نجوم عدن..مرشديات

> فضل النقيب:

>
فضل النقيب
فضل النقيب
هناك بعض النجوم حياتهم ومسيرتهم الإبداعية ومداهم الاجتماعي وأبعادهم الروحية لا يُحاط بها بسهولة فهم متعددون في واحد أي أن الجذر واحد ولكن الأغصان كثيرة والظلال ممتدة والثمار دانية تسر الناظرين، ومن هؤلاء النجم الكبير محمد مرشد ناجي فهو التلميذ الفقير المجتهد والطفل العليل الصابر والشاب المكافح المتطلع إلى العُلا، وهو النقابي اللامع والمنضوي تحت لواء الوطنية الواسعة سياسياً وأخلاقياً، والمعلم المتنور والفنان البازغ كأقوى ما تكون الموهبة، وهو النموذج والقدوة في التزام الفن للوطنية وللقيم السامية ولروح الشعب المتجذرة في تراثه وسلوك بسطائه الذين هاموا بالمرشدي حباً لا شية فيه سوى ذلك التجاذب بين قطبين مغناطيسيين ولذلك حين تقدم لانتخابات مجلس النواب وضعوه بين العيون وحملوه على الأكتاف وقالوا له: بعدك الطوفان حتى قال المرجفون في الأرض أن النساء هن من حملن أبا علي إلى المجلس وظنوا أنهم بهذا القول ينتقصون من قدر فوزه وما علموا أن في ذلك الشرف كل الشرف لأن النساء شقائق الرجال، وما دمن على هذا القدر الرفيع من معرفة أقدار الناس وأوزانهم ومراتبهم فسنقول لهن ما قاله المتنبي:

ولو كان النساء كمن عرفنا

لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب

ولا التذكير فخر للهلال

ما علينا، فقد أردت اليوم أن أتحدث عن المرشدي صاحب الروح المرحة واللطائف الذكية والقفشات الساخرة.

قال لي ذات يوم ونحن ندور بالسيارة في شوارع أبوظبي: كي ورينا معهد الموسيقى حق أحمد فتحي، وقفت أمام فندق شيراتون وأشرت إلى المعهد في الجهة المقابلة، تفحصه وقرأ اللوحة على ميزان العمارة الشاهقة وقال لاداعي لأن نذهب «بريسيج تمام.. جول» ثم سألني: وهل لديه سكرتيرة جميلة، قلت: نعم، وعادها لو طلبته بالتلفون وقلت لها أعطينا أحمد فتحي تنهرك على الفور وهي تقول: من فضلك أستاذ أحمد، وقد فعلتها مرة مع زوجته الفاضلة فكادت تقوم القيامة. قال المرشدي: جول.. قلت أوضح يا أبا علي. قال شوف «الليد» عامل لنفسه «بريستيج» يعني مقام، وسأضرب لك مثالاً: يذهب إليه من يريد إحياء حفل فيقول سأعرض عليه أربعين ألف درهم وعندما يرى العمارة التي فيها المعهد يقول: لا هذا قليل سأعطيه خمسين ألف وحين يقابل السكرتيرة وتلطعه عشرين دقيقة في الاستقبال لأن الأستاذ مشغول فإنه يرفع العرض إلى ستين. طبعاً هذا بينه وبين نفسه، والله أعلم على إيش وكم با يستقر العقد.. جول.

ثم سرح به الخيال إلى فنان كبير اختار له سكناً في زقاق في حي شعبي بإحدى دول الخليج فقال إن العروض الذي تأتيه تبدأ كبيرة ثم تنزل عند الدخول إلى الحي الشعبي بضجيجه وترابه ثم تنزل ثانية عند مدخل الزقاق وتنزل أخيراً عند رؤية السكن. يا أخي ما فيش «بريستيج».

أبو علي أحد ملوك «البريستيج» بالكوفية الزنجبارية والمشية المتأنية والكشيدة الأنيقة والانتباه لمحدثه والتعليقات اللاذعة تأتي عفو الخاطر مصحوبة بإيماءات معبرة باليدين والعينين وطرف اللسان وحين اختلف مع الرئيس سالمين قال كلمته: إذا كان خلافك مع رأس الدولة فاحمل عصاك وارحل، ودائماً ما يفاجؤك بنظرة في العمق حين الحديث في أي موضوع فهو لا تخدعه المعطيات والمظاهر على السطح ودائماً يفكر في الآتي غير المتوقع.

لم أتحدث عن المرشدي المثقف الباحث والكاتب والمحاور ونزّال المعارك الفكرية.. أطال الله في عمره ومتعة بالصحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى