الفكاهة والدعابة عند الشيخ محمد سالم البيحاني رحمه الله

> أمين سعيد عوض باوزير:

> الفكاهة، أو التفكه من الجوانب المميزة للسلوك الإنساني، وهناك أنواع عديدة ترتبط بالفكاهة منها:النكتة والظرف أو الدعابة والمحاكاة التهكمية والأعمال الفنية بأشكالها المتنوعة.

ويقول أطباء عديدون إن الضحك لا يفيد في مواجهة الضغط النفسي فقط، بل يعمل أيضاً على تنشيط الجهاز المناعي، والحد من آثار الشيخوخة، والتقليل من احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية وتحسين الوضع النفسي والجسمي للإنسان بشكل عام، مما يجعله أكثر تفاؤلاً وأكثر إقبالاً على العمل وعلى الحياة.

قطاع واسع من القراء لا يعلم أن للشيخ محمد سالم البيحاني - رحمه الله- نصيباً من القفشات الفكاهية منها ما سردها لي ومنها ما سردها آخرون، وإليكم نماذج منها:

خرج مرة مع مجموعة من أصدقائه وفي مقدمتهم الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي من أحد مساجد القاهرة بعد صلاة العصر، فقابلهم على قارعة الطريق الشيخ سيد سابق (صاحب كتاب فقه السنة) فوجه سؤاله بعد السلام إلى الشيخ محمد البيحاني قائلاً:

- من أين جئتم يا شيخ محمد.

- من المسجد الحرام.

- قال متعجباً - من المسجد الحرام! وأين نحن من المسجد الحرام؟

- فأصرَّ الشيخ على كلامه: نعم من المسجد الحرام.

- ولم يتمالك صبراً سيد سابق وقال بلهجته المصرية الحلوة:

- الله .. إيه الحكاية يا شيخ محمد.

- فضحك الشيخ محمد وقال: يا سيدي لا يخفى عليك في هذه الساعة صليَّنا في مسجد المطرب والممثل المعروف محمد الكحلاوي حيث قام ببنائه وسمي باسمه.

يروي لنا هذه الدعابة الأخرى الشيخ عبدالغني أحمد صالح السروري مدير مكتب هائل سعيد بالمعلا فيقول:

وقف أمامنا مرةً يخطب في مسجد العسقلاني بعد صلاة الجمعة مباشرة وقال أيها الإخوة لدينا مشروع لبناء مسجد في الشيخ عثمان نرجو من أهل الخير التبرع من أجل هذا المشروع الجليل. وما هي إلا برهة من الزمن حتى وقف التاجر العدني المعروف عبداللّه شطفة وقال أنا أتبرع بمبلغ (....) وذكر مبلغاً كبيراً من المال فعقَّب الشيخ محمد وقال جزى الله الشيخ (عبدالله شطفة) فقد تبرع بكثير من متطلبات المسجد ولا نريد منكم الآن إلا (شطفتان) ليكمل المشروع.

والدعابة التالية يرويها لنا الحاج صالح الشقاع وهو مازال حيا يرزق فقال: في عام 1970م سافر الرئيس ربيع علي (سالمين) إلى القاهرة لحضور عيد من أعياد الثورة المصرية، وكان من ضمن ركاب الطائرة الشيخ محمد سالم البيحاني حيث كان لديه أعمال كثيرة تتعلق بمعهده العلمي يريد أن ينجزها بالقاهرة.

وفي المطار استقبل الرئيس عبدالناصر الرئيس علي سالم ربيع أما الشيخ فقد احتجزه رجال الأمن في قاعة المطار ولم يسمحوا له بالدخول بحجة أنه على اتصال بأحد الأحزاب المصرية المحظورة، فأخبرهم بما جاء من أجله فرفضوا وبالرغم من حزنه لهذا الأمر فقال متهكماًَ وبدعابته المعهودة فيه: خذوا جوازي وساووني على الأقل بإحدى الراقصات الباريسيات اللاتي أسمع ضحكاتهن بالقاعة حتى أنهي عملي وأعود إلى بلادي. وبالطبع منعوه وعاد إلى عدن في نفس اليوم.

سافر رحمه الله عام 1392هـ لأداء فريضة الحج والتقى بكثير من محبيه من أهل بيحان ومن بينهم مؤذن جامع بيحان الكبير الحاج أحمد فرج، وجرى بينهما الحوار التالي:

قال له الشيخ مازحاً كعادته في مداعبة كبار السن:

- تبا معي يا أحمد فرج.

- فقال : أين يا شيخ محمد؟!

- (ويس) - اسم مقبرة في بيحان. قال أحمد:

- لا واللّه مانا خلي لقد تبا عندهم (ودعناك الله).

فسبحان الله العظيم فكانه يهيئ نفسه للرحيل من هذه الدار.

نقلاً عن كتاب (في من رحل من علماء بيحان خلال قرنين من الزمان) تأليف عبدالله عبدالقادر باوزير صفحة 87.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى