جوبينو ج. أ.

> «الأيام» ابوبكر السقاف:

>
ابوبكر السقاف
ابوبكر السقاف
جوبينو ج.أ .(14/7/1816 - 13/10/1882) عالم اجتماع فرنسي وكاتب متفلسف ومستشرق هوي (غير محترف)، وكان دبلوماسياً مثّل فرنسا في اليونان وإيران والبرازيل والسويد، وهو واحد من الذين أنذروا وتحدثوا في أفول الحضارة الغربية. وهذه هي الفكرة الأساسية في عمله الأساسي في عدم المساواة بين الأعراق البشرية، وقد واصل بصورة جذرية تفسير التاريخ الإنساني بايولوجيا. فأول عامل في الحضارة إنما هو العرق، ولكن لا يمكن المحافظة على نقائه لفترات طويلة، وهذا سبب قصر عمر الحضارات، «فالخلط العرقي» يدمر وحدة أسلوب الحياة، ويقود إلى «انحلال الإنسان»، وبعد ذلك إلى انهيار كل البنى الاجتماعية. ويجعل جوبينو «تراتب الأعراق» مسلمة ثابتة، فالزنوج حسّيون بصورة كلية، ولا يقدرون على ضبط سلوكهم بوساطة العقل، والعرق الأصفر مغموس في النفعية، ولذا فهو لا يعرف الاندفاع البطولي وتحقيق المآثر السامية. «والعرق التاريخي» الوحيد هو العرق الأبيض. وقد احتكر هذا العرق في البداية الجمال، والعقل، والقوة، وحيثما بزغت الحضارة في أي زمان فإن الدم الأبيض يشارك في صنعها. ولكن العرق الأبيض ليس كله كامل النقاء، إذ تمثله تنويعات ثلاثة: الحاميون، والساميون، واليافثيون. والمجموعة الأولى والثانية كانتا أقل ثباثاً وقدرة على الاستمرار، فاختلطتا بالعرق الأسود. ويستولد جوبينو من اليافثيين «العرق الآري»، وينسب إليه أفضل ما على الأرض، إنه عرق للسيطرة، فهو مخلوق لها وهو أقوى الأعراق فيزيائياً، ويملك طاقات استثنائية، وقوة جبارة غير هيابة ومبدعة، ولأن الآريين كانوا على وعي باستثنائيتهم فقد حرصوا على قيام تراتب اجتماعي صارم وقاس، كما هي الحال في نظام الطوائف في الهند القديمة. إن عدم اتساق النظرية العرقية، والبداهات التي تبين بطلانها لم تنل أي اهتمام عنده، فهو مثلاً يرى أن الحرب الفارسية اليونانية «كذبة بشعة»، فإن الداريين واكسرزيس لا يمكن أن يكونوا أسواُ من اليونانيين الذين اختلطوا بالساميين (تاريخ الفرس 1869) أما النهضة، أي عصرها، فإنه عنصر انحلال بسبب تدهور الأعراق البشرية. ونزاوته التاريخية تبلغ ذروتها في كتابة «أوتار بارلا وذريته» (1879) والكتاب رواية خيالية تسرد تاريخ شجرة نسبه، وأصلهاو فصلها (جيتالوجيا)، وترجع نسبه إلى «قرصان نورويجي» ذكرته الحوليات النورويجية في نحو العام 843.

وقد حاول جوبينو في قصيدته «أداميس»، التي نشرت بعد وفاته، أن يُحيي ملاحم الفرسان القديمة، ولعل ذلك كان تحت تأثير الموسيقي (فاجنر)، الذي صادقه في آخر سنوات عمره. واجهت تصوراته العرقية فور ظهورها نقداً مقنعاً من قبل مفكر سياسي مشهور توكفيل، ومن العالم المستشرق رينان. كانت بعض آرائه بشيراً بجوانب من فكر نيتشه. أما النازية فقد جعلت من آرائه أساسها الأيديولوجي. يوجد في كتاب كاسيرر: الدولة والأسطورة، المترجم إلى العربية، القاهرة 1972م فصل شائق عن جوبينو.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى