غرفة عدن ورؤية متقدمة قبل 32 عاما

> المحرر الاقتصادي:

> رفع الشيخ عبدالله سالم الرماح، نائب رئيس الغرفة الصناعية عدن، خطابا رسميا مرجعه رم/سري جدا/ غ/ /73 279 وتاريخه : 31 مارس 1973 الى الاخ، الممثل الشخصي لرئيس مجلس الرئاسة بعدن، اشار فيه الى المقابلة التي تمت بينه وبين الاخ نصر ناصر علي، عضو مجلس الوزراء في الشطر الجنوبي آنذاك في مبنى الغرفة في تمام العاشرة صباحاً يوم 27 مارس 1973م وبناء عليه وضعت غرفة عدن تصوراتها في ظل حكومة الوحدة اليمنية.

افاد الشيخ الرماح في صدر خطابه بأن هناك غرفتين عاملتين في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهما غرفة عدن وغرفة المكلا وتعملان بصورة مستقلة، إلا أن النشاط الرئيس ينحصر في غرفة عدن من حيث الاتصالات بالعالم الخارجي وتنظيم المعارض وإصدار شهادات المنشأ وإصدار النشرات التجارية والرد على الاستفسارات التجارية التي ترد من مختلف الغرف العربية والاجنبية.

فيما يتعلق بمحافظات الشطر الشمالي، أفاد الشيخ الرماح بأن هناك 3 غرف عاملة في كل من صنعاء والحديدة وتعز، وبحسب علم الغرفة، فإن نشاط غرفة الحديدة محدود، وعرض الشيخ الرماح اقتراح غرفة عدن بأن تكون هناك غرفتان رئيسيتان في ظل دولة الوحدة، الأولى في صنعاء والثانية في عدن.

واقترح الشيخ الرماح عقد ندوات بين غرف الشطرين لتنسيق وتبادل الخبرات في المجالات التي تخص الغرف التجارية وأشار في ذلك الصدد إلى أن غرفة عدن تتمتع بكوادر جمعت بين المؤهلات والخبرات التي تراكمت من خلال حضورهم الخارجي وتواصلهم مع الغرف والمؤسسات الخارجية.

استحسن الشيخ الرماح في سياق خطابه تعامل القطاع العام مع ثلاث مواد رئيسية وهي: السكر والدقيق والارز وأوصى بإشراك القطاع الخاص بعملية التوزيع بالاعتماد على تجار يتمتعون بالكفاية المالية والسمعة الحسنة، سيما وأن لديهم وسائل كافية للخزن.

كما أوصى الشيخ الرماح بالاستناد الى نجاح تجربة القطاع المختلط في مجال الصناعة بإنشاء شركات ومؤسسات تجارية مختلطة لاستيراد الشاي والاسمنت واللبن وأن توزع تلك الشركات والمؤسسات المواد المستوردة المذكورة وأن تترك بقية المواد للقطاع الخاص للتعامل معها انسجاما مع ما هو متبع في المحافظات الشمالية.

تطرق الشيخ الرماح في ختام خطابه الى معاناة التاجر اليمني في الشطرين من استغلال الاجانب وهيمنتهم على مقدرات التجارة تحت مسمى الوكالة أو التوكيل وبالانتفاع من التسهيلات المصرفية التي تمنح لهم مقابل فوائد رمزية، واقترح الشيخ الرماح حصر تجارة الاستيراد والتوزيع الداخلي على القطاعين العام والخاص.

هكذا جسد خطاب غرفة عدن النزعة الوحدوية الوطنية والرؤية الناضجة المتقدمة قبل 32 عاماً، وحسن النوايا لا يكفي ولا يفيد ما لم تقترن النوايا بالإرادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى