى.. ونشكر «الأيام» على حضورها الدائم في مثل هذه المناسبات ومشاركتها الفعالة في توعية جيل اليوم، ونشر بعض التراجم لرجال وأعلام اليمن، متمنياً لها التوفيق»

من جهة ثانية تقام مبارة لكرة القدم عصر اليوم الأربعاء بالوهط 15 جمادى الأولى، بين فريقي المحبة من الوهط والسلام من دثينة من طلاب أربطة التربية الإسلامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى