مع الأيـام...البريد الالكتروني للدكتور حبيب سروري عن هندسة الخراب عن الركاكة والفوانيس

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
تلقيت رسالة بالبريد الإلكتروني من البروفيسور حبيب سروري من مقر إقامته في فرنسا، حيث يمارس مواطنته وأعماله البحثية بالطول والعرض. حملت رسالته دفء المشاعر وسخونة التناول، ورأيت البروفيسور حبيب في عيني العالم الجليل الراحل خالد محمد خالد، الذي أفصح عن قراءته للواقع العربي قبل 54 عاماً (قبل خمس سنوات من ولادة البروفيسور حبيب) عندما كتب: «ونحن أمة زاغت أخلاقها، يوم زاغ فهمها وتلعثم إدراكها، ومن قبل، يوم فقدنا الرغبة في استشراف الحقيقة وفقدنا الشجاعة في تقبله». (راجع كتابه: هذا أو الطوفان).

تناول البروفيسور حبيب المحور الأول في رسالته الإلكترونية (هندسة الخراب) الهرمية التركيب، وضرب كفاً بكف وهو يندب الواقع اليمني الذي انبرت فيه صحف السلطة والمعارضة منددة بالفساد وكيف أصبح الفساد سلاحا مزدوجا، فهذا ينعت ذاك بالفساد وذاك يرد عليه بالسلاح نفسه، ففي حين أن الـ (كوميشن) في البلدان الديمقراطية تدخل السجن من تقاضاها (ولو قبل عشر سنوات)، إلاّ أن الخصوصية اليمنية في الديمقراطية تغض الطرف عن هذه الممارسة، وهنا أرى البروفيسور حبيب مرة أخرى في عيني العالم الجليل الراحل خالد محمد خالد، الذي أفصح في سياق قراءاته للواقع العربي عندما كتب:

«وكل هؤلاء يشهدون أن لا إله إلاّ الله وأن الرشوة والانتهاب من طيبات ما أحل الله». (راجع كتابه: مواطنون لا رعايا).

يختتم البروفيسور محوره الأول بتشبيه جميل للواقع اليمني، وهو في رؤيته: «حفلة (مضرابة) لطم في غرفة مظلمة.. لا يدري اللاعب من لطمه أو من يلطم عندما لا يلطم في الهواء».

أما المحور الثاني فهو (ركاكة بلا قاع) تناول فيه البروفيسور حبيب الركاكة الثقافية التي أعيتها الركاكة الأخلاقية واستشهد بما تقيأت به صحيفة «البلاد» وتطاير الرذاذ ليطال الصحفية القديرة رحمة حجيرة.

أما الوجه الآخر للركاكة الثقافية فيتجلى في بعض معروضات الصفحات الثقافية، التي غابت عنها الإضاءات الملونة التي تتحكم بحركة المرور، فاختلط الحابل بالنابل.

أما المحور الثالث: (رافع الفانوس، سلاماً) فتناول فيه البروفيسور حبيب الحقوق الأساسية للإنسان، وأبسطها حق التعبير، لأن المسيرات في اليمن وبقية الدول العربية يواجهها بحسب تعبير البروفيسور حبيب «القمع والرصاص الحي».

انتعشت ذاكرة البروفيسور حبيب عندما ذكرته بواقعة الأستاذ الجامعي (د. حلبوب) الذي خرج إلى ساحة العروض قبل 3 أعوام حاملاً فانوساً على رأسه في إشارة إلى الارتفاع الصارخ في أسعار فواتير الكهرباء وكان السجن بالمرصاد للأستاذ الجامعي.

أطرى البروفيسور حبيب على موقف «الأيام» عندما غطت حركة استنكار السكان بالصورة والكلمة في الأسبوع الماضي بشأن الانقطاع المتكرر للماء عن منازل المعلا، وأشاد بكل أطراف الحدث: السكان و«الأيام» و«الأستاذ نجيب يابلي» الذي تفاعل مع الحدث من خلال منبر «الأيام».

ذلكم ملخص للرسالة الإلكترونية البديعة من المبدع البروفيسور حبيب سروري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى