الأحزاب السياسية..وبرامجها العامة

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
يعتبر هذا العام 2005م أكثر الأعوام انعقاداً لمؤتمرات الأحزاب.. سواء في الحكم أو المعارضة.. ففي نهاية هذا الشهر سينعقد مؤتمر الحزب الاشتراكي في صنعاء.. وحدد الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي) انعقاد مؤتمره القادم في أكتوبر في عدن.

واللافت للنظر أن برامج الأحزاب تتسم بالعموميات على مختلف الصعد، سواء السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، ولا تصطحب هذه البرامج آليات للتنفيذ.. ولا تحدد فترة زمنية، وما أكثر ما تتشابه هذه البرامج من بعضها البعض. ونذكر حديثا للفقيد عمر الجاوي نشرته إحدى الصحف اليمنية جاء فيه «وكأننا - أي قادة الأحزاب - طلبنا من شخص واحد إعداد برامج الأحزاب» وعلى حد قول الجاوي فمثل هذه البرامج صالحة في عموميتها لبنجلادش وموزمبيق.

وفي حديث للصحفي الكبير والمحلل السياسي الأستاذ محمد حسنين هيكل، أشاد ببرنامج حزب التجمع المصري باعتباره أفضل برنامج من حيث واقعيته، ويحمل بدائل لمتطلبات واحتياجات مختلف شرائح المجتمع المصري.

وفي لقاء مع الدكتور رفعت السيد، الأمين العام السابق للتجمع حول ما قاله الأستاذ هيكل، قال إن برنامجنا هو حصيلة دراسات وبحوث تأتي من قاع الحزب.. ويقصد بقاع الحزب اللجان المتخصصة التي مهمتها إعداد دراسات سواء سياسة أو اقتصادية...إلخ ومن هذه التحليلات العميقة نضع الخطوط العريضة لبرنامجنا العام.

وأذكر في زيارة لفرنسا في العقد الثامن من القرن الماضي.. وكانت الانتخابات تجرى يومها في فرنسا لاختيار رئيس الجمهورية.. وكان المرشحان متران وشخص آخر لا أذكر اسمه.. سأل الفقيد المصري الأستاذ لطفي الخولي صاحب المطعم في حي سانت جرمان دي بريه (الحي اللاتيني) وكان على معرفة به.. لمن أعطيت صوتك اليوم.. فقال بكل اعتزاز متران طبعا.. فقال له لماذا متران؟.. قال مالك المطعم: لأن برنامج متران فيما يخص الضرائب على المطاعم الشبيهة بمطعمنا.. الضريبة أقل بـ 20%.

طبعاً لا نطلب المستحيل، وإنما المطلوب برامج واقعية لا تنتهي مهمتها بعد الانتخابات ولا أحد يلتزم بها.. كونها بعيدة عن الواقع وتتسم بالعموميات والسطحية.. فقيرة في مضامينها ونطلق عليها مجازاً (برامج)، وهي ليست كذلك!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى