بدء مطاردة منفذي اعتداءات لندن وارتفاع حصيلة الضحايا

> لندن «الأيام» وكالات :

>
انفجارات تشهدها العاصمة البريطانية لندن
انفجارات تشهدها العاصمة البريطانية لندن
أسئلة حول سبب تخفيض مستوى التهديد قبل وقت قصير من استضافة قمة الثماني...... بدأت الشرطة البريطانية أمس الجمعة مطاردة حثيثة لالقاء القبض على منفذي الاعتداءات التي اوقعت امس الاول الخميس اكثر من خمسين قتيلا و700 جريح في لندن بحسب آخر حصيلة، في وقت كانت العاصمة البريطانية تحاول العودة الى حياتها الطبيعية.وصرح رئيس شرطة لندن ايان بلير أمس الجمعة ان الشرطة "مصممة بعناد" على العثور على مرتكبي الاعتداءات.واعلن ايان بلير بعد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان الاعتداءات الاربعة التي استهدفت ثلاثة انفاق للمترو وحافلة مؤلفة من طابقين في وسط العاصمة البريطانية وفي ساعة تشهد ازدحاما كبيرا، "تحمل بصمات القاعدة". الا انه قال "اننا في بداية تحقيق طويل ومعقد". وقال بعد ظهر أمس ان "توقيت" هذه الهجمات التي زرعت الرعب والاسى خلال 56 دقيقة، يدل على "انها لا يمكن ان تكون من صنع شخص واحد"، مؤكدا "تصميم وعناد" الشرطة على توقيف منفذيها. واضاف "لا اعلم ان كانوا فارين داخل بريطانيا او في مكان آخر او قتلوا". وكان ايان بلير اشار في مؤتمر صحافي عقده صباحا الى "احتمال ان تكون هناك خلية ارهابية" لا تزال ناشطة في بريطانيا. ومن جهتها تحدثت الصحف البريطانية أمس الجمعة عن امكانية ان يكون انتحاري نفذ واحدا على الاقل من الاعتداءات و سيكون في حال تأكده اول عملية انتحارية من هذا النوع تشهدها اوروبا. وتتركز الشكوك على التفجير الذي استهدف الحافلة. فقد نقلت عدة صحف شهادة راكب نزل من الباص قبل الانفجار تماما وشهادتين غير مباشرتين لناجيتين. ونقلت صحف "الاندبندنت" و"ذي صن" و"ديلي ميرور" و"ديلي اكسبرس" و"ديلي ميل" خصوصا شهادة ادلى بها ريتشارد جونز (61 عاما) الذي يعمل خبيرا في المعلوماتية. فقد اوضح جونز الذي كان في الحافلة التي انفجرت في ساحة تافيستوك انه شاهد رجلا يبلغ طوله حوالى 80،1 سم بدا عصبيا وكان "ينحني باستمرار على حقيبته". واوضح انه رأى وجهه بوضوح ثم نزل من الحافلة. وبعد ثوان وقع الانفجار الذي ادى الى سقوط قتيلين على الاقل. اما صحيفة "الغارديان" فنقلت عن "شهود عيان" انهم شاهدوا رجلا سلوكه يثير الشبهات ويقوم بتفتيش حقيبته بينما تحدثت "تلغراف" عن امكانية حدوث عملية انتحارية بدون اي تفاصيل. ونقلت صحف عديدة شهادة ممرض يدعى تيرانس موتاسا وقال انه عالج امرأتين كانتا في الباص ونجتا من الموت.

الحافلة التي انفجرت في ساحة تافيستوك
الحافلة التي انفجرت في ساحة تافيستوك
واوضح "كانتا تقولان ان رجلا جلس ثم انفجر. انهما تعتقدان انه انتحاري". وتحدثت الصحف بشكل عام عن فرضيتين تدرسهما الشرطة في انفجار الحافلة وهما ان يكون انتحاري نفذ الهجوم او ان تكون قنبلة انفجرت خطأ بينما كان الانتحاري ينقلها الى محطة لقطارات الانفاق. و ندد ائمة المساجد في لندن في خطب أمس الجمعة بالاعتداءات الدامية التي ضربت العاصمة البريطانية الخميس ودعوا المسلمين الى التعاون مع السلطات حتى ولو كانوا يعارضون السياسة الخارجية البريطانية. وقال الشيخ اشرف صلاح في خطبته التي القاها في مسجد ريجنتس بارك المركزي "ان افكارنا وصلواتنا وتعازينا تتوجه الى جميع ضحايا الاعتداء الارهابي الرهيب الذي حصل بالامس (الخميس)"، مضيفا "ان اي اعتداء هو اعتداء علينا جميعا". وتابع الشيخ اشرف "ان الاسلام يندد بهذا العمل الكافر"، داعيا "الجالية الاسلامية الى التعاون بشكل كامل في هذه الظروف". وفي مسجد فينسبوري بارك الذي كان يؤمه حتى مايو 2004 الامام المتشدد ابو حمزة المصري وبات اليوم بعهدة ائمة معتدلين، دعا الشيخ محمد كزبري المؤمنين الى "مساعدة السلطات بكل الوسائل والتبرع بالدم ومساعدة الضحايا". وتابع قائلا "ندعو الجميع الى المساعدة في كشف مرتكبي هذه الاعتداءات". كما ندد الشيخ محمد عبد الباري امام مسجد شرق لندن بالاعتداءات ودعا المسلمين الى التعبير بشكل سلمي عن معارضتهم لسياسة الحكومة، كما دعا البريطانيين الى عدم تحميل الجالية الاسلامية مسؤولية الاعتداءات. وقال عبد الباري "لقد تظاهر المسلمون في بريطانيا وفي العالم ضد الهجوم على العراق وافغانستان الا اننا فعلنا ذلك سلميا وبشكل شرعي". واضاف "نحن ما زلنا ضد الحرب الا ان ذلك لا يعني ان ابرياء اضافيين يجب ان يقتلوا. ان ما حصل عبارة عن مجزرة". بينما قال ديلوار حسين خان وهو مسؤول في المسجد نفسه "كنا نعتقد ان هذا لن يحصل ابدا في لندن لانه مكان يعيش فيه المسلمون بشكل جيد ونقيم علاقات مع الحكومة والمجموعات الدينية الاخرى". ونددت غالبية خطباء صلاة الجمعة في العواصم العربية بالاعتداءات "الارهابية" و"الشنيعة" التي استهدفت لندن .

امراة تبكي من الخوف والرعب بعد الانفجار
امراة تبكي من الخوف والرعب بعد الانفجار
ففي الرياض، قال المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية إن "ما حدث صباح الخميس من تفجيرات في لندن استهدف جملة من الآمنين لا يقره دين الإسلام ولم يأت به، بل هو من المحرمات في ديننا". وفي العراق، ندد ائمة المساجد في بغداد والنجف بالاعتداءات مؤكدين انها تنافي تعاليم الدين الاسلامي. وفي عمان، ادان خطيب صلاة الجمعة في المسجد الرئيسي الاعتداءات "الارهابية". وقال الشيخ احمد هليل امام مئات من المصلين بينهم ملك الاردن عبدالله الثاني في مسجد الملك عبد الله الاول "ندين ونستنكر مظاهر الاعتداء على الابرياء والآمنين وآخرها ما وقع في لندن من اعتداءات ذهب ضحيتها ابرياء من مسلمين وغير مسلمين".

التحقيقات والشرطة
وعلى خلاف الحال مع الشرطة الاسبانية التي تولت التحقيق في تفجيرات قطارات مدريد في العام الماضي يفتقر المحققون البريطانيون الى ادلة يمكن تتبعها ويواجهون تحديا كبيرا حتى في جمع ادلة من اماكن التفجيرات التي وقعت ثلاثة منها في انفاق قطارات المترو.

وحققت شرطة مدريد في تفجير عشر قنابل بأربعة قطارات ركاب انجازا هاما مبكرا عندما اكتشفت ثلاث شحنات أخرى لم تنفجر. وكانت القنابل متصلة بأجهزة هواتف نقالة تستخدم رناتها كأجهزة توقيت. واعتقلت الشرطة على الفور تقريبا اول مشتبه به وهو رجل مغربي كان يدير متجرا صغيرا للهواتف بعد وقت قصير من التفجيرات.

وقال قادة الشرطة في لندن أمس الجمعة انه لم تكن هناك قنابل اخرى بخلاف الاربع التي انفجرت أمس الاول في ساعة الذروة الصباحية بالعاصمة البريطانية منها ثلاث في قطارات مترو الانفاق وواحدة في حافلة.

وقال مساعد مفوض الشرطة اندي هايمان ان خبراء الطب الشرعي لم يستطيعوا بعد الوصول الى احد اماكن الانفجارات بين محطتي كينجز كروس وميدان راسل سكوير لقطارات الانفاق بسبب خطر احتمال انهيار النفق.

المسلمون يأدون الصلاة في المسجد المركز في لندن
المسلمون يأدون الصلاة في المسجد المركز في لندن
وقال انهم سيواجهون مخاطر اخرى بينها وجود حشرات وهوام واحتمال وجود مواد خطرة في الهواء.

وقال قائد الشرطة البريطانية (سكوتلنديارد) السير ايان بلير في مؤتمر صحفي "نحن في بداية تحقيق معقد جدا ومطول جدا .. يتعلق الامر حاليا بحملات تحريات متواصلة."

وستكون العناصر الأساسية في التحقيق بنوع ومصدر المتفجرات المستخدمة وكيفية تفجير القنابل. وقالت الشرطة انه من السابق لاوانه قول ما اذا كان التفجير قد تم عن بعد.

وقال هايمان ان كل قنبلة كان بها اقل من 4.5 كليوجرام من المتفجرات شديدة الانفجار وهي كمية يمكن ان توضع في حقيبة تحمل على الظهر. ووضعت قنابل قطارات مترو الانفاق على الارجح على ارضية العربات في حين ان القنبلة التي انفجرت في الحافلة يمكن ان تكون قد وضعت على السطح او على مقعد.

وكانت القنابل اصغر بشكل واضح من التي استخدمت في اسبانيا حيث قالت الشرطة ان ما وزنه اجمالا مئة كيلوجرام من المتفجرات كانت موضوعة داخل القطارات الاربعة.

وقتل 191 شخصا في تلك الهجمات التي القي باللوم فيها على اسلاميين متشددين مرتبطين بالقاعة. وقالت بريطانيا ان تفجيرات لندن تحمل ايضا بصمات اتباع اسامة بن لادن.

وابدى خبراء امن اتصلت بهم رويترز حيرتهم بشأن لماذا انفجرت احدى قنابل لندن فقط في مؤخرة حافلة على ما يبدو مما اثار تكهنات بانها ربما تكون قد انفجرت خطأ اثناء نقلها.

وقال قائد الشرطة البريطانية (سكوتلنديارد) السير ايان بلير ان هذا لا يمكن استبعاده مضيفا انه "لا يوجد شيء على الاطلاق يشير الى ان هذا كان تفجيرا انتحاريا ... الاشارة المستمرة لتفجير انتحاري غير مفيدة لانه لا دليل اطلاقا عليه."

واضافة الى مهام خبراء الطب الشرعي الصعبة ستفحص الشرطة مئات الساعات من تسجيلات الدوائر التلفزيونية المغلقة لآلات تصوير الامن المنتشرة في شبكة النقل في لندن. وتنقل شبكة قطارات مترو الانفاق اكثر من ثلاثة ملايين راكب في اليوم.

ومن بين المشاكل المرجح ان تواجهها الشرطة خلال الايام القادمة تزايد الانذارات الكاذبة وهي مشكلة ايضا جرت مواجهتها في مدريد حيث قالت الشرطة انها تلقت ما يتراوح بين 30 و40 انذارا كاذبا بوجود قنابل في كل يوم من اليومين الاولين بعد الهجمات. اما بالنسبة للمخابرات البريطانية فقد تسلل المفجرون الذين نشروا الموت والفوضى في انحاء شبكة النقل في لندن تحت اعين اجهزة الشرطة والمخابرات التي قالت انه لم يكن هناك تحذير مسبق بشأن اكبر هجوم ارهابي في العاصمة البريطانية.

وقال محللون امنيون ان من السابق لاوانه القاء اللوم على اجهزة المخابرات بشأن عملية يشتبه البعض في انها عمل مجموعة صغيرة مستقلة من المتشددين المحليين يستلهمون فكرهم من شبكة القاعدة.

وأكد وزير الداخلية تشارلز كلارك تقارير اعلامية عن ان كبار المسؤولين عن اجهزة المخابرات خفضوا مستوى التهديد من القاعدة الشهر الماضي عقب الانتخابات العامة في بريطانيا.

لكنه قال انه حتى لو بقي مستوى التهديد مرتفعا فمن غير المرجح انه كان سيمكن ايقاف المفجرين.

واضاف كلارك "في نهاية الامر فاننا نبحث عن ابر في كومة كبيرة من القش.. انها مدينة لندن."

وتابع "من الواضح اننا ننظر باهتمام جدا جدا في كل معلومات مخابراتنا لنرى اذا ما كان اي شيء فاتنا لكننا في الحقيقة لا نعتقد ان اي شيء فاتنا وقد حدثت(الانفجارات) ببساطة بصورة مفاجئة."

لكن انتوني جليز المتخصص في المخابرات في جامعة برونل قال ان اسئلة ستطرح حول سبب خفض مستوى التهديد قبل وقت قصير من استضافة لندن لقمة مجموعة الثماني التي تضم اقوى زعماء العالم. واضاف "خفضوا مستوى التهديد رغم انه كان من الواضح تماما بصورة موضوعية انه وقت اهتمام سياسي متزايد. اعتقد ان اسئلة ستطرح حول ذلك."

واصلحت بريطانيا اجهزتها الامنية بما يدعم شن الحرب على الارهاب وانشأت هيئة جديدة هي المركز المشترك لتحليل الارهاب للجمع بين اجهزة المخابرات الداخلية والخارجية والعسكرية ومركز الاعتراض والشرطة. وتبنت دول اخرى نماذج مشابهة ومنها اسبانيا واستراليا.

وكما هو الحال مع دول اوروبية اخرى اعرب مسؤولون بريطانيون عن قلق متزايد بشأن التهديد من متشددين محليين يعملون بصورة مستقلة لا يمكن تعقب روابطهم بمشتبه بهم معروفين.

وقالت الوزيرة بوزارة الداخلية هيزل بليرز في مؤتمر في وقت سابق من العام الجاري ان التركيز السابق على تهديد من مواطنين اجانب كشف عن "تورط متزايد في الارهاب من مواطنين بريطانيين ايضا."

والخلايا الصغيرة التي لا تعتمد على دعم مالي او فني او اوامر من الخارج يكون اعتراضها اصعب باستخدام ذلك النوع من الاجراءات التي اكدت عليها السلطات منذ هجمات 11 سبتمبر مثل زيادة التدقيق في نقل الاموال وتشديد اجراءات الهجرة والحدود.

وقال المحلل الامني كلاود مونيكت "اذا كان لديك اناس حذرون جدا بشأن الاتصال يجرون اتصالات قليلة ويتجنبون السفر الى العراق او افغانستان او باكستان ويتجنبون التردد على المساجد التي تخضع لرقابة شديدة فإن هذا النوع من الناس يكون لديهم كل فرصة للتسرب من الشبكة."

واضاف ان نوع العملية التي نفذت في لندن يتطلب معرفة محلية. وقال "هذا ليس شيئا يمكن ان يفعله شخص وصل من الخارج قبل شهر. من الواضح انه هجوم اعده منذ بعض الوقت اناس في الموقع." ومن جهته صرح رئيس بلدية لندن كين ليفينغستون أمس الجمعة "كنا نعلم ان هذا اليوم سيأتي (..) وكل ما خططنا له (لمواجهته) جرى كالمتوقع"، مبديا ارتياحه لفاعلية عمليات الاغاثة بعد الاعتداءات التي اوقعت اكثر من خمسين قتيلا صباح أمس الأول الخميس. وقال ليفينغستون "لن يكون اي بلد يوما بمأمن حقا" من الارهاب" وشدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اثر اختتام قمة مجموعة الثماني في غلين ايغلز أمس الجمعة ان الارهابيين وحدهم مسؤولون عن اعتداءات لندن التي اسفرت عن سقوط اكثر من خمسين قتيلا، رافضا ضمنا احتمال ان تكون اجهزة الامن والاستخبارات قد ارتكبت اخطاء. واعلن في المؤتمر الصحافي الختامي لمجموعة الثماني في اسكتلندا "اعتقد ان هؤلاء الذين يقتلون الابرياء ويتسببون في حمام من الدماء هم المسؤولون وهم فقط المسؤولون". وجاء تصريح بلير ردا على سؤال حول الظروف التي تم فيها الاعداد لسلسلة الانفجارات ووقوعها في لندن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى