اليرموك يهوي بوحدة صنعاء إلى دوري المظاليم

> صنعاء «الأيام الرياضي» أحمد الشبارة:.

>
لقطة من المباراة
لقطة من المباراة
(ما طار طير وارتفع.. إلا كما طار وقع)، هذا هو حال صقور العاصمة صنعاء، كما يحلو لجمهورهم تسميتهم، فبعد مباراة الأمس المثيرة والفاصلة التي جمعت فريق اليرموك بجاره فريق الوحدة على ملعب المريسي، لم يجد لاعبو الوحدة وجمهورهم بدا من البكاء وندب الحظوظ، بعد أن جرعهم فريق اليرموك هزيمة هي الأقسى والأمر على مر تاريخهم العريق، بفوزهم عليهم بثلاثة أهداف مقابل هدف ليعلن الوحدة صراحة أحقيته بالهبوط إلى دوري المظاليم، «وعلى نفسها جنت براقش».

مباراة الإثارة التي نقلت فضائيا ليست بحاجة إلى شرح فنتيجتها أكبر من كتابة تفاصيلها، وخروج الوحدة مكسور الجناح بعد أن كان صقرا في العلالي، فاجعة لم يعرف الوحداويون من أي الأبواب ولجت إلى عشهم العنيد بعد تفردهم في مواسم عديدة بالصدارة والمنافسة على أقراص الذهب وبقائهم منافسين على الفضة والبرونز في أضعف (الإيمان)، والآن إلى الثانية «مع السلامة باي باي»، وبكى جمهورالوحدة قهرا وحزنا على فريقه.

في حين كانت الأفراح لا تجد لها إلا مكانا واحدا تستظل بظله وتزهو بنصره وتعانقه حتى الصباح تلك هي قلوب اليرامكه الذين اثبتوا أحقيتهم بالبقاء بعد نزاع وصراع شديدين مع الهبوط الكئيب، وناضلوا في الأسابيع الأخيرة وتوجوا ذلك بفوز عريض وكبير على الصقور أداءاً ونتيجة لم يتوقعها أفضل المتفائلين، لكن أقدام اللاعبين وجهودهم في الميدان كان لها كلمة الفصل وخطفت بطاقة الأمل من بين أفواه الأسود التي كانت جارحة في المباراتين الأخيرتين أمام الأهلي والتلال لكنهم كانوا في مباراتهم أمام اليرموك (حمامة سلام)، أما لاعبو اليرموك الذين كانوا عند مستوى المسؤولية واستحقوا التصفيق من الجماهير التي حضرت اللقاء والهتاف المتواصل من جمهورهم الذي حضر هو الاخر لمؤازرة فريقه وبصورة ملفته.

السؤال الأهم: لماذا فاز اليرموك؟ وكيف خسر الوحدة؟ والاجابة واحدة وهي: أبحثوا عن إجابة للسؤال التالي: أين وكيف وماذا فعل لاعبو الفريقين قبل اللقاء وأين موقع الإدارتين من الاعراب؟!!.. وستعرفون السبب في بقاء اليرموك وهبوط الوحدة.. فإدارة اليرموك تواجدت مع فريقها حتى اللحظة الأخيرة وصرفت المكافآت الخاصة بالفوز للاسابيع الماضية وفي حينها، فيما إدارة الوحدة ومكافآت الفريق (خارج التغطية)، كما وصفها أحد اللاعبين.

فتخيلوا نفسيات الفريقين في مثل هكذا مباراة.. أكيد أن المعنويات لها أهميتها وهي التي حملت اليرموك ومكنته من التحليق عاليا وجعلت من الوحدة يهبط إلى الهاوية.. لإن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ والبطولات السابقة والاسماء الرنانة.

ومع هذا يبقى السؤال قائما حتى الدوري القادم: هل سيبقى اليرموك على حاله كما في هذا الدوري والذي سبقه، يبحث عن النقطة أو الهدف من أجل البقاء؟.. سؤال نوجهه بصدق إلى إدارة اليرموك، حتى لا تقع في الفخ كما حصل في هذا الدوري والذي سبقه، وكانت قاب قوسين أو أدنى من الهبوط.. أما الوحدة فبالتأكيد (لا حياة لمن تنادي)، لأن الخلل كان معروفا.. ومع ذلك لم يجد اللاعبون من يتابعهم ويعطيهم حقوقهم، وبيت الوحدة مفتوح لمن أراد أن يتأكد من ذلك، والمجال لا يتسع لهذا الكلام.

المباراة فنيا كانت جميلة وقدم اللاعبون سيمفونية رائعة من الجمل والهجمات وحتى الألعاب الفردية الفنية، ولكن اليرموك كان الأفضل وظل مهاجما حتى النهاية وكان مدافعوه أكثر شراسة وفدائية ومعهم حارس المرمى الذي تفنن في إنقاذ مرماه رغم صغر سنه، وقلة خبرته، فيما كان الوحدة تائها في خط الوسط مرتبكا في الدفاع سهل كثيرا من مهمة الزول السوداني الرشيدي فضل واليمني عبدالرزاق العشبي اللذان كانا مؤذيان للغاية وأربكا دفاع الوحدة الذي خرج خاسرا المباراة والبقاء في الأولى بعد صراع طويل وعسير.

أهداف المباراة جاءت مفاجأة .. الأول لليرموك عبر الرشيدي فضل د (28)، والثاني لليرموك عبر محمد العنسي د(14) والثالث لليرموك عبر الرشيدي فضل د(20)، والهدفان الثاني والثالث في الشوط الثاني، وكانت صاعقة على جمهور الوحدة إذ يتقدم اليرموك بالثلاثة دون رد في مباراة هامة كهذه حتى جاءت د (26) وسجل مهدي الطويل هدفا شرفيا لا يسمن ولا يغني من جوع، في مباراة لا تقبل القسمة إلا على واحد، والاهداف هي سيدة اللقاء وتاج من يريد البقاء.

هدف قائد فريق اليرموك محمد العنسي الذي جاء من ضربة جزاء
هدف قائد فريق اليرموك محمد العنسي الذي جاء من ضربة جزاء
الثلاثية التي سجلت في مرمى الوحدة كانت نهاية المطاف وآخر خيوط البقاء في الأؤلى وبذلك فإن الدرجة الأولى قد طلقت الوحدة وبالثلاثة، ليهبط الوحدة لأول مرة في تاريخه دون رحمة ولم يجد جمهور اليرموك إلا أن يهتف بعد الثلاثة (حرام.. كفاية.. خلاص) وتحول الوحدة من رافع شعار النصر والدرع إلى حامل شعار (إرحموا عزيز قوم ذل)، وسط ذهول واستغراب الصديق والعدو، مع أمل أن يعاود الصعود في الموسم القادم لكن بعد عراك مع الزمن والنفس والخصوم.. وبذلك تفقد العاصمة صنعاء أبرز فرسانها وليبقى الأهلي دون منافس حقيقي في الموسم القادم، لأن (دربي العاصمة) سيغيب عن جمهور العاصمة الوفي.

الحكام الدوليون قادوا المباراة الهامة وكانوا ناجحين بقيادة الدولي أحمد قايد سيف، ومعاونيه حسين شقران ومحمد النظاري والرابع محمد أحمد نعمان وراقب المباراة الشاب مراد داغس وفنياً عبدالعزيز فارع.. مبروك لليرموك البقاء في الأولى.. ووداعاً للوحدة والصبر والسلوان لجمهور الوحدة الوفي الذي بكى كثيرا وطالب بأن تقدم الإدارة إستقالتها وأن ترحل لأنها لم تتحمل المسؤولية بأمانة وصدق.

ناصر غازي، سويد، الكهالي.. أسماء دون مسمى في مباراة الأمس ، فيما كان الرشيدي ،العنسي ،والعشبي.. وكل الفريق أسماء ومسميات واستحقوا التقدير وقبلات الجماهير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى