تكريس الحوار المباشر بين بيروت وواشنطن يهمش الدور الدبلوماسي السوري

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب:

> غيرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التقليد الذي كان يجعل دمشق ممرا اجباريا لوصول الزائرين الاجانب الكبار الى بيروت، فقامت بزيارة مفاجئة الى العاصمة اللبنانية اعربت فيها عن دعم بلادها للبنان الديموقراطي وللاصلاحات التي تعتزم الحكومة الجديدة تنفيذها.

فقد قطعت المسؤولة الاميركية لساعات قليلة مباحثاتها مع القادة الاسرائيليين شان الانسحاب من غزة ووصلت الى بيروت آتية من تل ابيب لتعلن دعمها للحكومة الجديدة المنبثقة عن اول انتخابات جرت بعد انتهاء وصاية سوريا، ولتذكرها "بتفهم ومرونة" بمطالب المجتمع الدولي.

فللمرة الاولى منذ سنوات طويلة تشمل جولة مسؤول اميركي في المنطقة لبنان من دون سوريا التي سحبت في 26 نيسان/ابريل اخر جنودها المتواجدين منذ نحو ثلاثين عاما في هذا البلد تطبيقا للقرار الدولي 1559.

وينص هذا القرار خصوصا على نزع سلاح حزب الله الشيعي الذي تمثل للمرة الاولى مباشرة في الحكومة الجديدة التي اكدت رايس دعمها رغم تشديدها على ان موقف الولايات المتحدة "لم يتغير" من الحزب الاصولي الذي ادرجته لى لوائحها للمنظمات "الارهابية".

ورغم تكرارها موقف بلادها المطالب باستكمال تنفيذ بنود هذا القرار لم تحدد المسؤولة الاميركية تاريخا ولم تذكر آلية تاركة للحكومة التوصل الى حل "عبر الحوار الداخلي" وفق ما يدعو اليه الموقف الرسمي اللبناني.

واوضح مصدر سياسي لبناني لوكالة فرانس برس ان رايس اشارت في محادثاتها "الى ضرورة عدم تطرق البيان الوزاري (الذي تنال على اساسه الحكومة ثقة البرلمان) بطريقة سلبية الى القرار 1559" من دون ان تربط ذلك مباشرة بالدعم الدولي للحكومة ولفتت الصحف اللبنانية الصادرة السبت الى ان رايس ورغم اصرارها على ضرورة

التزام الحكومة الجديدة التي تشكلت منذ ايام قليلة بتطبيق بنود القرار 1559 فانها ابدت بعض "المرونة". ونقلت +النهار+ عن مصادر اطلعت على سير مباحثات المسؤولين اللبنانيين مع لمسؤولة الاميركية ان رسائلها بشان نزع سلاح حزب الله الشيعي "لم تكن رسائل

قاسية بل رسائل قوية وحازمة تشترط التزام لبنان موجباته الدولية كسبيل التعاون". واضافت "مواقفها في بيروت لم تخرج عن السياق المعتاد للمواقف الاميركية المتكررة تجاه القرار 1559 وحزب الله لكنها صاغتها بحزم ومرونة".

ورات +الانوار+ في افتتاحيتها ان رايس استخدمت "القوة الناعمة التي تراهن على الحوافز والجاذبية بحيث يصبح تنفيذ اي مطلب كانه نتيجة اقتناع ورغبة لا فرض".

واضافت "اعطت مظلة دعم اميركي واضح ومباشر للحكومة" وذكرت بوضوح الذين التقتهمو"بوجوب ان يتضمن البيان الوزاري (الذي تنال على اساسه الحكومة ثقة البرلمان) التزاما واضحا وصريحا بتنفيذ القرار 1559".وعنون صحيفة السفير+ "رايس تتفهم الظروف اللبنانية املة تطبيق القرار 1559 ولو بعد وقت غير طويل".

وكتبت +المستقبل+ "صاغت عباراتها بطريقة بدا منها ان الولايات المتحدة تتفهم ان تفيذ بنوده الباقية يتطلب عملية سياسية لبنانية غير خالية من التعقيد".

كما ركزت الصحف على اهمية زيارة المسؤولة الاميركية بيروت دون المرور بدمشق وفق ما درج عليه لعقود كبار المسؤولين الاميركيين.

واعتبرت +النهار+ ان الزيارة شكلت "اقوى رسالة دعم اميركية للحكومة الجديدة على قاعدة تنفيذ برامج اصلاحية" ملخصة ابعادها السياسية، اضافة الى عدم المرور بدمشق، ب"كسر المقاطعة" لرئيس الجمهورية اميل لحود.

وكانت مسؤولة في وزارة الخارجية عن شؤون المنطقة اليزابيث ديبل زارت لبنان منذ نحو 10 ايام والتقت المسؤولين اللبنانيين باستثناء لحود.

ولفتت +النهار+ الى ان رايس "وصلت الى بيروت آتية من القدس وليس عبر دمشق".

وذكرت بان محادثات المسؤولين الاميركيين مع نظرائهم اللبنانيين "كانت تاتي وقبلا استكمالا للمحادثات في دمشق باعتبار ان ثلاثة عقود من الوجود السوري في لبنان جعلت القرار اللبناني عمليا في دمشق".

واعتبرت ان الزيارة التي استغرقت ساعات قليلة "تعبر عن ثقة الادارة الاميركية بقدرة لبنان على التمتع بقرار مستقل دون اي وصاية خارجية" رغم انها "لم تطلق اي موقف علني صريح من سوريا غير الرسالة الرمزية التي تمثلت في زيارتها للبنان".

وكتبت صحيفة +الحياة+ العربية في افتتاحيتها "للمرة الاولى منذ وقت طويل يزور مسؤول اميركي من هذا المستوى بيروت من دون ان يأتيها من دمشق او يذهب اليها او يستاذنها".

وهذه اول زيارة يقوم بها الى لبنان مسؤول اميركي رفيع منذ زيارة وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول في ايار/مايو 2003.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى