القاعدة: العمود الفقري "للجهاد" في العالم

> دبي «الأيام» ا.ف.ب :

> اصبحت شبكة القاعدة الاسلامية الدولية التي يتزعمها اسامة بن لادن والتي تبنت مجموعة منها امس الاول السبت اعتداءات شرم الشيخ، تنظيما يصعب تحديد امتداداته واطره وقد اتخذت من الجهاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها علة لوجودها.

وتبنت مجموعة تطلق على نفسها اسم "تنظيم القاعدة في بلاد الشام وارض الكنانة" الاعتداءات الدامية التي استهدفت منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر ليل امس الاول السبت واسفرت عن مقتل 88 شخصا على الاقل بينهم عدد من الاجانب انما معظمهم من المصريين.

ويرى الباحث السريلانكي روهان غوارتنا الذي يعد من اهم المتخصصين في دراسة القاعدة، ان هذا التنظيم "شبكة ارهابية شاملة تمكن من الانتشار عبر العالم عبر خلايا تربط بينها في بعض الاحيان صلات عملانية ولكن تجمعها كلها روابط عقائدية".

وقد ضاعف التنظيم هجماته عبر العالم منذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن التي اسفرت عن مقتل حوالى ثلاثة الاف شخص وشكلت منعطفا سياسيا مهما في العالم اجمع.

ويراس بن لادن النواة الصلبة لهذا التنظيم الذي تشكل بشكل اساسي من مجاهدين سابقين حاربوا القوات السوفياتية في افغانستان من 1979 الى 1989. ويعتبر بن لادن اليوم المطلوب الاول في العالم ويعتقد انه مختبئ في "المناطق القبلية" على الحدود بين باكستان وافغانستان.

وذكر الرئيس الباكستاني برويز مشرف اخيرا ان بن لادن موجود في هذه المناطق الجبلية التي يصعب الوصول اليها. واصبح بن لادن ملهما لعمليات القاعدة في العالم اكثر منه مخططا لها. كما بات يجسد بالنسبة لمناصريه ايديولوجية يمكنها ان تستمر حتى بعد اعتقاله او موته.

ويخاطب بن لادن العالم بشكل دوري مطلقا الفتاوى، وقد اقترح على الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي الذي اصبح في كانون الاول/ديسمبر 2004 زعيما لتنظيم القاعدة في العراق، ان ينطلق في اعتداءات تستهدف الاميركيين في هذا البلد.

ورصدت واشنطن مكافاة قدرها 25 مليون دولار لاي معلومات تؤدي الى القاء القبض على الزرقاوي الذي تعتبره مسؤولا عن اكثر العمليات دموية في العراق.

وبدأ تنظيم القاعدة يتكون عام 1988 اي قبل سنة من انسحاب القوات السوفياتية من افغانستان، وكانت المعلومات عنه في البداية محصورة ببعض المعطيات المعلوماتية.

ومضت اربع سنوات قبل ان تبدأ اجهزة الاستخبارات الغربية برصد روابط بينه وبين هجمات استهدفت القوات الاميركية في السعودية واليمن والصومال.

وشكلت حرب الخليج (1991) نقطة تحول بالنسبة لبن لادن على مستوى عدائه للولايات المتحدة خصوصا بعد ان انتشرت القوات الاميركية بكثافة في شبه الجزيرة العربية.

ولم تظهر القاعدة بشكلها الحالي كشبكة شاملة للارهاب الدولي،الا عام 1998.

وفي 26 ايار/مايو 1998، قال بن لادن في مؤتمر صحافي بثت شبكة "سي ان ان" الاميركية مقاطع منه في اب/اغسطس 2002، انه شكل جبهة "للجهاد ضد الصليبيين واليهود" بهدف قتل الاميركيين مدنيين وعسكريين.

ونفذت القاعدة في السنة نفسها اعتداءين على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا ما اسفر عن سقوط 224 قتيلا.

واصبحت افغانستان التي استقر فيها بن لادن عام 1996، القاعدة الخلفية لتنظيمه الى ان دخلها الاميركيون واطاحوا بنظام الطالبان الذي استقبل بن لادن "كضيف شرف",وهو تمكن بتلك الصفة من انشاء معسكرات تدريب وتجنيد على ارض افغانستان للراغبين بالمشاركة في "الجهاد".

وبحسب تقديرات اجهزة الاستخبارات الغربية، تمول القاعدة وتدرب وتستعمل مجموعات اخرى عديدة في عشرات الدول (من 35 الى 60 دولة) وخصوصا في الشيشان وبورما واريتريا واوزبكستان والجزائر والبوسنة.

ومن ابرز الاعتداءات التي نسبت الى شبكة بن لادن والتي تبنتها القاعدة، اضافة الى اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، الاعتداء على مرقص في جزيرة بالي الاندونيسية في تشرين الاول/اكتوبر 2002 اسفر عن مقتل مئتين وشخصين معظمهم من السياح الاستراليين.

تضاف اليها سلسلة الاعتداءات في الرياض بين نيسان/ابريل وتشرين الثاني/نوفمبر 2002 وسلسلة الاعتداءات في اسطنبول ضد كنس يهودية ومصالح بريطانية اسفرت عن مقتل 63 شخصا في تشرين الثاني/نوفمبر 2002.

وقد تبنت القاعدة، وعبر تنظيمات مرتبطة بها، اعتداءات اذار/مارس 2004 في مدريد التي اسفرت عن مصرع 191 شخصا واصابة الفين اخرين، واخيرا اعتداءات السابع من تموز/يوليو 2005 في لندن التي اسفرت عن مقتل 56 شخصا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى