مواطنون لـ «الأيام»: ارتفعت الاسعار وغابت الرقابة

> «الأيام» فردوس العلمي:

> ساعات محدودة قضيتها في بعض الأسواق وداخل المحلات التجارية ومحلات بيع المشروبات وبين شرائح مختلفة من أهالي محافظة عدن.. استطلعت خلالها آرائهم ومعاناتهم في ضوء التسعيرات وسعيرها وجشع البعض في عدم الاكتفاء بالربح وخلق الفوضى في السوق.. هذه الشرائح تركناها تتحدث دون تدخل أو رتوش لتصل الى مسامع ولاة الأمر.

المواطن محمد شمسان، حول استفساري عن ارتفاع الأسعا،ر رد مسرعاً:

- يا أختي ايش بنقول ومين يسمع؟ الحكومة عاملة أذن من طين والثانية من عجين نسمعها تقول مافيش زيادة في الأسعار مع أن الزيادة موجودة في كل حاجة، والكل حاسس فيها ولكن على ما أعتقد أن أصحاب القرار لا ينزلون إلى السوق وكل حاجاتهم مستوردة من الخارج فكل شيء ارتفع ثمنه: المواصلات، الراشن، السمك، الدبة الغاز والقائمة طويلة. نشوف أصحابنا ينزلوا يعملوا حملات على المحلات التجارية ولكن مافيش فائدة، يدوّروا على النمل وما يشوفوا الفيل .. كل شيء ارتفع ثمنه ما عدا هذا الإنسان المسكين.

أخلاق زيد، فتاة في العقد الثاني من العمر، تصرخ من تعب المواصلات تقول: اغيثونا! المواصلات قسمت الظهر فتصوري أصحاب الباصات يأخذوا منا 35 ريالا، والبيجوت من الشيخ الى البريقة يأخذ 80 ريالا فمن نصدق؟ المسائيل يقولوا حاجة والواقع حاجة ثانية.

أم منى قاسم تقول ما نعرف كيف بانعيش، الغلاء زاد ونحن بانتظار الزيادة حق الراتب، ايش نقول خلاص يا ابنتي هذا نصيب والشكوى لغير الله مذلة.. تركتها وهي تصرخ: معلا يا ابني. استقلت الباص لتخوض تجربة جديدة في ارتفاع الاسعار.

في سوق الزعفران المزدحم بالبشر تحدث الأخ سمير أبو وائل لمعرفة انطباعه عن ارتفاع الأسعار، فأجاب: لا توجد ضوابط تحكم هذه المحلات التجارية الصغيرة أو حتى الكبيرة، فالأسعار تختلف وتتفاوت بين محل وآخر وأبسط مثال تونة الغويزي يختلف سعرها فمحل يبيعها 160 ريالا ومحل 180 بينما تصل في محلات أخرى إلى 200 ريال. والغريب أن سعر الروتي لم يتغير ولكن حجمه صغر والسبب في كل هذا عدم وجود الرقابة ولا المحاسبة.

واصلت السير إلى سوق الطويل لرصد انطباعات الناس ومعرفة آرائهم في شيء يمس حياتهم اليومية، وأمام مشرب لبيع عصير الليمون وقفت لتناول العصير وقبل أن أكمل طلبي قل لي بائع الليمون القلص بـ 15 ريالا، سألت عن سبب ارتفاع الليمون رد احد الشباب بجانب المشرب هو الآخر يروي ظمأه: نشرب رغم ارتفاع السعر من 10 إلى 15 ريالا وفي الأيام الأولى وصل سعره إلى 20 ريالا. ويضيف: في بعض المشارب صاحب التعديل في السعر تعديل في حجم القلص، إذ أصبح أصغر حجما وأصحاب الكفتيريات يبيعونه 20 ريالا والبعض 30 ريالا حتى (التريب) ارتفع سعره وأصبح 30 ريالا وهناك بعض المشارب علقت التسعيرات الجديدة وهو ما يؤكد عدم وجود الرقابة.

بائع الليمون في المشرب فائز محمد قاسم يقول: نحن لم نرفع الأسعار بمزاجنا ولكن كل شيء ارتفع: الليمون والسكر، وكل المشارب رفعت السعر لهذا السبب. وفي المشرب المجاور يقول البائع طلال أحمد حسان ايش نعمل رفعنا السعر فكل شيء ارتفع حتى الثلج ارتفع، كنا نأخذ الثلج بـ 100 والأن ارتفع إلى 180 ريال إضافة إلى السكر والليمون.

عبدالجبار البخيتي من شرطة كريتر يقول: مشارب الليمون ومقاهي الشاي رفعت أسعارها ووصل السعر إلى 15 ريالا لليمون أو الشاي الحليب بعد أن كان بعشرة ريالات. ويعاتب البخيتي الغرفة التجارية لعدم ضبطها للمخالفين في التسعيرة.

لطفي عبيد، سائق سيارة (إنجيز) يقول: الزيادة في الأسعار وقفت حالنا وكلما سمعنا عن الزيادة في الرواتب نعاني من الغلاء، والأسعار تشتعل لتحرق المواطن قبل أن ينعم بالزيادة المرتقبة، فكل شيء ارتفع والشغل لم يعد مثل الأول فالناس بطلت تأخذ إنجيز.. وعلى ذكر الانجيز سألت من باب الفضول عن أجرة المشوار أجاب من قبل المشوار من عدن إلى الشيخ 400 أو 500 ريال والآن أصبح 700 أو 800 ريال والمشوار من عدن إلى المعلا 300 والبعض 400 ريال والمشوار الداخلي 200 ريال. ويضيف: فين نروح فبسبب ارتفاع الأسعار توقف أغلب المواطنين عن أخذ الأنجيز ونحن منتظرون الزيادة في الراتب ولا ندري متى بتوصل ونخاف أن تكون كلاما في الهوى .. ايش الحل؟؟

كثير من البقالات والمحلات التجارية والسوبر ماركت رفعت أسعارها ورغم الحملة التي تقوم بها قيادة المحافظة ومسؤولون في السلطة المحلية بالمديريات إلا أنها لم تردع هؤلاء.

وفي إحدى البقالات صرخ صاحبها عندما رأى الكاميرا وقال: كفاية، شوفوا التجار الكبار، نحن صغار وإذا زيدنا نزيد خمسة أو عشرة ريالات فنحن أيضاً معنا أسر وعلينا واجبات، الحكومة تقول إن السلع الضرورية أعفيت من الجمارك ولكن رغم هذا نشهد زيادة في أسعار الجملة فكيف نعمل؟؟ أرجو أن لا تنشغلوا بالبحث عن البردعة وتسيبوا الحمار يتبردع في الأسواق دون رقيب. وآخر يقول نحن رفعنا الأسعار ولكن لسنا السبب، فكل شيء زاد. وعن أهم السلع التي ارتفع سعرها يقول أنا محلي صغير على باب الله كنت أبيع الكيلو السكر 80 والآن 90 ريالا، وأصبح سعر الزبادي 35 وصابون القط 130 والجبن أبو ولد 15 إضافة إلى البيض 15 ريالا، والحليب النجوم أو اليماني 45 ريالا وقد كان 30 ريالا، وحليب الشاي 60.

ويتذمر صاحب البقالة من سؤال له عن سبب ارتفاع الأسعار: نحن لم نرفع ولكن فرض علينا من قبل التجار والموزعين، فكل شيء زاد سعره فالشراب المحلي كنا نأخذ الصندوق 480 ريالا والآن 550 ريالا ولا ندري الزيادة من التجار أو من الموزعين؟

أمل عوض تقول: اسمعي يقولوا الأسعار ترتفع لأنها تأتي من الخارج يعني مستوردة، طيب المحلي ليش يرتفع سعره؟ تصوري حتى البقل ارتفع سعره وصار 20 ريالا والشراب المحلي 30 ريالا والفاصوليا والفول العلب 60 أو 55 ريالا، فأصبحنا نشتري فاصوليا مفور من المقاهي وهي الحاجة الوحيدة التي لم يرتفع سعرها ولكن خف وزنها.

الشاب محمد طالب، مقيم في اليمن للدراسة، يقول: والله نحن نعاني من ارتفاع الاسعار فنحن مجموعة من الطلاب وأغلب أكلنا من المطاعم والمقاهي ولكن الأسعار أصبحت نار وتختلف من مقهى لآخر، فلا توجد رقابة على التسعيرة ولا تحديد، فقيمة الفاصوليا للشخص الواحد تختلف ويتراوح ثمنها ما بين 60 و 80 ريالا، ورغم ارتفاع سعرها نقصت الكمية والسندوتش الجبن والزبدة القرص 40 ريالا والخبز مع البيض 50 ريالا والخبز لحاله 20 ريالا رغم صغر حجمه، وهذا ظلم حتى القرص الروتي عامل رجيم كل يوم ينقص وزنه، والله نخاف يأتي يوم نحصل عرف الروتي فقط، والروتي الصندوق الله يرحمه أصيب بالسل. ويسأل: ليش يرفعوا السعر مادام إنهم بينقصوا الكمية؟ هذا والله الجشع بعينه.

صاحب كافتيريا لبيع الشوارمة يقول نبيع سعر القرص الشوارمة الصافي 60 ريالا والمخلوط مع السلطة 50 ريالا. وعن سبب الزيادة يقول نشتري الكرتون 405 ريال بمعنى زيادة 30 ريالا في الحبة.

أحد التجار في رده على سؤالي لماذا ترفعون الأسعار، في الوقت الذي أعفت فيها الحكومة السلع الضرورية من الجمارك؟

- لا يرتبط سعر المواد بأسعار الجمارك ولكن ترتبط بشكل أساسي بسعر الدولار، وهو يرتفع بشكل مستمر ولا يوجد له سقف محدد.

مواطن: أيش هذه الدولار غول والله أصبح هو الحاكم والمتحكم فينا والبيت بيته، مسكين والله الريال، الأخضر يحكمه، صدق والله لا كرامة للريال في بلده.

وأمام محل بيع غاز الطبخ سألت البائع بكم الإسطوانة الغاز قال «500» ريال، فقلت له إن سعرها محدد بـ 400 ريال، قال نحن نشتريها من المحطة 420 ريالا و80 ريالا لا تساوي تعبنا في الطلوع والنزول من العمارة وحمل الدبة وفي بعض الأحيان نطلع خمس أو ستة أدوار بكم نبيع الدبة، حرام لو بعناها بأقل من 500 ريال.

من وسط نيران اشتعال الأسعار نقلنا لكم الواقع بكل معاناته وألمه دون رتوش، ونقول لكم إن ارتفاع الأسعار المجنون مرض أصاب الكثير من المحلات التجارية والبقالات، وانتشرت العدوى إلى أغلب مناطق الوطن، ولكن مع ذلك نرى محلات ومقاهي مازالت تعمل بالأسعار القديمة ولم تنجرف في هذا المد الجنوني، وهذه المعاناة صادفت الكثير من التساؤلات من قبل المواطن عن دور الرقابة والمحاسبة لهؤلاء الذين يتاجرون بقوت المواطن الضروري، فجميع الاصناف المصنعة محلياً ارتفع سعرها .. ونحن بدورنا نسأل اين القائمون على حماية المستهلك؟ أين دور الغرفة التجارية وإدارة الأمن في ضبط السوق ومحاسبة المتلاعبين بالأسعار فالكل يعاني من نارها؟

وأكثر ما آلمني في هذه الجولة منظر طفلة صغيرة مع أختها عندما مدت يدها الصغيرة وهي تقبض على خمسة ريالات لصاحب البقالة طالبة منه (حبتين) نعنع أبو عود، ناولها صاحب البقالة (حبة) ونظرت إليه تسأله باقي حبة، صرخ صاحب البقالة في وجه الصغيرة الحبة بخمسة ريالات .. ورغم طفولتها البريئة رفضت الواقع وأخذت نقودها وانطلقت تبحث مع أختها الصغيرة عن صاحب بقالة أخرى لعله مازال لديه ضمير. صرختُ في وجه البائع وأخذت النعنع وخرجت خلف الصغيرة وأختها، ولكن لم أجدها فقد أسرعت تسابق قطار الغلاء المجنون قبل أن يصل إلى البقالة الأخرى فإلى أين ستصل وهل ستحصل على مرادها؟ سؤال لم أجد له إجابة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى