«الأيام» تزور منطقة يفرس بجبل حبشي محافظة تعز مسجد الشيخ أحمد بن علوان لم تهتم به أي منظمة..و فيه رباط يدرس به خمسة طلاب..ومعلمات يعملن بدون توظيف

> تعز «الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

>
منطقة يفرس بجبل حبشي محافظة تعز
منطقة يفرس بجبل حبشي محافظة تعز
كنا قد توقفنا في الجزئية الأولى من زيارة «الأيام» لمنطقة يفرس المركز الرئيسي لمديرية جبل حبشي، عند موضوع الحمامات البخارية التي يضمها مسجد الشيخ أحمد بن علوان أحد مشايخ الطرق الصوفية الكبار في اليمن المتوفى ( ليلة السبت العشرين من رجب سنة 665 هجرية).

وكمديرية مترامية الأطراف فإن الحديث لا بد أن يتناول منطقة يفرس - بفتح الياء وسكون الفاء وضم الراء ثم سين مهملة -التي تعتبر اليوم مركز مديرية جبل حبشي وتقع في غرب جنوب تعز على بعد حوالي (25 كيلومتراً) تقريباً، ويزداد الحديث تركيزاً عنها ليس لما فيها من مشاريع وجدت من خلال امتداد خير الثورة والوحدة، وإنما يتركز الحديث عنها لأنها تحتضن أهم معلم تاريخي وجد فيها منذ أكثر من 900 سنة تقريباً، هذا المعلم التاريخي الذي يذهل الزوار القادمين من خارج الحدود اليمنية، بينما نحن أبناء اليمن نهمله وننتهك حرمته بتلك المخالفات والمعتقدات التي لو كان صاحب الضريح المدفون فيه على قيد الحياة لكان موقفه منها الرفض لها والصراخ في وجه مرتكبيها.. يفرس أخذت شهرتها من شهرة صاحب الضريح الشيخ أحمد بن علوان، الذي وصف أنه أحد أبرز صوفية اليمن.

و كان السبب الآخر لزيارتنا للمنطقة هو أننا سمعنا كلاماً لا يقال اليوم في مسؤول من مسؤولينا الذين يتقلدون مناصب ودرجات عليا في المجتمع كمدير مديرية أو مدير مرفق حكومي أو..إلخ، فمن الصعب أن يعود عصر الخلفاء الراشدين أو الحكام الذين سجل لهم التاريخ مواقف نبيلة لا تزال تذكر حتى اليوم، فكان مدير مديرية جبل حبشي العقيد حاتم الجند يذكرنا بصفات القادة والولاة الذين تولوا رقاب الناس ولكنهم لم يظلموهم كما يفعل البعض اليوم ممن يتقلدون مناصب تقل عن درجة مدير مديرية أو رئيس قسم شرطة.. حاتم الجند سمعنا أنه جاء إلى مديرية جبل حبشي وجاء معه الخير لها، وأهم علامة تلك الخيرية هو العدل والإنصاف بين الرعية الذين كانوا هم السبب في تولي مسؤولين ظالمين على رقابهم في سالف الأيام.. فالرجل تراه يتحرك بين الرعية وكأنه واحد منهم ويتعاطى مع المواطن الحديث وكأنه جار له أو أخوه من بطن أمه، وقد سمعنا الكثير من المواطنين الذين مدحوا في المدير العام للمديرية ووصفوه بأوصاف كثيرة، والأجمل في الزيارة إلى يفرس أننا وصلنا إلى مركز المديرية ودخلنا غرفه وسجنه فتصوروا أننا لم نجد فيه سجيناً واحداً . « الأيام» تستكمل في هذه الجزئية ما تبقى من حديث عن جامع الشيخ أحمد بن علوان في يفرس التاريخية.. حيث يحتوى المسجد على حمامات تاريخية تم تعطيلها، والحمام الأثري جهة عدن من الجامع يحتاج إلى ترميم وقد خربت الجهة العدنية منه، وتتكون الحمامات من مدخل النار، ومخلع يغتسل المغتسل داخله في شذروان للماء، وممر تمرعن طريقه إلى داخل الحمام، وحمام لقضاء الحاجة، ويقول: ولا ينبغي أن يهمل مثل هذا التراث .. وكانت هناك (قصبة) تمر إلى الساقية.. حيث يغتسل المغتسل بالماء الساخن ثم يخرج ويجلس على كرسي.. ويغترف الماء الدافئ.. وهناك كرسيّان (صبّة).. وتعرضت الحمامات للتشققات في كل مكان.. وهذه بركة أخرى تسمى بركة الأسطى.. بركة القناديل الصغيرة.. البركة وقد أبلغنا المحافظ حين كان هنا، ووعد بإصلاحه ولكن دون وفاء.. لا الحجري أوفى ولا الإرياني السابق أصلح.

مبنى مديرية جبل حبشي
مبنى مديرية جبل حبشي
و يقول الحاج عبد الله عبد القوي عبده أحمد، قيم ومؤذن مسجد الشيخ أحمد بن علوان (الجامع العلواني) إنه في عهد السيد عبد الرحمن الذاري رعاه الله - الآن هو في وثائق الأوقاف رجل من الأخيار- قام ببناء 14 حماماً للرجال و2 مغاسل و5 حمامات خارجية.. قبل عشر سنوات.. والمواسير أصلحها عبد الرحمن علي محمد نعمان الذي كان يعمل عندنا، وسابقاً أصلحها عمه أحمد محمد نعمان.. ويقول: الجامع احتضن المدرسة من أول الثورة إلى قبل سنتين، وهي مدرسة من 1-6، والدراسة داخله فترتين صباحية ومسائية إلى الآن، حتى بنيت مدرستان فنقل الطلاب إلى هناك، والآن هناك رباط في المسجد على حساب أحمد الهدار، ويدرس به خمسة طلاب من أصحاب صبر، أما من أبناء المنطقة فلا يوجد.

وحول التجديد الذي طال صرح المسجد يقول: البلاط معمول حديثاً بسبب تشققات في النورة القديمة، حيث كان الماء يتسرب، والآن البلاط زاد الطين بلة فنريد أن يعود كما كان نورة.. وعن الغرف الموجودة في ساحة المسجد والمسماة ( المقاصير) يقول: كانت مقاصير علم سابقاً قبل وجودي في الدنيا، ثم أصبحت مدرسة وكانت تسمى بمدرسة الثورة يفرس بجامع الشيخ أحمد بن علوان، فدرسنا فيها من أول الثورة إلى قبل ثلاث سنوات. ويضيف عن باب المجنة: قالوا إن الإمام نبشه كما قال إبراهيم بن عقيل مفتي تعز على أن الشيخ أحمد بن علوان: في الجدر هذا تحت طاقة، أما القبة فهي بنيت على الجدر.. والجدار عرضه كبير بما يزيد على القبر وأكثر، أما القبة فهي داخل القبة، نبش داخل القبة ولم ينبش قبر الشيخ أحمد بن علوان.. والمخطوطات هذه عندما رمم الجامع الجامع كتبوها بعد الترميم الجديد من قبل محمد عبدالله عبدالقوي، ويقول: زوار الجامع يأتون ويذهبوا إلى عند المناصيب يسترزقوا حيث يجيء رزقهم إلى عندهم، فالزائر يجيء من بلدة إلى بيت المنصب ويحصل ما قسم الله، يجيء يقرأ له الفاتحة على رأس الشيخ ويرجع.. أما أنا لست بمنصوب.

عدم ترتيب توصيل المواسير الى المسجد
عدم ترتيب توصيل المواسير الى المسجد
اتفاق
وكان مدير المديرية قد عمل محضرا اتفق عليه مع ناظر الأوقاف والإرشاد بالمديرية وموظفي المسجد ومشايخ وأعيان المنطقة ورجال الخير، حيث اتفق على الآتي: إخلاء المسجد من المجانين والصبيان الذين يلعبون و(يبهذلون) بالزوار والسياح،إخراج النساء المستوطنات في الجامع وإلزام المناصيب بعدم قبولهن في الجامع ومن يريد استضافة النساء والمرضى لغرض العلاج فعليه إنزالهم في بيته، وتحديد وقت معين للزيارة ومنع الزيارة وقت الصلاة، تنظيف الجامع من الأوساخ وإلزام قيم ومنظف الجامع بالنظافة يومياً ومنع الغسيل في الحمامات، عدم ترك الجامع مفتوحاً باستمرار إلا قبل دخول وقت الصلاة بنصف ساعة، عدم الاختلاط في وقت الزيارة بحيث تكون زيارة النساء منفصلة عن زيارة الرجال، يعتبر خطيب الجامع وجميع الموظفين في الجامع هم المسؤولون مسؤولية كاملة عن الجامع بالرفع للمخالف.

ومن يتقاعس عن عمله فيلزم توقيف راتبه وعليه تقع المسؤولية، والرفع إلى محافظ المحافظة بالتوجيه إلى مكتب الأوقاف ببناء سكن متكامل مستقل عن الجامع لغرض استقبال المهاجرين، وحتى يبقى الجامع نظيفاً وبصورة جيدة، يكون إغلاق أبواب الجامع من الساعة العاشرة مساءً وفتحها وقت صلاة الصبح، منع عقد اجتماعات للموالد داخل القبة والمسجد وإغلاق القبة أثناء وقت الصلوات وعدم فتحها إلا عند الزيارة ماعدا أوقات الصلاة وقبل الصلوات بنصف ساعة ..

مطالب المديرية
وبناءً على ذلك فقد تقدم مدير عام مديرية جبل حبشي لمحافظ المحافظة بمذكرة بتاريخ 27/4/2005م بتقرير عن مسجد الشيخ أحمد بن علوان شمل النقاط التالية: إعادة بناء الحمام البخاري وبنفس المواصفات الأثرية السابقة وتشغيله، وإزالة البلاط من الصرح وتغييره بالنورة بنفس الطابع السابق الأثري، علماً بأنه يحصل تسرب للمياه من تحت البلاط إلى الطابق الأرضي الأمر الذي سيؤدي إلى انهيار البناء، واستبدال أحجار في النفق التحتي بدلاً عن الأحجار التالفة مع الصيانة، وإزالة الجدران (القواطع) الموجودة بالحذر والذي كان سابقاً متنفسا بدون قواطع، والآن حول بهذه القواطع إلى غرف صغيرة تستعمل للنوم والطبخ والمقيل وكأنها لوكندة وليست جامعاً، وهذا الأمر يسبب للسواح والزوار ضيقا بسبب عدم وجود الظل مما يجعلهم يلتجئون إلى المداخل الخارجية، وهذا يسبب حرجا وضيقا شديدا لكل الداخلين إلى المسجد وخاصة النساء، وتغيير الشبابيك والطوق التالفة للمسجد، ومنع رمي القمامة والقاذورات في الأماكن التابعة للمسجد، وهذه الظاهرة تؤدي إلى اشمئزاز السواح الأجانب، ومنع إقامة المطبخ داخل المسجد لأن هذا يؤدي إلى دخول اسطوانات الغاز وقد يؤدي إلى الانفجار، كما أن وجود المطبخ بذلك المكان ظاهرة غير حضارية وتركت انتقاد من السواح والزوار، وإن كان لا بد من وجود مطبخ فليوضع خارج المسجد، وتبديل الأخشاب المتلفة في الحمامات الصالحة للغسيل وبشكل رفوف توضع عليها الملابس، مع إصلاح الخشبة في الباب الجنوبي وإعادة النقش الأثري عليها كما كانت سابقاً حيث إنها قد أكلتها الأرضة، وفتح البرك الموجودة على مداخل الجامع من الجهة الشمالية والجنوبية، والتي تم دفنها بطريقة عشوائية، و صيانة الساقية مع العقود وإيصال الماء إلى المسجد بصورة مستمرة.

نجمة إسرائيل
من جهته قال مدير المديرية العقيد حاتم الجند إنه عندما عين في المديرية ووصل إليها «وأثنا أداء الصلاة وجدت أمام المنبر النجمة الإسرائيلية فقلت لهم إن هذا علم صهيوني وحتى لا يدخل سائح يصور ويقولوا هذه كنائسنا ألزمتهم بنزعه» .. وقال هناك تشقق كبير في سقف المسجد إلى عرض العمود..

لم تهتم به أي منظمة
المواطن محمد منصور الشدادي يتحدث لغات (ألمانية، ايطالية، أسبانية، وإنجليزية ) قال: إن هناك سائحة عندما شاهدت رداءة النظافة قالت ستحضر سيارة للبلدية لكن تريد نظافة في المنطقة وتصليح المسجد وتغييره.. حمام البخار هذا معطل وعندما يدخل السواح كل واحد يدق على رأسه ويقول لي هذه نقود دولارات صلّح، قلت لهم لا أستطيع أخذ نقود وبعدين الصورة ستكون عكسية.. فقلت لهم الذي يريد أن يعمل ممكن يصلح بنفسه. ويقول: وجدت مسلمين إنجليز وعدونا بمنحة بحدود مليوني دولار، إلى الآن لا أدري هل سيتم الموضوع في شهر يوليو.. و المسجد لم يدخل ضمن الحفاظ على الآثار للهيئة العامة ولم تهتم به أي منظمة.. والحاصل هو تعاون من التجار وأهل الخير.. حتى أنا تابعت المدير ورفع للمحافظة ولكن لا حياة لمن تنادي .. و الزوار يفدون إليه بكثرة خاصة الأوروبيين بشكل عام من الألمان والفرنسيين والايطاليين.

نواقص المعلمين
وفي الجانب التعليمي يوجد في المنطقة عدد من المدارس ومنها مدرسة الشيخ احمد بن علوان التي بنيت على حساب مشروع تحسين البيئة المدرسية من الحكومة اليابانية 2002 - 2003 م من 1-9 أساسي، عدد الطلاب فيها 449 طالبا، عدد المعلمين 8 معلمين بالإضافة إلـى المدير والوكيل والمشرف و 3 متخصصين و7 معلمين متطوعين، منهم 4 معلمات بدون أثر مالي ولهن أكثر من ثلاث سنوات لم يتم توظيفهن، حسب تأكيدات الأخ نجيب مهيوب سعيد، مدير المدرسة، الذي أضاف أن هناك نواقص في عدد المعلمين خاصة في مواد( الانجليزية، الرياضيات ، العلوم، الاجتماعيات، الإسلامية، اللغة العربية) وفي الكتب هناك عجز في الانجليزي للصف 9 - والعلوم للصفين7و8 - والتاريخ 8 و9 - والرياضيات 7 و8 و9..

معاناة الموجهين
موجه الصفوف الأولية فارس محمد المليكي قال: إن معاناتهم كموجهين تتمثل في بعد المسافات بين المدارس، حيث يعطى الموجه مدارس متباعدة فلا يستطيع زيارتها باستمرار، وعدم وجود بدلات تنقل للموجهين مع أنها مرصودة وتنزل في كشوفات الراتب كبدل تنقل، بالإضافة إلى عدم وجود المعلمين في بعض المدارس حيث يقطع الموجه مسافات ويصل إلى المدرسة ولا يجد المدرس المستهدف بالزيارة، ويوجد في المديرية قرابة 70 موجهاً.

معلمات من دون درجات
المعلمة سوسن احمد شرف الدين تدرس الصفوف 7-8-9 في مادة العلوم قالت: إن المنهج غير متوفر للصف السابع والثامن لمادة العلوم، والوطنية للصف 8 ومدرسة الانجليزية تعمل بدون درجة وظيفية ودون راتب، وهى تحمل دبلوم معلمين وتقول إنها قدمت ملف التوظيف في عام 2000م وقد طلب منها 150 - 200 ألف ريال للإسراع بتوظيفها، أما المعلمة مرسلة عبد الله حسن عبدالله، خريجة المعهد العالي قسم اجتماعيات 2002 - 2003م، فقد قدمت للتوظيف مرتين، تطالب التربية بالوقوف معها ومنحها الأولوية في التوظيف كونها من المنطقة وليس هناك مدرسات، وتوجد في المدارس قرابة 12 معلمة بدون أثر مالي.

مشاريع مختلفة
يقول مدير عام المديرية إن هناك عددا من المشاريع تم إنجازها في المديرية في مجالات: الصحة، الشباب والرياضة، التدريب والتأهيل، شق وسفلتة عدد من الطرق، بناء حواجز وسدود مائية متعددة، بناء عدد من الفصول الدراسية وافتتاح عدد من المدارس، استكمال كهرباء يفرس، إقامة عدد من مشاريع المياه، وغيرها من المشاريع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى