سالم عبيد.. هنا توقفت هجمات الخصوم!!

> «الأيام» صلاح العماري:

> لم يقتصر غياب المواهب في حضرموت على لاعبي كرة القدم الذين يتعاملون معها بأقدامهم فحسب، بل شمل ذلك أيضاً حراس المرمى الذين كانت تزخر بهم حضرموت في السابق، أمثال الراحل صالح الشاحت وعبدالله الخياط وعلي فرج الريدي وفرج بايوسف وعوض بن بكر والقائمة تطول في هذا السياق.

ولعلي وجدت نفسي مضطراً في هذا الحيز أن أشير إلى نجم لا يقل عن أولئك البتة، نجم أعطى كغيره من لاعبي الأمس بدون مقابل، وظل سنداً منيعاً تتوقف عنده هجمات الخصوم أياً كانت وبأي شكل كان.. نحن اليوم نتحدث عن حارس مرمى فريق التضامن بالمكلا سابقاً الكابتن المبدع سالم عبيد، والحديث عنه يأخذنا للذهاب إلى ذكريات جميلة مع الفن والمذاق الرائع الجميل، مع حقبة من الزمن ليتها تعود .. ولكن إعادة الماضي إلى الحاضر محال.. عندما نتحدث عن سالم عبدالله عبيد فإننا نتحدث عن عقدين من الزمان هما عقد الثمانينات والتسعينات، حين كان ذلك الرائع بمثابة الصخرة الصماء التي تتحطم أمامها كل محاولات الفرق التي تواجه أزرق حضرموت (التضامن)، الذي كان يضم إلى جانبه كوكبة من الذين سطروا بأحرف من نور تاريخ التضامن في الثمانينات وساهمت في صياغة إنجازاته وملأت أدراجه بالكؤوس وغابت عن الملاعب في أدب وسكون.. غابت لتغيب عنها ملامح الوفاء والعرفان التي تطرقت لكل مبدعينا في كافة المجالات، ونال منها نجوم كرة القدم نصيب الأسد من أولئك النجوم في التضامن سابقاً عوض بايوسف وأنيس باشغنون وحسن مسجدي وغيرهم.

عندما نذكر عقد الثمانينات فإنه لا بد لنا أن نقف وقفة تأمل أمام عملاقين من عمالقة الكرة في حضرموت في حراسة المرمى ، وهما عوض بن بكر وسالم عبيد.. ونحن اليوم من باب الوفاء نسلط الضوء على الحارس سالم عبيد باعتباره أحد أركان الإبداع في حراسة المرمى على امتداد تلك الفترة ظل خلالها حارساً أميناً لشباك التضامن متفانياً في الدفاع عن مرماه ببسالة وإبداع، وأستذكر لمحات رائعة من قفزاته الفنية وشجاعته المعهودة في جميع المباريات التي ذاد فيها عن مرمى التضامن، كان يمثل حينها الطرف الثاني في منافسة سور الشحر عوض بن بكر، الذي كان يقف شامخاً حينها لحراسة سدة الشحر ووادي سمعون من هجمات الخصوم، لذا استحق أن يكون الحارس الأول للتضامن، وضمن قوام منتخب حضرموت لكرة القدم في تلك الحقبة.

بدأ سالم عبيد منذ نعومة أظفاره ممارسة الكرة، وترعرع في الفئات العمرية لنادي التضامن، ونال ثقة القائمين عليه فبات الحارس الأساسي الذي لا يشق له غبار ولا يختلف عليه اثنان، وقد امتاز نجم التضامن هذا بالشجاعة والليونة وتناسق الجسم وسرعة البديهة وردة الفعل، وهي صفات الحارس المثالي التي قلما تتواجد في الحراس، إلا المميزين منهم.

واليوم وفي ظل تطور الإمكانات المادية نلاحظ أن ثمة إهمالاً لجانب تدريب حراس المرمى لفرق الأندية، وإن حصل فإنه يحدث على استحياء، ونستغرب من عدم استفادة أندية حضرموت من خبرات هذا النجم الرائع الذي يمتلك رصيداً وافراً وعلاقة حميمة بالخشبات الثلاث.

وكم هو مؤسف أن نسمع عن ظروف صعبة يمر بها هذا الموهوب نتيجة تحويله إلى سياق العمالة الفائضة .. إنها لفتة لرجل أعطى وضحى ورسم في الخيال ذكريات جميلة.. فهل من لفتة من الجميع للرائع سالم عبيد، عاشق الشباك وصديق الخشبات الثلاث؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى