أبناؤنا أكبادنا تمشي على الأرض

> «الأيام» عبدالإله ثابت الصنوي / المعلا -عدن

> إن الأبوة تقتضي الحفاظ على الأبناء في جميع مناحي الحياة سواءً في البيت أو الشارع أو المدرسة أو غير ذلك، فالأبناء أمانة في أعناق آبائهم، فواجب الآباء تربية أبنائهم تربية تقوم على أساس متين من القيم الأخلاقية والإنسانية، لذا فالأسرة هي القدوة الحسنة لأبنائهم، فدورنا كآباء متابعة أبنائنا خطوة خطوة ومعرفة من يصادقون؟

فالذي تصحبه عنوان لك وأنت عنوان له، والخليل يقاس بخليله. وصدق القائل حين قال:

أنت في الدنيا تقاس

بمن اخترت خليلاً

فاصحب الأخيار منهم

لتنل ذكراً جميلاً

ولنضرب مثلاً للتربية الصحية القائمة على أساس قويم من تعاليم الدين الحنيف، الخليفة عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الراشدين، حيث كان له طفل في الثامنة من عمره، وفي يوم خرج عمر بن عبدالعزيز ليخطب في الناس خطبتي العيد، وقد ارتدى ثوباً مرقعاً بالياً من شدة تقشفه، وبينما هو واقف ينتظر الناس ليخطب بهم، فإذا به يدحرج بنظراته هنا وهناك بين صفوف أطفال المسلمين، وهم لابسو الثياب الجديدة والفرحة تعلو وجوههم وهم يركضون ويتجولون ويمرحون بالعيد، وبينما هو كذلك فإذا بنظره يقع على ابنه، وهو يرتدي ثوباً بالياً ومرقعاً كثوب أبيه، فرأى الحزن على وجه ابنه، فأخذ في النظر إلى ابنه وهو يحدث نفسه ما ذنب ذلك البريء لماذا لا يلبس مثلما يلبسون ويلعب ويركض ويفرح كما يفرحون، فإذا بالدموع تنهمر وتخضل لحيته، لكن من فطنة الابن وسرعة بداهته بل حسن تربيته له أن ذهب مخاطباً إياه لماذا تبكي يا ابتاه، إنما تنهمر الدمع وينكسر القلب على من يعصي الإله ويعوق أمه وأباه، أما أنا فوالله لا تبكي يا ابتاه. هذه هي التربية السليمة التي رباها عمر لأبنائه، فكيف لا نقتدي به ونربي أبناءنا على الوجه الذي ينبغي، فهم فلذات اكبادنا التي تمشي على الارض.. وهذه دعوة لجميع الآباء أن يحسنوا تربية أبنائهم وأن لا يتركوهم يسرحون ويمرحون حسب هواهم دون مراقبتهم إلى أين وبصحبة من؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى