القارب الذي حمل زينب خاتون والعبادي وأسمهان العلس والسقاف

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
إنه قارب المدنية والمدينة التي تلتقي مع المدن العربية في منظمة إقليمية ومع المدن العالمية في منظمة عالمية وتلتقي مع منظمات دولية معنية بالثقافة والعلوم والآثار، وعلى تلك الخلفية تأسست الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار وفرعها في عدن، وتشرفت الجمعية برئاسة د. هشام السقاف وأمينها العام الميمون د. أسمهان العلس.

سبق وأن أعلنت الجمعية أمنيتها بأن تعلن عدن مدينة آثارية تتم من خلالها رعاية وصيانة كل مبنى قديم، وهي ظاهرة عربية ودولية، وكم مدينة عربية وعالمية تفاخر بمبان قديمة تضم برلمانات وجامعات ومصارف ومستشفيات عريقة، وتوفرت سبل نجاح ذلك بتجانس دول المؤسسات ومؤسسات المجتمع المدني التي ينظمها القانون.

أما الراكب الثالث في القارب فهو الأخ حسين عبدالرحمن العبادي، القائم بأعمال المدير العام لفرع المؤسسة العامة للنقل البري بمحافظة عدن، الذي أماط اللثام عن مخطط همجي بربري يستهدف المصالح العامة لصالح المصالح الخاصة التي ضخمت الجيوب والأرصدة الخاصة في بنوك الداخل والخارج، والأخ العبادي رجل شفاف وإن كان قبيلياً إلا أن التيار المدني جرفه بقوة.

لقد كشف العبادي أن هناك محاولة للتعدي على موقع مكتب الشحن التابع لفرع المؤسسة في مديرية الشيخ عثمان، وهو من الأصول الثابتة التي آلت لملكية المؤسسة بموجب القانون رقم 15 لعام 1975م الخاص بإنشاء المؤسسة، والمبنى موثق في السجل العقاري برقم (3629) وفي سجلات أراضي وعقارات الدولة ومكتب الأشغال العامة بالمحافظة، والأهم من هذا وذاك أن مساحته (7446) متراً مربعاً وهنا بيت القصيد .. هنا يسقط القانون وتنحدر القيم وتحل محلها قيم أخرى فاسدة وهي «قيم الزلط» قاتلها الله.

تتجلى القيمة الأثرية والتاريخية للمبنى المذكور أنه كان أول مستوصف طبي في مدينة الشيخ عثمان، وأسسه (النصارى الكفار) لصالح فقراء المسلمين عام 1889م، أي قبل 116 عاماً، وإن مبنى مثل هذا في الخارج يصبح ملكية عامة مقدسة، والشواهد لا حصر لها ومنها شراء بلدية غرناطة في أسبانيا للدار الريفية التي كان يقيم فيها الأديب العالمي لوركا عام 1985م ودفعت الثمن لأسرته ليصبح متحفاً يرتاده الزوار بالآلاف سنوياً (راجع مجلة «الثقافة العالمية»- العدد 41 - يوليو 1988).

أما الراكبة الرابعة في القارب فهي زينب خاتون، وقد قرأت حكايتها في مجلة «الشرق الأوسط» (العدد 228-7 نوفمبر 1990م)، واستناداً لبيانات رسمية فإن زينب خاتون كانت آخر مالكة للمنزل الكائن في حي الباطنية بمدينة القاهرة، ويعود المنزل إلى العصر المملوكي، وكان يملكه متقال الودوني، وفي عصر محمد علي اشترت زينب خاتون (عبدة محمد بك الألفي) المنزل بعد عتقها في 12 يناير 1836م.

يعتبر منزل زينب خاتون من ضمن الآثار الإسلامية التي آلت لهيئة الآثار المصرية، وخضع ذلك المنزل لأعمال الترميم، وبينما كان أحد العمال يقوم بإزالة قطعة حجر متآكلة من حائط الحجرة بضربة قوية من فأسه تساقطت قطع الذهب التي كانت في جرة داخل الجدار.

وفقاً لقانون الآثار المصري يعتبر الكنز ملكاً عاماً ممثلاً في هيئة الآثار المصرية، وفيما لو ظهر أحد ورثة المذكورة فسينال قيمة القطع الذهبية بسعر اليوم، أما الكنز فسيتم عرضه ضمن معروضات المتاحف المصرية.

آمل أن أكون قد وفقت في عرض الصورة المؤلفة من القارب وركابه الأربعة في سياق الدعوة المدنية الحضارية للحفاظ على آثارنا ومعالمنا، فقد عز علي أن أسمع من الباشمهندس عبدالرحمن البصري أن ما يجري في عدن هو هدم وبناء، أما اللمسات الجمالية المعمارية فقد أصبحت في خبر كان وكان يا ما كان في قديم الزمان يا سادة يا كرام، وأما في حاضر الزمان فإننا وسط قوم لئام.

كان الله في عون الناس الطيبين أمثال م. معروف عقبة ود. أسمهان العلس ود. هشام السقاف ود. مرشد شمسان ود. رجاء باطويل والرجل الطيب حسين العبادي وكل الطيبين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى