من تكريم سعاد حسني الى إعادة إحياء الكوميديا الذكية

> «الأيام» عن «الحياة» اللندنية:

> يصلح فيلم «اشاعة حب»، الذي عرضته قناة «روتانا سينما» هذا مساء أمس ضمن تكريمها الفنانة سعاد حسني في ذكرى رحيلها، نموذجاً من الاختلاف في الفرجة بين السينما والتلفزيون. ويعرض بالابيض والاسود، اللذين يملكان جاذبية خاصة بالنسبة الى عيون جمهور التلفزة. وغالباً ما يذكران بالماضي. وفي زمن سينما العرب في الستينات، بدا فيلم «اشاعة حب» شديد الطرافة. فقد جمع فيه المخرج فطين عبد الوهاب، المتخصص في افلام الكوميديا، نجوماً بنوا صورتهم في افلام «جدية». وحينها، كان النجم يتماهى، في عيون مشاهدي السينما، مع ما يؤديه على الشاشة الكبيرة. ويعتبر ذلك التماهي من الاسس المهمة في فهم «نظام النجوم» الذي راج حينذاك، في السينما العالمية والعربية. ولا يعني ذلك ان نجم السينما لم يكن ليتنوّع في ادواره، بل إن قناعه الوهمي، أي صورته المتخيلة في أذهان الجمهور، بقيت محتفظة بملامح شبه دائمة. ومثلاً، لم تكن الكوميديا غريبة عن الممثل يوسف وهبي، لكن صورته السينمائية رسخت في أماكن أكثر جدية. وينطبق الوصف على عمر الشريف، الذي كان في ذروة صعوده. ونجح المخرج عبد الوهاب في جعل ابطال «جديين»، في عز سينما نظام النجم، يتصرفون وكأنهم ممثلون مكرسون للكوميديا. ومارسوا كل انواع ذلك الفن، بما في ذلك كوميديا الحركة، التي تعتمد على الحركات الجسدية لاثارة الضحك، مثل سقوط عمر الشريف مغمياً عليه، وكأنه لوح خشبي جامد. واستكمل المخرج عدته الكوميدية، بان نسج الفيلم وفق حبكة خفيفة، مستوحاة من قصة اميركية تحمل اسم «قصة مدينة». وتتلخص في رغبة عبد القادر (يوسف وهبي) الثري، والضعيف الشخصية امام زوجته، في زواج مديحة (سعاد حسني) ابنته المدللة من ابن عمها الجاد والعصامي (عمر الشريف). والحال ان مديحة مغرمة بابن خالتها، الذي تميل اليه امها القوية. وفي المقابل، فإن ابن العم العصامي لا يملك خبرة كافية مع الجنس الآخر، عاطفياً وجنسياً. وتتفتق مخيلة عبد القادر عن اختراع قصة حب بين الشريف وهند رستم، باعتبارها نجمة سينمائية شهيرة ورمزاً انثوياً فائقاً.

وتنجح الخدعة في تحريك عواطف مديحة، التي تُستفز انوثتها، فتحاول جذب ابن عمها.

وقبل ان تصل الامور الى خاتمتها السعيدة، تصل هند رستم الى بورسعيد، التي تدور احداث الفيلم فيها، لاحياء حفل خيري. وتصبح الاشاعة حديث المدينة وشاغلها.

وتنكشف الخدعة، خصوصاً مع اندفاع خطيب هند الغيور (لعب الدور عادل هيكل، حارس المرمى الشهير في النادي الاهلي) للتقصي عن اشاعة الحب المزعوم.

المفارقة ان الفيلم قد لا يبدو بعيداً من الذائقة الكوميدية لجمهور التلفزة راهناً. وتبدو ترسيمة فيلم «اشاعة حب» قريبة من مسلسلات «سيتي كوم» (كوميديا المدينة)، مثل «فريندز».

ويذكر جمهوري السينما والتلفزة، بأفلام معاصرة، ظهر فيها نجوم «جديون» في افلام كوميدية خالصة، مثل فيلمي «حلّل هذا» لروبرت دي نيرو وبيل كرستيل، «التعامل مع الغضب» لجاك نيكلسون.

وهذا الاخير يملك اكثر من وجه شبه مع فيلم «اشاعة حب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى