ميليس غادر دمشق من دون الاستماع الى "شهود"

> دمشق «الأيام» ا.ف.ب :

>
المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس
المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس
غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري القاضي ديتليف ميليس بعد ظهر امس الاثنين دمشق من دون الاستماع الى "شهود" ولكن بعد اتفاق على "اجراءات الاستماع" الى هؤلاء الشهود مع مسؤول سوري.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن مسؤول سوري رسمي ان ميليس غادر العاصمة السورية بعد ان اتفق مع المستشار القانوني في وزارة الخارجية رياض الداوودي "على اجراءات الاستماع الى الشهود السوريين وترتيباته".

واضاف المصدر ان ميليس غادر العاصمة السورية "على ان يعود اليها اواخر الاسبوع المقبل".

واحيطت زيارة ميليس التي استغرقت بضع ساعات بسرية تامة,وعلق دبلوماسي غربي على ذلك بالقول ان "هذا الامر قد يفتح الباب امام كل انواع التكهنات في وقت يعيش البلد على وقع الشائعات".

وانتظر الصحافيون ساعات امام وزارة الخارجية في دمشق من دون ان يتمكنوا من رؤية ميليس,وكانت السلطات السورية امتنعت عن اعطاء اي ايضاحات حول برنامج القاضي الالماني.

ويسعى ميليس للاستماع الى عدد من كبار الضباط الذين شغلوا مناصب امنية في لبنان قبل انسحاب القوات السورية منه في السادس والعشرين من نيسان/ابريل الماضي.

وذكر مصدر سوري مطلع لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان في مقدمة هؤلاء وزير الداخلية الحالي والرئيس السابق للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان اللواء غازي كنعان (بين عامي 1982 و2002) وخلفه رستم غزالة (بين 2002 ونيسان/ابريل 2005) واثنين من معاوني الاخير في بيروت محمد خلوف وجامع جامع.

وبدأ ميليس عمليا مهمته في بيروت في منتصف حزيران/يونيو ثم طلب تمديدها الى اواخر تشرين الاول/اكتوبر. وادت التحقيقات التي قام بها حتى الان مع فريقه الكبير الى توقيف اربعة من كبار المسؤولين الامنيين اللبنانيين الذين كانوا يشكلون نواة النظام الامني في لبنان الذي اقامته سوريا.

يشار الى ان سوريا باتت في مرمى المجموعة الدولية منذ اغتيال الحريري في 14 شباط/فبراير، لكن دمشق نفت ان يكون لها اي دور في ترتيب الاغتيال وهي تعتبر ان الاتهامات والضغوط التي تتعرض لها جزء من "مخطط اعدته واشنطن".

واكدت سوريا استعدادها للتعاون مع ميليس. ونقلت وكالة الانباء السورية امس الاول الاحد ان سوريا "ستتعاون وتقدم كل التسهيلات الممكنة" لعمل ديتليف ميليس.

ونقلت الوكالة عن مصدر سوري حسن الاطلاع ان "سوريا ستتعاون مع لجنة التحقيق الدولية وتقدم كل التسهيلات الممكنة لها خصوصا انها معنية جدا بجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري لان ذلك في مصلحتها".

كما اكدت يوم امس الاول الاحد صحيفة "الثورة" السورية الرسمية ان دمشق "ستتعاون بجدية ومسؤولية" مع ديتليف ميليس معربة عن تخوفها من "تسييس مهمة ميليس ودفعها الى اتجاهات اخرى لتحقيق اغراض سياسية تمس في جوهرها ونتائجها امن المنطقة وتهدد مستقبلها".

كما اكد الرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا في حديث لمجلة "دير شبيغل" الالمانية ان دمشق ستتعاون بشكل وثيق مع لجنة التحقيق الدولية.

واوضح الاسد ان بامكان ميليس "الاستماع لاي (سوري) يريد"، مؤكدا ان "هذا التحقيق في مصلحتنا لاننا واثقون من انه سيبرئنا" من الشكوك "اذا لم يتم تزوير نتائجه لاسباب سياسية".

قبل هذه التعابير المطمئنة، كان ميليس اطلق تحذيرا لدمشق. فقد اكد في مؤتمر صحافي عقده في بيروت عقب التقرير الاجرائي الذي قدمه اواخر آب/اغسطس ان سوريا اذا لم تتعاون "يكون اصعب التوصل الى الحقيقة لكن يمكننا التوصل الى المعلومات نفسها عبر اطراف اخرى".

كما كان مجلس الامن وبعد اطلاعه على التقرير الاجرائي الذي قدمه ميليس اعتبر ان سوريا لم "تتعاون بعد كليا بطريقة مناسبة" مع لجنة التحقيق الدولية.

على صعيد آخر، اتهم وزير الاعلام السوري مهدي دخل الله اليوم الاثنين دولا عدة بالوقوف وراء سلسلة اغتيالات في لبنان.

ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا" عن دخل الله قوله لدى استقبال وفد ايطالي امس الاثنين "هناك من حاول التلاعب بالوضع اللبناني عبر السعي الى توطين اللاجئين الفلسطينين فيه وعبر سلسلة من الاغتيالات التي ترمي لاشعال الفتنة بين ابناء الشعب الواحد".

ووقعت سلسلة اغتيالات ومحاولات اغتيال في لبنان منذ اغتيال الحريري. وينسب معارضو سوريا في لبنان هذه العمليات الى النظام الامني اللبناني السوري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى