صراع جبابرة بين روسيا والولايات المتحدة والصين على قرغيزستان

> بشكيك «الأيام» ا.ف.ب :

> يدور صراع جبابرة حقيقي على قرغيزستان حيث ترى كل من روسيا والولايات المتحدة والصين في هذه الدولة الصغيرة الفقيرة بالثروات موقعا مثاليا لاقامة مركز متقدم لمصالحها الجيوسياسية في آسيا الوسطى.

وتقع قرغيزستان عند تقاطع مناطق تكتسب اهمية استراتيجية متزايدة اذ تحاذي الصين، القوة الناشئة، والعالم الاسلامي الذي يشهد اضطرابات ودول آسيا الوسطى الغنية بالغاز والنفط والتي تحكمها انظمة متسلطة.

واوضح مراد بك ايمانالييف وزير الخارجية القرغيزستاني السابق والسفير السوفياتي السابق في الصين ان قرغيزستان "كانت في الماضي نقطة نائية في امبراطورية كبرى (الاتحاد السوفياتي)، لكنها اضحت اليوم نقطة مركزية تستقطب انتباه العديد من الدول".

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها الاحد القادم في قرغيزستان، تراقب روسيا والولايات المتحدة والصين باهتمام الوضع في هذه الدولة بينما يعمل الرئيس بالوكالة كرمان بك باكييف جاهدا لاعادة الاستقرار الى البلاد بعد ان اطاحت "ثورة" شعبية في اذار/مارس نظام عسكر اكاييف.

وبات لواشنطن مصالح عسكرية في هذه الدولة الجبلية الصغيرة حيث اقامت قاعدة جوية لعملياتها في افغانستان.

ويثير هذا الوجود الاميركي استياء موسكو التي اقامت عام 2003 قاعدة عسكرية في قرغيزستان وتعتزم حاليا اقامة قاعدة ثانية سوف تستخدمها لشن عمليات لمكافحة الارهاب في اسيا الوسطى بمشاركة دول اخرى من الجمهوريات السوفياتية السابقة.

اما بكين التي ركزت حتى الان على تطوير علاقاتها مع كازاخستان المجاورة الغنية بمصادر الطاقة، فهي لا تستحسن الوجود العسكري الروسي والاميركي عند حدودها الغربية.

وما يعزز هذا الصراع على قرغيزستان ان موقعها السياسي يؤهلها لاستقبال المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية الساعية لتصدير الديموقراطية الى انظمة آسيا الوسطى المتسلطة من الكتلة السوفياتية السابقة.

وقال مصدر مقرب من باكييف طلب عدم كشف اسمه ان "الاميركيين كانوا مستعدين لتولي الشيطان نفسه السلطة" في قرغيزستان، موضحا انهم "كانوا بحاجة الى اقامة سابقة للتناوب على السلطة في آسيا الوسطى".

وتابع المصدر ان "الولايات المتحدة تعمل على كازاخستان واوزبكستان ونحن الصاعق الذي ينبغي ان يحلحل الوضع".

وتلزم الدول المجاورة لقرغيزستان منذ اطاحة نظام اكاييف، الحذر في علاقاتها مع بشكيك المتمردة ساعية في الوقت نفسه الى احتواء اي ميول ثورية لدى شعوبها.

وقد اثبت رئيس اوزبكستان اسلام كاريموف هذا بشكل جلي في ايار/مايو حين فتحت قوات الامن النار على متظاهرين في انديجان غرب اوزبكستان فقتلت بين 500 والفا منهم بحسب منظمات غير حكومية (176 قتيلا بحسب السلطات).

وقدمت الصين وروسيا دعما قويا لطشقند مؤيدة نظرية مؤامرة اسلامية في اوزبكستان فيما ندد الغرب بمجزرة مطالبا بدون جدوى بتحقيق دولي في الاحداث.

وتجد بشكيك نفسها في وضع حرج ما بين الكتلتين وهي تتعرض ايضا لضغوط من اوزبكستان التي تطالبها بطرد نحو 500 لاجئ من انديجان تتهمهم طشقند بانهم ارهابيون اسلاميون.

من جهتها، حذرت الامم المتحدة بحزم سلطات قرغيزستان من الرضوخ لمطالب اوزبكستان مهددة بوقف دعم الاسرة الدولية الانمائي لها.

وصرحت وزيرة الخارجية في قرغيزستان روزا اوتونباييفا الاسبوع الماضي "اننا في وضع صعب جدا" اذ انه سيتحتم على بشكيك معالجة هذا الملف الشائك وايجاد توازن بين صراعات النفوذ الجارية قبل الانتخابات الرئاسية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى