الفلاحون في المكسيك يدفعون دماءهم ثمنا لانقاذ الغابات

> المكسيك «الأيام» رويترز :

> شاهدت رينا موخيكا ابنيها وهما يقتلان بالرصاص قبل أسبوعين في هجوم ارجعته إلى عداء بدأ في عام 1998 عندما ساهمت عائلتها في منع مئات من شاحنات قطع الأشجار من دخول منطقة جبال مادري.

وتقول منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) إن هذه المجموعة تطلق على نفسها اسم "منظمة المزارعين لحماية البيئة في جبال بيتاتلان" وكفاحهم لانقاذ غابة بالقرب من ساحل المحيط الأطلسي هو من أهم الصراعات ضد ظاهرة إزالة الغابات.

وبشكل كبير تمكن الفلاحون من الفوز ولكنهم دفعوا الثمن غاليا.

فبعد حصار دام شهر قررت شركة بويس كاسكيد الدولية للأخشاب إلغاء عقود لعمليات قطع أخشاب هائلة في جبال بيتاتلان بسبب مشاكل في التوريد إلى جانب إلغاء 15 ترخيصا بقطع الأخشاب.

ومنذ ذلك الوقت جرى استهداف نحو 12 من زعماء الفلاحين حيث اعتقل بعضهم وسجنوا بتهم يعتقد على نطاق واسع أنها ملفقة من قبل أصحاب المصالح السياسية والاقتصادية الذين يتربحون من قطع الأخشاب.

وأجبر البعض الآخر من الفلاحين على الاختباء فيما قتل آخرون.

وقالت إيفا ألاركون من المنظمة في قرية بانكو نيويفو الجبلية "تكلف هذا كثيرا.. تكلف حياة أشخاص.. الناس في حالة حذر ليل نهار. هؤلاء الرجال لا ينامون في منازلهم."

ويقول السكان المحليون إنه على الرغم من توقف معظم عمليات قطع الأخشاب فإن أعمال العنف لا تزال مشتعلة لأن النشطاء لا يزالون يشكلون تحديا للقوى المحلية المتمثلة في ملاك الأراضي والمحاكم والجيش والشرطة الموالين لهم.

وذات ليلة في شهر مايو أيار شاهدت موخيكا من مطبخها المتسخ زوجها وأربعة أطفال وهم يصلون في شاحنتهم ثم فجأة انهمر وابل من الرصاص هرعت على أثره إلى الخارج.

وقالت موخيكا في وقت لاحق "كنت أصرخ.. لا تطلقوا النار أولادي في الخارج.

ولقي ابناها وأعمارهما تسع و20 سنة حتفهما وخلف الأكبر ورائه أرملة حبلى.

ولقي الصبي الصغير حتفه بين ذراعي أمه.

وتقول جماعات حقوق الإنسان إن زوجها ألبيرتانو بينالوسا الذي أصيب كان هو الهدف من الهجوم بسبب نشاطه في مجال مكافحة التصحر.

ولم يعتقل أحد بسبب هذا الهجوم.

ورغم ذلك لا تزال موخيكا وجيرانها من المدافعين عن الغابات.

ويمثل كفاحهم دراسة عن كيفية ثباث النشاط المتأصل لحماية الغابات في وجه القمع في ريف المكسيك.

وترى جماعات مدافعة عن البيئة ان ملاك الأراضي الأثرياء وأصحاب السلطة تربحوا من تجارة قطع الأخشاب التي أسفرت بين عامي 1992 و 2000 عن تدمير نسبة 40 في المئة من 558 الف فدان من الأشجار في أسوأ عملية تصحر على وجه الأرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى