> اكد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس الجمعة ان ظل الارهاب "طغى" على قمة مجموعة الثماني في غلين ايغلز (اسكتلندا) لكنه شد اواصر اللحمة بين قادتها وان الكثير من القرارات التي اتخذت ستسهم في مكافحة هذه الافة.

وقال بلير والى جانبه نظراؤه رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني وعدد من الرؤساء الافارقة غداة الاعتداءات الدامية التي ضربت العاصمة البريطانية واسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في وسائل النقل العام في لندن "لقد طغى ظل الارهاب على اجتماعنا، لكنه لن يحجبه".

وعقدت مجموعة الثماني قمتها حتى النهاية رغم الاعتداءات التي ارغمت مضيفها على العودة على عجل الى لندن الخميس، واعلنت كما هو متوقع سلسلة تدابير حول المناخ والتنمية.

وقال المستشار الالماني غيرهارد شرودر في ختام القمة "قياسا على ما حصل (الاعتداءات الارهابية في لندن)، فان بقية المواضيع بحثت قدر المستطاع" في مثل هذه الظروف.

واقر القادة في ختام القمة ايضا بضرورة "التحرك الان" ضد التغير المناخي وهو ما يعتبر تطورا اقله في الشكل لموقف الولايات المتحدة.

وقد رفضت الولايات المتحدة حتى الان المصادقة على بروتوكول كيوتو وهو اتفاق يفرض على الدول الصناعية خفض انبعاثات الغاز وغيره من الغازات التي تزيد من حرارة الكرة الارضية قبل العام 2012.

وانتقد انصار البيئة نتائج القمة التي تتحدث عن متابعة الموضوع.

وستستضيف بريطانيا في تشرين الثاني/نوفمبر مؤتمرا يعد "حوارا" بين الدول الصناعية والدول الناشئة حول الانحباس الحراري، كما قال بلير.

واعربت المنظمات غير الحكومية هي الاخرى عن خيبة املها من المساعدات المقررة للتنمية وهو الموضوع الثاني الذي حظي بالاولوية في القمة.

وكرس قادة الدول الثماني صبيحة يوم العمل الثاني من قمتهم للبحث في الشأن الافريقي، واعلن رئيس الحكومة البريطاني ان المجموعة قررت زيادة مساعداتها المخصصة للتنمية بقيمة 50 مليار دولار وبمنح السلطة الفلسطينية مبلغ ثلاثة مليارات دولار "على مدى السنوات القادمة".

وعدد بلير باقتضاب الاجراءات التي اتخذتها مجموعة الدول الصناعية الثماني "بالشراكة مع افريقيا" وهي "رفع المساعدة بمقدار 50 مليار دولار واتفاق جديد حول التجارة والغاء ديون الدول الاكثر فقرا وتمكين الجميع من الوصول الى العلاج من الايدز".

واوضح بلير "ان ذلك لن يغير العالم غدا لكنه بداية وليست نهاية" مشددا على ان "كل ذلك لن يعوض الاثر المرعب لوحشية الارهاب".

وراى توني بلير ان هذه النتيجة تشكل "تقدما كييرا جدا" اذا ما اخذنا بالاعتبار من اين ناتي". وقال ان "خطة العمل" لمجموعة الثماني تحمل قيم "الفخر والامل والانسانية" التي يمكن ان تسهم في "حجب ظل الارهاب".

واعتبر المغني الايرلندي بونو من جهته في ختام القمة ان "العالم تكلم ورجال السياسة استمعوا".

وسار حوالى 225 الف شخص السبت في ادنبرة للضغط على قادة الدول الغنية للعمل ضد الفقر "غير المقبول".

وقد صدق القادة الثمانية على القرار المتخذ في حزيران/يونيو بهدف الغاء ما قيمته 40 مليار دولار من الديون المتعددة الاطراف المتوجبة على 18 دولة فقيرة،واعربوا عن تاييدهم لالغاء كل الديون المتعددة الاطراف المتوجبة على الدول الفقيرة اعضاء مبادرة الدول الفقيرة الاكثر مديونية.

ودعوا الى "الغاء كل اشكال دعم صادرات" المنتجات الزراعية المضرة بالدول الفقيرة لكنهم لم يتفقوا على جدول زمني لتطبيق ذلك مكتفين بالاشارة الى "مهلة معقولة".

واشار بلير الى ان مجموعة الثماني قد "وافقت على تقديم مساعدة كبيرة للسلطة الفلسطينية (..) بمقدار ثلاثة مليارات دولار في السنوات القادمة (..) حتى يمكن لدولتين، اسرائيل وفلسطين، وشعبين وديانتين العيش جنبا الى جنب في سلام".

وقالت السلطات البريطانية ان اعتداءات لندن الخميس تحمل بصمات تنظيم القاعدة الارهابي وكانت على الارجح من فعل متطرفين يدعون الاسلام.