القاعدة..اسم فضفاض لا يكشف عن المسؤولين عن الهجمات

> واشنطن «الأيام» رويترز :

> يقول مسؤولون وخبراء ان المسؤولين الذين يربطون بين الهجمات التي وقعت في بريطانيا ومصر وبين تنظيم القاعدة يستخدمون اسما مبهما مختصرا للاشارة الى متشددين اسلاميين ليست له دلالة تذكر على المسؤولين الحقيقيين عن اراقة الدماء.

وكان عديد من المسؤولين الامريكيين والبريطانيين ومن جنسيات اخرى ذكروا ان الهجمات التي تعرضت لها شبكة المواصلات العامة في العاصمة البريطانية لندن في وقت سابق من الشهر الجاري والتفجيرات التي وقعت في منتجع شرم الشيخ المصري المطل على البحر الاحمر والتي قتل فيها العشرات تحمل بصمات تنظيم القاعدة.

ويعني هذا ان التفجيرات كانت متعددة ومتزامنة تقريبا وموجهة الى اهداف بارزة ونفذها من يشتبه انهم متشددون اسلاميون لقتل عدد كبير من الضحايا.

وصرح وزير العدل الامريكي البرتو جونزاليس يوم الاحد الماضي بان الهجمات التي وقعت في لندن وشرم الشيخ لها "شكل" تنظيم القاعدة لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وعلق الجنرال راسل هاوارد الخبير بشؤون الارهاب في الجيش الامريكي والذي تقاعد الشهر الحالي قائلا "الاكتفاء بقول (القاعدة) شيء أكثر سهولة."

واضاف هاوارد الذي كان يرأس برنامج مكافحة الارهاب في اكاديمية وست بوينت العسكرية "اذا بدأت تشير الى كل الجماعات المرتبطة بالقاعدة والعمليات التي تنفذ بتكليف منها ونيابة عنها وباسلوبها فانت تزيد كثيرا من صعوبة شرح الكيفية التي سنهزمها بها وثانيا انت تقر باحتمال انك لا تعرف في واقع الامر من يفعل ماذا ولاي سبب."

ورغم سلسلة من الاعتقالات لبعض المشتبه بهم والادلة الجنائية عن بعض المفجرين يقول مسؤولون وخبراء في مكافحة الارهاب ان من السابق للاوان تحديد المسؤول عن تفجيرات لندن التي وقعت يومي السابع والحادي والعشرين من يوليو تموز الجاري وتفجيرات شرم الشيخ التي وقعت في 23 يوليو تموز. وراح اكثر من 100 قتيل ضحية تلك الهجمات.

واعلنت الشرطة البريطانية ان الرجال الاربعة الذين نفذوا هجمات السابع من يوليو تموز في لندن هم مسلمون بريطانيون من بينهم ثلاثة ينحدرون من اصل باكستاني وانها تسعى لتحديد ما اذا كانت لهم صلة بمتشددين في الخارج.

وفي مصر اعتقلت الشرطة 25 من البدو وذكرت مصادر امنية انها تبحث عن 50 "ارهابيا دوليا معروفا" لاستجوابهم منهم خمسة باكستانيين.

ويشير اسم تنظيم القاعدة في الاصل الى "قاعدة" اساسية للمتشددين يقودها اسامة بن لادن المتشدد الاسلامي السعودي المولد الذي يعتقد انه يختبيء حاليا في مكان ما بالمنطقة الوعرة على الحدود بين باكستان وافغانستان.

لكن القاعدة اتسعت حاليا لتشمل فروعا اقليمية مثل الجماعة الاسلامية في اندونيسيا وجناح تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين في العراق الذي يقوده الاردني المتشدد ابو مصعب الزرقاوي فضلا عن جماعات تربطها بها صلات غير وثيقة وبعض الجماعات الاخرى التي تستلهم افكار ابن لادن.

ويقول خبراء انه يصعب غالبا تحديد مدى التأثير المباشر للقاعدة على الجماعات الاسلامية المحلية.

وصرح مسؤول حكومي امريكي طلب عدم الكشف عن اسمه بان كل مسؤول في الحكومة يستخدم كلمة القاعدة للدلالة على شيء مختلف بدءا من الجماعات المتشددة التي لا تتبع تنظيما مركزيا وحتى ابن لادن نفسه.

وذكر كبار المسؤولين في الادارة الامريكية من أول الرئيس جورج بوش وحتى مدير المخابرات المركزية بورتر جوس ان القاعدة اصبحت اقل مركزية بكثير منذ هجمات11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة وذلك لعدة اسباب منها ان اكثر من ثلثي زعمائها المعروفين في ذلك الوقت قتلوا او اعتقلوا.

وقال مسؤول امريكي آخر متخصص في قضايا الارهاب لكن ليس مصرحا له بالحديث للصحافة ان المسؤولين عن مكافحة الارهاب كانوا يستخدمون عبارة "القاعدة والمتطرفين المرتبطين بها" كتعبير "مختزل" لوصف هذه الجماعة التي ليس لها هيكل تنظيمي محدد.

واضاف معلقا على تصريح وزير العدل الامريكي "ربما كان ما ذكره جونزاليس اختزالا للاختصار الذي نستخدمه. يوحي هذا بانهم (المهاجمون) مرتبطون بالقيادة المركزية لكنه لا يعني ان المجموعة المركزية هي التي حركت خيوط الهجمات وقالت (اريد ان تنفجر ثلاث قنابل في هذا التاريخ المحدد)."

وذكر روجر كريسي الخبير في مكافحة الارهاب الذي سبق ان عمل بالبيت الابيض في ادارة بوش ان المسؤولين يستخدمون اسم القاعدة بطريقة فضفاضة لدرجة يصعب معها القاء الضوء على القيادة الفعلية للهجمات والهيكل الذي يسيطر عليها.

وقال "السيطرة على العمليات موضوع ضخم. توضيح هذا الجانب يرد جزئيا على السؤال المتعلق بما اذا كانت الهجمات بأمر من القاعدة ام بوحي منها."

واضاف "لدينا هذه الكيانات الاقليمية وقد تكون مرتبطة او متصلة رأسيا,لا أعتقد اننا نعرف بعد. ما زال الكثير مجهولا في هذا الشأن. وقد تكون القاعدة مجرد مصدر الهام لها (للهجمات)."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى