الهزيمة مازالت تلقى بظلالها على الثقافة اليابانية

> طوكيو «الأيام» رويترز :

>
الحرب العالمية الثانية
الحرب العالمية الثانية
بعد ستين عاما من انتهاء الحرب العالمية الثانية تتلاشى ذكريات القنابل الذرية والهزيمة في اليابان غير ان الفنان تاكاشي موراكامي يعتقد أن معاناة عام 1945 مازالت تلقى بظلالها على ثقافة البلاد,وفي كثير من الاحيان يشار إلى موراكامي على انه اكثر الفنانين تاثيرا في اليابان وقد اشتهر برسوماته ومنحوتاته المأخوذة من الرسوم الكاريكاتورية وافلام الرسوم المتحركة التي تنتجها اليابان بغزارة إلى جانب تصميماته متعددة الالوان التي تتميز بها حقائب لويس فيوتون.

وحقق مزجه المزعج احيانا بين الجميل والقبيح او المثير نجاحا هائلا في الولايات المتحدة حيث بيع تمثاله "ميس كوكو" الذي يصور فتاة عامرة الثديين بشكل استثنائي باكثر من نصف مليون دولار في صالة مزادات كريستي.

وموراكامي فنان تدرب على اسلوب المدرسة الكلاسيكية ويوظف عشرات من الفنانين والمساعدين في اليابان والولايات المتحدة ويقول ان جزءا كبير من الهامه مستوحى من ثقافة اوتاكو.

والمصطلح ماخوذ حرفيا من كلمة تعني "منزلك" واصبحت ثقافة "اوتاكو" تطلق على اعداد كبيرة من اليابانيين المفتونين بالكاريكاتير والرسوم المتحركة غالبا مايميلون للعزلة وهي الثقافة التي بدات تتسرب إلى القاعدة العريضة من المواطنين.

ويقول ان هذه الظاهرة تنبع على الاقل جزئيا من العقلية الطفولية التي شكلها الدستور السلمي الذي صاغته الولايات المتحدة لليابان المنهزمة.

وادلى موراكامي بالحديث امام تمثال "مستر بوينتي والحراس الاربعة" البالغ ارتفاعه سبعة امتار الذي نصب في الاونة الاخيرة في مجمع روبونجي هيلز الفخم في وسط طوكيو وقال "لم يعد الشعب الياباني يفكر في الحرب."

وتابع "رغم ان قواتنا ارسلت للعراق فلا نرى اي علاقة لنا بالحرب."

واضاف "اختفى مفهوم بناء الامة من خلال القوة العسكرية ونمضي ايامنا في مرح وحسب."

ويقارن موراكامي المناخ الحالي بفترة انعزلت خلالها اليابان عن بقية العالم لما يزيد عن مئتي عام وانتهت عزلتها حين ارغمتها الولايات المتحدة على الانفتاح على العالم الخارجي في الخمسينات من القرن التاسع عشر.

وقال موراكامي إن الهدوء في اليابان في فترة ما بعد الحرب يجفى جانبا اكثر اظلاما.

وولد موراكامي في عام 1962 بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب الا انه يقول ان المهانة الوطنية التي خلفتها الهزيمة حالت دون ان يبلور هويته اليابانية في مرحلة البلوغ.

ويضيف "اعتقد ان السبب هو خسارتنا الحرب وشكل الهزيمة,لم نخسر ببسالة بل استسلمنا فحسب ورفعنا الراية البيضاء."

واستسلمت اليابان لقوات الحلفاء في اغسطس آب 1945 وحكمتها قوات الاحتلال لمدة سبع سنوات تقريبا.

واضاف موراكامي "بعد الحرب اصبح لدينا ما يشبه الحكومة العميلة لبعض الوقت لتصبح اليابان دولة عاجزة عن تشكيل هويتها."

وهذا العام اقام معرضا في نيويورك تحت عنوان "الصبي الصغير.. فنون ثقافة التفجيرات في اليابان" ويعكس نظرية موراكامي التي تفيد بان الاثار النفسية للقنابل الذرية التي اسقطت على هيروشيما وناجازاكي لازالت تترك بصمتها على الفنون والسينما. ويطلق على قنبلة هيروشيما اسم الصبي الصغير.

وقال "اذا شاهدت اي من الافلام الرسوم المتحركة التي يحبها هواة هذا النوع من الفن فانها تنتهي دائما بانفجار قنبلة نووية."

واضاف "طالما تساءلت عن سبب ذلك" مضيفا انه يبدو ان هذه الفكرة اختفت في دول اخرى بعد نهاية الحرب الباردة.

ويضيف "لا اعتقد ان بمقدورك ان تفهم ذلك حقا حتى تدمر قنبلة واحدة حياتك بأسرها."

ويبدو ان نظرياته بشان فقدان الهوية اليابانية تتفق مع دعاوي نشطاء يمينيين يريدون تغيير العقلية اليابانية بتشجيع النعرة الوطنية في المدارس ولكنه يتخذ موقفا مستقلا.

ويقول "اعتقد ان اليابان كانت محظوظة. الطبيعة اليابانية تستفيد من اي خبرات تمر بها وتفكر بشكل ايجابي."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى