«الأيام» تزور مديرية الوازعية الواقعة على بعد نحو 68 كم غرب تعز

> تعز « الأيام» عبد الهادي ناجي علي:

>
مقر مكتب الصحة بمديرية الوازعية
مقر مكتب الصحة بمديرية الوازعية
الصحة تبحث عن الإمكانات .. ومشروع مياه معطل والمواطنون لا يعرفون صورة مدير المديرية.....مديرية الوازعية تقع غرب مدينة تعز على بعد حوالي 68كم، وهي منطقة لا تقل معاناة عن كثير من المناطق التي تفتقر إلى كثير من مصادر الدخل لكثير من المواطنين، والسواد الأعظم من أبنائها يعيشون في حالة فقر مدقع، وهناك معاناة أخرى يشكو منها مواطنو الوازعية وهي غياب السلطة المحلية، فإذا كانت هناك بعض المرافق الخدمية إلا أنها تفتقر لأشياء كثيرة تجعلها تؤدي واجبها تجاه المواطن، وتصبح الفائدة محصورة فقط بالنظر إليها كمنشآت فقط.. «الأيام» زارت المنطقة ووجدت الشكوى من بعض المواطنين ووجدت أهم الخدمات (الصحة) تحتاج إلى دعم وإمكانات، ووجد المواطنون متنفساً لهم عندما رأوا أن الصحيفة قد وصلت إليهم لتسمع منهم قبل أن تسمع من المسؤولين.. ورغم أننا أردنا التأكد من حقائق الشكاوى التي وصلتنا فقد كان الميدان هو الكاشف لحقيقة الوضع في هذه المديرية، فقد وصلنا إلى مجمع المديرية فلم نجد مدير عام المديرية مع أننا وصلنا منتصف الأسبوع ولم نصل في نهايته لكي نقول إن غيابه وغياب كثير من المكاتب الخدمية وراءه سبب، ولم نجد مدير الخدمة المدنية ولم نجد مدير الوحدة المحسابية بالمديرية باستثناء مدير مكتب الصحة بالمديرية، ووجدنا مكتب التربية مغلقاً، وقيل لنا إن هناك مديرين لهذا المكتب فوجدنا أحدهما، وبالتالي كان لقاؤنا بعدد من المواطنين وسط السوق الرئيسي للمديرية، حيث كان لا بد من التأكد من حقيقة الشكاوى التي وصلتنا .. وكانت حصيلة اللقاء كالتالي.

مركز الشقيراء الصحي
مركز الشقيراء الصحي
لم يطرق باب مكتبي أي شاك
في إدارة مكتب الصحة بالوازعية وجدنا مدير المكتب مساعد طبيب رباش أحمد صالح البوكري والذي تحدث لنا بقوله: طبعاً المديرية فيها ثلاثة مراكز صحية وأربع وحدات صحية ووحدتان مؤقتتان، ويعمل في هذه الوحدات كادر متوسط، وليس عندنا سوى طبيب واحد هو الآن في إجازة بسبب أن المركز الصحي يشهد ترميما.. وإن شاء الله بعد أن يتم ترميم المركز سيصل الطبيب وسيتم وصول أطباء إلينا في عام 2006 م كما وعدتنا إدارة مكتب الصحة بموجب الخطة للعام القادم، وسيتم تغطية المراكز الصحية بأطباء إن شاء الله.. والوحدات الصحية هي الآن تعمل وتقدم الخدمات الصحية لكل المواطنين في مجال الإسعافات الأولية في مجالات الحالات الطارئة، في التطعيم، الحالات التي هي قادرة على عملها، فهذا الذي نقوم به حالياً.. وقال: أهم الصعوبات والمعوقات التي نواجهها في المديرية وجود نقص في الكادر الفني، مثل المختبرات لا يوجد كادر فني فيها، وليس عندنا أيضا فنيو أشعة إلا فني واحد في مركز الأحيوق، وللأسف الجهاز معطل وإن شاء الله يتم إصلاحه قريباً، وعن الأدوية قال: نحن عندنا صندوق الدواء، والتموين الطبي للأدوية يكفي لتلبية احتياجات المواطنين والحاجات الضرورية، والموجودة من صندوق الدواء تباع بأسعار محددة، وحتى الآن بالنسبة لي كمدير صحة لم يطرق باب مكتبي أي شاك إذا كان هناك تجاوزات أو خروقات عند البيع لأي مواطن، ونحن نقول إن العملية الصحية تمشي على خير مايرام، ونفاجأ بالشكاوى تأتينا من الأعلى، من إدارة مكتب الصحة بالمحافظة ضد مكتب الصحة بالمديرية.

قسم الرعاية الأولية
وفي قسم الرعاية الصحية الأولية قال الأخ علي بن علي ثابت، مشرف الرعاية الصحية الأولية، إن عملية التطعيم التي قاموا بها سارت بصورة طبيعية عدا 43 طفلا تغيبوا عن التطعيم في المديرية كاملة و3 منازل رفضوا اللقاح، وقالوا إن اللقاح يسبب العقم للأطفال، وحاولنا إقناعهم وتواصلنا مع مدير عام المديرية لعمل حل. وأضاف: مكتب الصحة بالمديرية تحمل العبء ووفر المواصلات للجان لـ 31 فريقا في 62 منطقة.

وبصفته مدير مركز الشقيراء الصحي قال: إن المركز جديد ولا يوجد فيه أي حاجة.. و الإمكانات شحيحة، لا يوجد طبيب، ولا مختبر، ولا يوجد صيدلي، ولا يوجد فني تمريض اللهم إلا قابلتان.. وأكد أنهم لا يقدمون أي خدمات للمواطنين في المركز عدا اللقاح والإسعافات الأولية البسيطة. أما الخدمات الأخرى فهي فوق طاقة المركز ولا يقدرون عليها.. وقال: إن عدد المترددين على المركز يتفاوت من يوم لآخر، فيوم خمسة، ويوم عشرة وأحيانا لا يوجد.

وعن أثاث المركز أضاف قال: يقولون إنه في المحافظة وله اعتماد بأربعة مليون وستمائة ألف لم يصرف حتى الآن.. استلمنا المركز في 3 - 2004 م ولا يوجد أي أثاث.. والعاملون في المركز أربع بنات وممرض واحد وهم موظفون رسميون ولا يوجد متعاقد.. والأدوية بعضها متوفر من صندوق الدواء، مثل دواء الاسهالات والديدان.

وفي حالة عدم وجود علاج في المركز من أين يتحصل المريض على العلاج ؟ بعضهم يذهب إلى البرح لجلب العلاج من هناك.

التموين الطبي بمكتب الصحة بالمديرية
التموين الطبي بمكتب الصحة بالمديرية
لا نقدم شيئاً
وفي مركز وحدة الغيل قال مساعد طبيب باقص يحي علي : الوحدة الصحية فيها مرشد صحي إلى جانبي، والعلاجات الموجودة هنا هي مضادات حيوية وخاصة بالإسعافات الأولية: شاش، قطن ..إلخ. وقال : إنه لا يوجد مختبر ولا أشعة، ودورنا هو اللقاح إلى جانب قيامنا بالإسعافات الأولية.. و قال: لا نقدم شيئاً أكبر من الإمكانات لدينا عدا الختانة، وممكن تولي العمليات الصغيرة، ولا يمكن ترقيد مرضى، وأي حالة مستعصية ممكن نرسلها لأي مستشفى.. والدعم مقدم من المديرية.. ويستفيد من المركز قرابة 3 آلاف مواطن. وأكد أن الإقبال يومياً أربع حالات وأحيانا خمس حالات.. لا يوجد قابلات.. وأكثر الأمراض الملاريا، الاسهالات والالتهابات.

ويقول أحد المواطنين : إن اللقاحات أحيانا تأتي متأخرة، والمواطن يأتي إلى الوحدة الصحية فلا يجد المطلوب فيضطر إلى الذهاب إلى عيادة خاصة تابعة لمدير مكتب الصحة.

و مواطن آخر قال: إن مكتب الصحة أخذ الرقم القياسي في العمل، وكله بجهود مدير مكتب الصحة.. ورباش متواجد باستمرار.

مواطن آخر قال: انه متقاعد منذ خمس سنوات ويشتري علاجات من مستوصف تجاري يتبع رباش.

وفي مركز الشاكرية، كان أحد المواطنين متواجداً أمام المركز عندما وصلنا وسألناه عن الخدمات التي يقدمها المركز لهم، فرد بفطره سليمة: المركز لا يقدم أي شيء، ونحن نتعالج في البرح، وبعض الأحيان يفتحون والغالب (ما يفتحوش)، أغلب الأوقات مغلق، وكل واحد يذهب وراء عمله، وعندما يكون عبدالرب وباقص موجودين يفتح المركز.. العلاجات مهدئ وبرامول، وأغلب الناس يذهبون إلى البرح ليتعالجوا.

وقال مواطن : ثاني كشافة في الجمهورية بيعت من المديرية.

مشروع مياه معطل
وعندما توجهنا إلى موقع بئر المياه التي يشرب منها السكان في الطريق، وجدنا الخط الرئيس للمشروع مقطوع والماء يسيل إلى الأرض وقد علا تلك الخطوط الصدأ. سألت طفلاً صغيراً كان يحمل (دبة) ماء أكبر من قدرته: هل الماء يصل إليكم؟ فرد: لا، وقال إنه يومياً يحضر لجلب الماء.

المواطن محمد ناصر إسماعيل، حارس ومشغل مكينة المشروع قال: إن الماء يوزع إلى (امتانكي والسيارة).

وعن سبب عدم وصوله إلى المنازل قال: إن المواسير تكسرت ولها خمسة أشهر ولم تصلح، والمسؤول عن المشروع مدير المديرية، ولا توجد إدارة للمشروع. وقال: السيارة تعبأ بـ 200 ريال، والمواطنون يحملون المياه فوق الحمير، و كل الناس يتجمعون العصر والصباح أمام البئر لأخذ المياه بواسطة (الدبب).. والمشروع لكل القرى.. وقال إنه لا أحد يسال عنه إلا الحمير التي تحضر لجلب الماء.. وأنه بلّغ المسؤولين في المديرية من يومه بحال المشروع.. وسبب العطل أن المواسير ليست (من الأصلي)، ولا توجد شبكة داخلية وبعض الخطوط الرئيسية موصلة للقرى ولكنها مكسرة والباقي لم توصل .. والمشروع له أكثر من ست سنوات على حساب الحكومة.

صيدلية مركز الشقيراء
صيدلية مركز الشقيراء
مواطنون يتحدثون
وفي سوق مركز المديرية قال أحد المواطنين إن له ثلاث سنوات ولم يلاق رئيس المجلس المحلي في المديرية نهائياً.. ودائماً المسؤول الفعلي هم إدارة الأمن، وإدارة الأمن لا تجد المدير فيها بل تجد (عسكري) هو الذي ينفذ وهو الذي يعمل كل شيء.

وقال مواطن آخر: لي سنتان أشارع على (هيجة) ولم أجد مديرا ينصفني أو شيخا، وأخذوا حقي وأنا جالس.

مواطن قال: مدير المديرية يقولوا البتول، ولا ندري من هو البتول.. ومواطن قال: هناك تسيب إداري في جميع المرافق.

وقال مواطن : هناك مدرسون في الخليج لا يداومون.. وهناك من خارج المديرية، ويستلم رواتبهم أحد المسوولين ، واحد مسكين عمل وليمة هنا في المدرسة حبسوه واستلم منه خمسة آلاف ريال مسؤول في الأمن .

مواطن قال إن مسؤولا في المديرية استلم تكلفة الشبكة الداخلية حق المشروع إلا انه لم ينفذ منها شيئاً وما زال الناس يشترون الماء بالسيارات. . والخزان برأس الجبل لا يعبأ.. والمشروع مشلول والمسؤول عنه أحد المشايخ وهو الذي يتلقى التوجيهات من مدير المديرية.. والزفة تعبأ بـ 200 ريال والسيارة التي تجلبها بألف ريال أجرة، والحمار بـ (200 ريال).

مواطن آخر قال: لا تــوجد أي خدمات، الأمــور مشلولــة لا كهرباء لا مــياه لا صــحة لا تعــليـم.

المواطن محمد علي حاضروا، معه ثمانية أولاد وخمس بنات، قال: رفضوا تسجيلي في الضمان الاجتماعي وطلبوا مني عشرة آلاف ريال، وليس معي إلا هذا الفأس.

وأضاف مواطن آخر أن الحالات موزعة على مراكز وهم يطلبوا الله فيها.. المشايخ يستغلون المواطنين أبشع استغلال فأين الدولة وأين العدل؟ وهم الذين يلعبوا بالناس.. الإدارة صفر.. المشايخ هم السبب.. وما زالت القبلية هي السائدة.

ومواطن آخر قال: طالبنا منذ فترة بمشروع المياه وتجمع قرابة 500 مواطن، فقام مسؤول بحبس بعض المواطنين ومن ضمنهم أنا.. وحبسنا شهراً في الإدارة الأمنية بالبرح. وقال آخر: كان معي 100 ألف ريال خسرتها في الحبس، حيث ظللت محبوساً شهراً وعشرة أيام بسبب المشروع.. طالبنا بمشروع الشرب فحبسنا في المنطقة الأمنية بالبرح.. ولم يطالب بعدنا إلا الشيخ حيدر.. ومن أين لنا (نشارع).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى