رغم مرور خمسين عاما طائرة التجسس يو 2 لا زالت تقوم بمهامها

> كوريا الجنوبية رويترز :

>
طائرة التجسس يو 2
طائرة التجسس يو 2
حين تقترب الطائرة يو 2 السوداء بمقدمتها الطويلة من الارض تنطلق سيارة رياضية في اثرها..ربما يبدو الامر مثل مشهد في فيلم حركة باهظ التكلفة غير ان هذه المطاردة تتكرر عدة مرات يوميا في حفنة قواعد بمواقع استراتيجية في العالم.

انه جزء مهم وفريد من مهمة روتينية ساعدت على استمرار تحليق واحدة من اكثر الطائرات صعوبة من حيث القيادة وذلك طوال نصف قرن لتجمع معلومات سرية للمخابرات والجيش الامريكي.

ويقول اللفتنانت كولونيل سكوت جونسون قائد سرب التجسس الخامس المعروف باسم (القطط السوداء) "نفحص شيئا في مكان ما ونساعد شخصا في اداء وظيفته او مهمته بشكل مباشر جدا." وخلال زيارة نادرة لمقر السرب في قاعدة اوسان الجوية في سول صرح جونسون (42 عاما )"من الصعب اخفاء اي شيء عنا ويمكن ان يكون امر جيدا جدا على ما اعتقد. يدفع الجميع للتحلي بالصدق."

وصممت الطائرة في الاساس من اجل وكالة المخابرات المركزية ولم يتم الكشف عنها كطائرة تجسس,وحلقت الطائرة يو 2 رسميا لاول مرة في الثامن من اغسطس آب عام 1955 ونفذت عدة مهام في غاية السرية ابان الحرب الباردة فوق الاتحاد السوفيتي لتقييم مدى تقدم الصواريخ التي تصنعها موسكو.

وفي الأول من مايو ايار 1960 زال ستار السرية عقب اسقاط الاتحاد السوفيتي طائرة يو 2 يقودها الطيار جاري باورز وحاكمته. وفي البداية زعمت واشنطن انها طائرة مدنية للارصاد الجوية خرجت عن مسارها ولكن الرئيس دوايت ايزنهاور اعترف لاحقا بانها ضرورة حيوية لتفادي هجوم مفاجيء على غرار بيرل هاربور.

واطلق سراح باورز فيما بعد في عملية تبادل جواسيس في برلين المقسمة.

وهذه الايام ليس هناك من ينفي وجود الطائرة يو 2 رغم ان جزءا كبيرا من عملها لا يزال سريا. وتحدث طيارو السرب بصراحة عن خطر قيادة مثل هذه الطائرات العتيقة والضعيفة وتكلموا باستفاضة عن التحليق على ارتفاعات عالية حيث يرون ظلمة الفضاء من فوقهم.

ويقول الميجر برايان ديكنسون (35 عاما) "المنطقة التي تغطيها الطائرة يو 2 تحديدا سرية بالفعل."

واشار جونسون لمهمات سابقة في حربي الخليج الاولى والثانية. ولقي قائد طائرة يو 2 حتفه حين تحطمت في الامارات عقب مهمة في افغانستان.

ومن المرجح ان تكون الطائرات استخدمت في عمليات مراقبة في جميع الصراعات التي شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل ما على مدى الاعوام الخمسين الماضية.

ويقول جون بايك مدير موقع جلوبال سكيوريتي دوت اورج للسياسة الدفاعية "اعتقد انه ليس هناك من شك في ان يو 2 لا زالت تعمل ضد اهداف مثل ايران وكوريا الشمالية. تمنح قدرات مستمرة للتجسس لا تتيحها طائرات واقمار التجسس بكل بساطة."

وتقول كوريا الشمالية انها تمتلك اسلحة نووية وتصنع المزيد وتتهم الولايات المتحدة بانها ترسل طائرات يو 2 من المنطقة منزوعة السلاح القريبة التي تقسم شبه الجزيرة الكورية للتجسس على مواقع استراتيجية على اراضيها.

وفي اوسان تفحص فرق مدنية وعسكرية الطائرة واجهزة الاستشعار السرية للغاية على متنها في حظائر سرب القطط السوداء.

وفي مكان اخر يطلع ضباط المخابرات والعمليات الطيار على مهمته قبل ان يتوجه لاخصائي نفسي لفحصه طبيا ثم يرتدي بزة فضاء تتكلف 250 الف دولار ورغم ان البزة تلغي الحواس وتضعف الحركة غير ان الطيارين يتكيفون معها.

ومن بين 80 طيارا يقودون طائرات يو 2 في جميع انحاء العالم توجد ثلاث قائدات وتقول الميجر ميريل ديفيد(34 عاما ) عن بزة الفضاء "لا اعتبرها امرا سيئا اعتقد انها تشبه ارتداء بزة ودخول كشك للهاتف لمدة ساعتين."

ويتنفس الطيارون الاوكسجين النقي داخل البزات لمدة ساعة قبل الاقلاع وخلال المهمة لخفض نسبة النيتروجين في الدم من اجل تقليل خطر تراكم فقاعات غاز النيتروجين في الدم ومن ثم الوفاة.

كما ان عملية الاقلاح تحتاج إلى جهد منسق لفريق العمل نظرا لطول اجنحة الطائرة المليئة بالوقود حتى انها تميل عند نهايتها ويجري دعمها باطارات تسقط حين تقلع الطائرات. وتجمع شاحنة الاطارات بعد ان تحلق الطائرة بعيدا.

ويقول ديكنسون "تزدحم الساعة الاولى من الرحلة بالمهام حيث نقوم بتشغيل جميع اجهزة الاستشعار واستكمال جميع عمليات الفحص."

والارتفاع الذي تصل اليه الطائرة يو 2 سري ولكنه يزيد عن ارتفاع الطائرات التجارية اكثر من مرتين. ويقول "يمكنك ان ترى جزءا كبيرا من العالم,الطيران على هذا الارتفاع بمفردك يمنحك احساسا حقيقيا بالرضا."

ويتاح للطيارين وقت للقراءة او الدراسة على نحو متقطع عند تشغيل الطيار الالي ولكن يكونون على اتصال دائم بالارض او عند تحويل المسار.

وعلى الارجح تكون الساعة الاخيرة هي الاكثر صعوبة بالنسبة للطيار المنهك. اذ ينبغي ان تهبط الطائرة على اطارها الخلف وتنزلق فعليا حتي تتوقف ويحتاج الطيار للسيارة التي تلاحقه لاجراء عد تنازلي إذ لا يمكنه ان يرى المهبط لطول مقدمة الطائرة.

ويقول عسكريون ان الطائرة يو 2 لا تزال ذات اهمية حيوية رغم انها اقدم من اعمار اي من طياريها ومن الصعب التعامل معها.

وتقول ديفيد "مازلنا نقوم بعملنا بعد خمسين عاما. ورغم الانظمة العتيقة فلازلنا ننجز مهامنا."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى