حتى تكون مواطناً من الدرجة الاولى!

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
إن أردت يا عزيزي أن تكون كذلك، وتحظى برضا المسؤولين في هذا الوطن، ثم تحصل على صكوك الوطنية من مصادرها الرسمية، فما عليك إلا اتباع التعليمات والنصائح والإرشادات التالية التي سوف أقترحها عليك على أن تلتزم بها جميعها، وتقوم بتنفيذها بحذافيرها بدقة متناهية دون تلكؤ أو إبطاء أو مساءلة لا لزوم لها، فإن فعلت ذلك بتفان وإخلاص فإني أضمن لك بحول اللّه الحصول على لقب المواطن الصالح بامتياز.

أنصحك يا عزيزي (لوجه اللّه) أن تبتعد تماماً عن أي تجمعات أهلية قد تخرج إلى الشارع، لتطالب بحقها في الماء والكهرباء، كتلك التي خرجت في المعلا وأبين مؤخراً، حتى ولو انقطع الماء عن بيتك أسبوعا كاملاً في الشهر، ولو فصل التيار الكهربائي عن منزلك في اليوم الواحد خمس مرات، متلفاً جميع أجهزتك الكهربائية دفعة واحدة أو دفعتين .. فلتذهب جميع تلك الأجهزة (الكهربائية) فداء للأجهزة (الأمنية) التي تسهر على راحتك وراحة هذا الوطن المثخن بالجراح.

وأنصحك أن تقبل فوراً، مع المباركة والتأييد التام، (جميع) الإجراءات الحكومية التي سوف تتخذها حكومتك الموقرة قريبا، لمعالجة الوضع الاقتصادي المتردي الذي يسير - من دون أن نعلم - نحو الدرك الأسفل من الانهيار، وذلك إنقاذاً لك من هذا المأزق الاقتصادي الذي يبدو كبيراً وخطيراً في نفس الوقت.. وإن خرج عليك رئيس الوزراء أو نائبه واعترفا في مؤتمر صحفي بأن الفشل كان حليفا لعملهما طوال التسع سنوات الماضية، فما عليك سوى تجاهل ذلك الاعتراف ونسيانه فوراً، على اعتبار أنك أنت (وحدك) كنت وما زلت السبب الرئيس والوحيد في تعطيل وإفشال الخطط الاقتصادية السابقة كافة وربما اللاحقة.

كما أنصحك أيها المواطن الكريم، أن تلغي من ذاكرتك ما نطلق عليه نحن الكتّاب مصطلح (الفساد المالي والإداري) في هذه الدولة، الذي نقول إنه يستنزف كل موارد الدولة ومداخيلها، ولا تصدق شيئاً مما قاله رئيس البنك الدولي حينما زار بلادنا مؤخراً، ولا تعتمد تحذيراته التي أطلقها أمامنا وحذرنا من خلالها، ولا يجب أن تعتبرها أكثر من (ترهات) وكلام حاقدين على ما نحرزه من تقدم مذهل في مختلف مجالات التنمية، التي فقنا فيها حتى على دولة الصين وحطمنا جميع أرقامها القياسية في التنمية الاقتصادية .. وعليك أن تثق تماما بأن هذا الذي نطلق عليه فسادا.. لا يراه إلا أصحاب النظارات السوداء من أمثالنا نحن المتشائمين من كل شيء.

وأنصحك أيها المواطن العزيز، ألا تقرأ أو تطلع على أي تقرير من التقارير الدولية التي تصدر من هيئات الامم المتحدة الإنمائىة المختلفة، أو تلك التي تصدر من مكاتب الإدارة الأمريكية، والتي تصنف بلادنا ضمن الدول (الفاشلة) .. فمن يصدق بالله عليك أننا دولة فاشلة؟ ومن يقول ذلك غير المواطن الناقص الأهلية (الوطنية والعقلية) فلا تكن كذلك ولا ترتضي لنفسك أن تكون كذلك.. والعياذ باللّه.

أما أهم النصائح التي أقدمها إليك .. فهي وجوب الحذر ثم الحذر من التعمق في فهم مضامين ومغازي (الفيدرالية) لأنها ببساطة شديدة كفر بواح، وفكر مستورد ووسيلة خطيرة تهدف إلى تفتيت هذا الوطن وتمزيق وحدته الوطنية الصلبة، وهي تهمة كبيرة يمكن أن تخلع عنك رداء المواطنة في لحظة زمنية قصيرة، كما أنها صنو لتهمة الانفصال والانفصالية، وإن صادف وقرأت لأحد منظري (الفدرلة)، كما أسماها أحدهم مؤخرا، ولاحظت مدى مساحتها وعلاقتها الوثيقة بالمواطنة وحب الوطن فعليك أن تعلم فور ورود هذه الأفكار الخبيثة إلى مخيلتك أنها ليست سوى أوهام وخيالات لا أساس لها على أرض الواقع، وإن حدثك الواقع عن تجربة الإمارات العربية المتحدة ونجاحها، فتذكر أن تلك مجرد (حالة استثنائىة) لا يمكن أن تتكرر لدينا في اليمن.

كما أنصحك أخيرا ألا تقرأ (نهائيا) للدكتور أبوبكر السقاف ولا لابن عمه محمد علي السقاف، وألا تبتاع الجرائد الأهلية على مختلف أنواعها وتوجهاتها، وأنصحك ألا تقرأ أي مقابلات صحفية لأي من ساسة هذا الوطن وقادته السابقين أو من نسميهم المعارضين، أكانوا داخل اليمن أوخارجه، فلا تقرأ عن الحسني ولا عن الحكيمي ولا عن الجفري ولا لـ بن فريد، ولا تقرأ عن العطاس ولا تقرأ حتى ما يمكن أن يصدره مركز الرئيس السابق علي ناصر محمد من بحوث ودراسات، فإن فعلت كل ذلك فأنت بلا أدنى شك ستعتمد من قبلهم مواطنا صالحا من الدرجة الأولى .. وحينها يمكنك أن تنام في راحة تامة وبضمير مرتاح بغض النظر عن انقطاع الكهرباء والمياه عن منزلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى