إكرام انصاف..شمس أشرقت في سماء الأغنية العدنية

> «الأيام» رياض عوض باشراحيل:

>
الفنانة إكرام إنصاف
الفنانة إكرام إنصاف
إكرام إنصاف.. موهبة شابة وصوت شجي ترنم بنغم يعشق الكلمة أو كلمة تعشق النغم.. صوت نثر الحب واللحن والكلمة ممزوجة بتراث الوطن ودفء تاريخه وآمال الإنسان وإشراقاته.. ظهرت في إحدى أمسيات برنامج «ديوان الطرب» من الفضائية اليمنية، فأظهرت سمواً في إبداعها وتميزاً في أدائها الغنائي لقدرتها على الأداء الخلاق وجمعها بين الطاقة الصوتية بجمالها وقوتها والقدرة على الإبداع ونقشها لخصوصيتها وبصمتها داخل الأغنية، من خلال التنغيم والتمويل والارتجال والانفعال الصادق الذي تجسد في أداء إكرام كجسد رديف للنص يرتجف لارتجافه وينقبض لانقباضه وينشرح لانشراحه.. وهذا هو أحد خصائص تميزها وسر تفوقها الغنائي.

وبين لحج الخضيرة التي فيها ولدت، وعدن التي فيها نشأت وتعلمت ونضجت شخصيتها، وأخذت مواهبها تتفتق ونشاطها الفني يتنامى، استطاعت إكرام أن تتزود بشحنات وهاجة من العشق الصادق للغناء، تلك الشحنات جعلتها ترتفع بمستوى إحساسها الفني وأدائها التعبيري المميز وتسمو بغنائها في طاقة التعبير والتوصيل إلى مستوى راق لم يبلغه غيرها من مطربي ومطربات جيلها اليوم.. لقد أتاحت مدينة عدن لهذه المطربة أن تعيش تجربة غنية نادرة قلما تتاح لمبدع في العيش ضمن بيئة متفتحة مكاناً، وأعرافاً فنية، وانتماء، وحضارة، مما أدى الى إغناء معارفها وتعزيز رؤاها الجمالية. ولعل الفنانة قد اختصرت المسافات عندما تغذت من موائد فنية خصبة وتجارب غنية عانقتها عن قرب وعاشت معها في منزل واحد، ونقصد بها مائدة والدها الشاعر والملحن إنصاف اكرام وتجربته الفنية مع تجربة شقيقها أحمد، فتمسكت بالأصالة وظلت مشدودة الى التراث باعتباره المعين الصافي الذي لا يستطيع الفنان مهما بلغ شأنه أن يبني له مكانة فنية متقدمة دون الورود إلى معينه والاغتراف من موارده النقية.. ومن التراث استهلت المطربة الشابة سهرتها بأغنية «قل لهم يا طير» والتي كان قد صدح بها الفنان علي بن محمد، وفي رأيي الخاص أن الفنانة إكرام استطاعت ان تؤدي الأغنية بصورة أفضل مما أداها الفنان علي بن محمد في أحد اشرطته الغنائية.

وقد أتقنت الفنانة إكرام في سهرتها الأغنية الخليجية وغنت «الخيانة» وهي من أغاني الفنان عبدالله الرويشد، وطافت بكافة ألوان الغناء اليمني الرئيسية وأحسنت أداءها فغنت من التراث الصنعاني «يقرب الله» ومن الحضرمي «ما بنسى جميله» ومن اللحجي «تعبان في حالي» إلاّ أنها تفوقت بحق في أداء الأغنية العدنية، ومنها أغنية «اشتقت لك» و«أنا با يوم باشوفك»، ولا بدع.. فالمطربة نشأت في أحضان الأغنية العدنية، وترعرعت على انغامها وكرعت من مواردها الصافية العذبة. ولسنا نعني هنا أن مطربتنا اكرام كانت مبرأة من أي مأخذ في أدائها الغنائي، ولكن اليقظة التي تتمتع بها والروح الفنية التي أكسبتها القدرة على الارتجال والمرونة في معالجة الأخطاء الطارئة جعلت تلك العيوب إن وجدت تذوب في الحال ولا تظهر للجمهور. إن برنامح (ديوان الطرب) الذي يقدمه المذيع المتألق نادر أمين، وبرزت من خلاله المطربة إكرام إنصاف، قد أعاد في بعض حلقاته الى شاشة فضائيتنا وهج الفن اليمني الأصيل وأعاد الى المطربين الشباب بعضا من حقوقهم في الظهور على الجمهور والتعريف بمواهبهم الفنية، والحقيقة أن نادر أمين قد أعاد اكتشاف موهبة المطربة إكرام من جديد، وذلك من خلال برنامجه رغم أنها ظهرت في ساحة الغناء منذ بضع سنوات.

وتظل شخصية إكرام ملتمعة الأبعاد تمتزج فيها الحرية النفسية بالثقة، وتقترن فيها الإرادة بقوة الشخصية وتعانق فيها الموهبة الصوتية جمال الأداء الصادق.

وهذا المزيج الفريد مؤشر واضح الدلالة على مواهبها الأصيلة التي جعلتها مبدعة حقيقية يشار إليها بالبنان ويُنتظرها مستقبل فني زاهر يؤهلها لتتبوأ مركزاًَ متميزاً في ساحة الغناء اليمني والعربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى