عدن بدون مسرح

> «الأيام» هاشم السيد:

>
هاشم السيد
هاشم السيد
في لياليها السبع عدن فرحة تشدو موالاً جميلاً لمسرحها الأصيل الذي يعود ثانية بثوب قشيب، متحدياً أمواج حقات تحت معاشق ذلك الجبل الأنيق، ومن هناك صيرة شاهدة بكبرياء للعروض المسرحية والتميز في الإبداع والسحر والرومانسية، الذي كون اللقاء العظيم مع الجمهور الكريم.

افتتاحية بعمق الحدث، تبدأ المأساة ممزوجة بالملهاة، حزن معجون بالضحكات تجعل «أبو درزن عيال» يصرخ في وجه الأيام:أما من معين «لعائلة دوت كوم»؟ وينقذ صراع الأبناء والآباء وحديث الأجيال الأزلي، من الأفضل؟ ودون نتيجة تذكر ويبقى «الحل هو المشكلة» والإعاقة لا تلقى الاستجابة، لا اليوم القريب ولا أمس البعيد وهذا طبع السنين ضاربة في عمق التاريخ، حتي وإن حلت ضيفة «الفضائية في قصر المعتصم» ذلك الذي لبى النداء فزج بتسعين ألفاً من الرجال في عمورية الكرامة، وفي زمن الشهامة، ليكتشف الجميع أن هذا زمن «الهبروقراطية» وإن شفت شيء في طريقك شله، واغنم زمانك يا صاحبي، ولأننا «عيال إبليس» لك بالمرصاد قادرون على كل شيء وأي شيء، حتى التاريخ كل مآثره وعظمته ومفاخره عرض للبيع في أروقة «المزاد»üü.

وتعود الليالي في أسبوعها الثاني، وهذه المرة في الجانب الآخر من عدن العشق، هناك في الغدير وعلى روائح الغاز والبترول العريقة تفتح ذراعيها البريقة، ويتواصل العطاء محفوفاً بالشوق الحميم لعشاق الفن الرفيع، فأبدع أبو الفنون بالعروض التي أضحكت وأبكت فأخرجت من دهشتها السؤال عن عودة المسرح من جديد، أم أنها فرحة العيد في العام مرة وتبقى ذكرى غير قابلة للنسيان.

وتمر الأيام ساحبة خلفها أياماً، والرفاق حائرون يتساءلون، العروض المسرحية ترى أين ستكون؟ ولكن بروية وسكون حتى لا يتكرر المحظور، وما حدث داخل أسوار الجامعة، التي رحبت شاكرة ولم تكن مانعة، وعلى عتبة كلية الآداب فتحت الأبواب ويفاجأ الجميع بانعدام التجهيز الفني، فلا إضاءة ولا صوت ولا حتى تكييف، فالأمر بحاجة إلى وقت ومصاريف، إذن فالدفع مطلوب وهو أمر غير مرغوب، وكذا موسم الاختبارات وزمن الامتحانات الوقت فيها محسوب، فلا مفر من التأجيل الذي كان واردا وطبيعيا، لأن الظرف كان موضوعيا.

فعليه يكون كل موقع للعرض المسرحي، يقع عليه الاختيار خاضع للتجهيز الفني، الذي يعتمد على المال، ويبقى الحال .. مزيداً من الحيرة والسؤال في عقول القائمين على أعمال المهرجان، ويطل علينا العام القادم لنبحث عن مهرجان جديد يأخذ نفس المصير.. ميزانيات للمسرحيات وعهدات لا ندري كيف تسير، وعروض مسرحية جميلة لم يرها الجمهور تطير.

وهذه دعوة للخروج من الحيرة والسؤال ومنطق اللا معقول، خاصة ونحن قد قطعنا خمسة أعوام من ثالث ألفية من عمر ميلاد البشرية، وخمسة عشر عاماً من عمر الوحدة اليمنية، ولا نستطيع أن نعرض في عدن مسرحية، فالحاجة أصبحت ضرورية، تفرضها الحياة المدنية لصنع العملية الثقافية من خلال حركة فنية، يقودها أبو الفنون، فبناء مسرح في عدن أمر هام بدون كلام لا كما يعتقد البعض أنها كمالية.

وحتى يتم ذلك نطالب بترميم مسرح حافون وتأثيثه هذه المرة بجدية، ولقد بلغت القلوب الحناجر من اللجان، سنين ولجنة تجي ولجنة تسرح، والوضع كما هو في المسرح. مع العلم أن هناك خبرا مفاده أن ملايين قد رصدت لهذا المسرح، فمن خطه العام القادم نسأل الله رب العالمين أن يكونوا هذه المرة صادقين، ولا تطلع إشاعة أو خلق ساعة كسابقاتها.

رغم التشاؤم في الصدور، ونظرة البؤس في العيون، يبقى بصيص من نور يرفع الكل إلى الأمل المنشود، ذلك الفنان الذي يحاول أن يصنع من خليط الألوان، تشكيلا فتان، للثقافة في أرض الإيمان الأديب الوزير خالد الرويشان، الذي كان قد وعد بالبناء والترميم في أقصر وقت، وهذا تذكير بوعده الذي قطع حتى يشرع بالتنفيذ ويكون لنا في عدن مسرح.

نقيب نقابة المهن التمثيلية فرع عدن

ما بين القوسين هي أسماء لمسرحيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى