مدرسة عبدالرحمن سعيد

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

> هكذا هم أصحاب الهمم العالية والأخلاق الرفيعة والإخلاص الحقيقي دائماً مايأتون بشيء جديد يبتعدون خلاله عن المديح المزيف والمصالح الذاتية الضيقة.. نعم ليس بجديد على الكابتن عبدالرحمن سعيد أن ينشىء مدرسة للنشء تعنى بتدريب النشء والأشبال وتلقنهم أبجديات كرة القدم وقوانينها الأولى.

هذه الفكرة لعلها الأولى على مستوى الوطن بجهود ذاتية من ملك الكرة اليمنية، ودائماً هو كذلك متفرد في كل شيء، في أخلاقه ولعبه.. بل وأفكاره.. هذه الفكرة كان المفروض أن تبدأ بها الأندية لكنها للأسف مشغولة بالدوري العام وباللاعبين الجاهزين دون الاهتمام بالقاعدة التي ستوفر أموالاً طائلة للأندية بسبب استقدامها للاعبين من الخارج.

لذلك جاءت هذه الفكرة التي تناولتها «الأيام الرياضي» في عدد الأسبوع الماضي بقلم زميلنا العزيز فؤاد العوسجي كبادرة مهمة كان لعبدالرحمن سعيد قصب السبق فيها، رغم أنها تجربة ليست بهينة، وتحتاج الى الدعم والوقت، ولكنه كذلك سيظل نجمنا ابن سعيد، الذي عرفته لاعباً للأهلي الساحلي ثم للأهلي الصنعاني وقائداً لمنتخبنا الوطني الأول لم يسء يوماً إلى أحد، وكان مثالاً يحتذى به في الملعب.. هكذا كلنا شاهدناه ثم سنحت لي الفرصة للإلتقاء به عن كثب مع منتخب الشباب في ماليزيا العام الفارط، حين كان مساعداً للكابتن أمين السنيني مدرب المنتخب، عندها زاد احترامي لهذا الرجل الخلوق والمؤدب.

كان عبدالرحمن سعيد قدوة في أداء الصلوات الخمس وفي الالتزام بالمواقيت والتمارين وفي علاقاته مع اللاعبين بل كانت له ميزة جميلة جداً وهي انه يؤثر الاخرين على نفسه، رغم أنه نجم دولي، ولايدخل أي موقع الاّ بعد إتمام دخول جميع اللاعبين، بل والإداريين والإعلاميين، لذا كان الاخير في كل شيء حتى يطمئن على جميع افراد البعثة وكأنه رئيسها ، كما لفتت انتباهي ثقافته العالية ومتابعته لجميع الاصدارات الرياضية وغير الرياضية في الوطن فلم أكن أكمل له السؤال عن إصدار معين لمطبوعة معينة إلاّ وكان يرد بالقول: نعم موجودة معي ومحتفظ بها، حتى عندما سافر مع المنتخب ترك أحد أصدقائه يحتفظ بنسخ من الصحف الرياضية في الوطن له حتى حين عودته، وأبرزها طبعا «الأيام الرياضي».

إن رجلاً بهذه الصفات والتواضع حري بنا أن نهتم به ونفرد له مساحة من الحرية ليطلق العنان لمواهبه الكبيرة.. لذا كان اختياره من قبل الاتحاد العام مرة أخرى مساعداً للكابتن أمين السنيني أمراً مستحسناً وفي موقعه.. وبقي أن يهتم الاتحاد بإيفاد عبدالرحمن سعيد إلى دورات خارجية في مجال التدريب ليصقل مواهبه في هذا الجانب ويستفيد، وكذلك العديد من الشباب الذين تبدو مداركهم متفتحة مثل الكابتن شرف محفوظ عقب اعتزاله والكابتن عبده حاج باخلة والكابتن حسن صالح مسجدي خريجي كلية التربية الرياضية بجامعة حضرموت وغيرهم.

وإنطلاقاً من فكرة عبدالرحمن سعيد بات من الضرورة أن تعي الأندية أهمية تعليم النشء أبجديات الكرة، والإهتمام بهم في مراحلهم الأولى خاصة في ظل غياب دور المدرسة للقيام بتلك المهمة التي نفذها عبدالرحمن سعيد في مدرسته الخاصة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى