برلمانات الشعوب..بين الوظيفة والضمير

> علي عمر الهيج:

>
علي عمر الهيج
علي عمر الهيج
هل البرلمان وظيفة تؤدى بالحضور وإعداد المرافعات العاطفية ورفع الأيدي ومن ثم المغادرة؟ وهل تردي أحوال الناس بكل صنوفه قد غدا أمراً وخياراً حتمياً تم فيه بذل وتوظيف كل إمكانات الوظيفة البرلمانية بشكل قاطع ونهائي؟ وهل استوفت «الوظيفة البرلمانية» كل جهودها وأفكارها من أجل رفع المعاناة عن الناس، ليذهب بعدها كل برلماني لاستلام راتبه ومستحقاته ثمناً لجهوده العملية؟ وهل اكتمل الدور البرلماني وتوقفت مصالح الناس عند النقطة الأخيرة؟

مخطئ جداً من يظن أن البرلمانات هكذا تطرق وتعالج قضايا الناس.. وواهم جداً من يعتقد ويؤمن بالفكرة القائلة «لقد وظفت كل شيء من أجل الناس، لكن يداً واحدة لا تصفق.. المهم أني حاولت وحاولت وفشلت، وهذا الفشل يتحمله الآخرون».

قضايا الناس وأوضاعهم - إن كانت هناك مخافة لله وضمير- هي إعصار من العمل والأرق والتفاعل مع منظمات المجتمع المدني والخروج عن التقليدي والمألوف وإطلاق روح المبادرات الخلاقة والتحدث للحكومة والصحافة والمثقفين والنزول إلى الدوائر والحديث مع الناس، وتوعيتهم وحثهم على التقدم والتفاعل والتعبير عن قضاياهم بكل السبل السلمية البناءة التي كفلها النظام والدستور.

قضايا الناس ليست وظيفة برلمانية تؤدى بالحضور الصباحي واستسلام تقارير الحكومة .. العمل البرلماني ضمير حي لا يهدأ ولا ينام إلا باستقرار مصالح الناس، عدا ذلك فهو عمل قاصر وجهود رتيبة وضمائر نائمة.. فلو توفرت هناك إمكانية لـ «فرصة صلاح» بنسبة 1%، وذهبت هذه النسبة هباءً ثمناً للتخاذل فإن هذا - لعمري - ذنب وظلم كبير، وإني بهذا والله أخاف على المتخاذلين عذاب يوم عظيم.

فما بالنا لو أن هناك قضايا كثيرة ذات نسب كبرى للصلاح قد تذهب بعيداً عن الرعاية والاهتمام.. فإن في هذا نفورا جلياً عن الحق والصواب واعترافاً مطلقاً بالاستكانة وخذلان الناس.

يا سادتي العقلاء، هذه أمانة أخلاقية .. فقضايا الناس ليست محاضر تفتح وتغلق ليتحقق بعدها «أنا ومن بعدي الطوفان» .. قضايا الناس بصر وبصيرة مثلى، وجهد لا يعرف الذبول.. عدا ذلك فاعتراف وقبول «مشعّ ومبطّن» بمؤازرة السلب والخطايا،

اللهم فاشهد أنهم بهذا عازفون عن الصراط المستقيم، متناسين أن العاقبة للمتقين.

واللهم إني بلّغت .. والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى