غضب ملاك

> «الأيام» شويكار عبده خليل / عدن

> جاءني طفل صغير حافي القدمين وثيابه البالية لا تكاد تغطي جسده الهزيل، وبعيون واسعة دامعة نظر إلي بحيرة وهمس لي بصوت متعب: أنا طفل كنت ألعب مع أخوتي وأمي ترضع أخي الصغير وأبي كان يضحك ويمزح معنا، وكانت الفرحة تملأ بيتنا الصغير، وثم .. صمت قليلاً كانه يريد أن يمحو ذكريات أليمة ومسح عينيه بيده الصغيرة الهزيلة.. وتابع قائلاً: سمعنا صوت دوي عنيف وصحوت لأجد نفسي وحيداً .. بلحظة ضاعت ضحكات أخوتي وهمسات أبي وغناء أمي، وأصبحت ذكرى. وأطلق تنهيدة طويلة وأردف يقول: لا أدري لماذا رحلوا ولم يأخذوني معهم؟ لا بد أني معاقب.. فقد صرت أهيم على وجهي أبحث عنهم. لم يعد لي بيت، وأصبحت يتيما شريدا، وعندما أبكي لا أشعر بدموعي فقد تبخرت كما تبخرت طفولتي.

أعلم بأني طفل، ولكني قاسيت وعانيت وشربت قطرات المطر لأسكن جوعي، ونمت بالعراء، وفي الليل البهيم أرى أشباحاً تحوم حولي، ويخفق قلبي كالطير الصغير من الخوف، وأغطي عيوني حتى لا أرى، وأنام من الخوف والبرد والتعب وأنا أنادي أمي لتحضني لأشعر بالأمان، وفي النهار أصحو على أشعة الشمس وهي تحرقني وتحرق قدمي العاريتين، وأبحث بعيوني عن أبي لعله يحملني فوق كتفيه حتى لا تحترق قدمي العاريتين.

وانفجر غضب الملاك الصغير وقال وهو يضرب بقدميه الصغيرتين الأرض هذه هي حكايتي.. فأين الحقيقية؟ أين العدالة في هذا العالم وفي هذا الزمن؟ .. فهل من رد على أسئلة طفولتي الضائعة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى