> عقدت يوم أمس المحكمة الجزائية المتخصصة جلسة لها برئاسة فضيلة القاضي نجيب القادري لمتابعة النظر في قضية المتهمين بالتخريب والتخطيط لاغتيال مسؤولين في الدولة، وفي بداية الجلسة استدعي المتهم إيهاب عبدالكريم الكحلاني لقراءة التهم الموجهة إليه وما أن وصل إلى قفص الاتهام حتى رفع يديه المقيدتين إلى الأعلى وراح يهتف «نحن نرفض المحاكمة ونرفض المحامين» وردد بعدها بصوت مرتفع «الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام»، وما أن سمع المتهمون الآخرون المحجوزون في سيارة نقل المساجين صوته حتى راحوا يرددون معه ذلك الشعار، ثم جلس المتهم إيهاب في آخر قفص الاتهام وأعطى ظهره للقاضي وراح يقرأ وبصوت مرتفع سورة ياسين وقد طغى صوته على كل صوت في قاعة المحكمة، فأمر القاضي بإخراجه وإعادته مع البقية في سيارة نقل المساجين، بعدها طلب القاضي من النيابة قراءة أدلة الإثبات من خلال وقائع التحقيق مع المتهم إيهاب وفعلاً قام في البداية وكيل النيابة، ثم رئيس النيابة بقراءة وقائع التحقيق مع المتهم وقد جاء فيها «إنه بالتعاون مع متهمين آخرين قاموا بالتخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في الطريق بين صنعاء ونهم بعد أن تابعوا تنقلاته وتحركاته والطريق الذي يستعمله وكذلك ضرب السفارة الأمريكية في الدور الذي يوجد فيه مكتب السفير من منزل في الحي أمام السفارة وأنهم كانوا يريدون استعمال صواريخ مضادة للدروع في ذلك بعد أن حصلوا عليها»، كما جاء في أدلة التحقيق أيضا أن المتهم إيهاب وآخرين خططوا لاغتيال رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال. وما أن انتهى رئيس النيابة من قراءة أدلة الإثبات حتى اعترض المحامي د. محمد الخطيب على ذلك وقال:«إن قراءة النيابة لأقوال المتهم غريب جداً لعدم وجود المتهم ليؤكد أو يرفض أن تلك أقواله وهذا يذكرني بواقعة السفير اليمني في القاهرة أيام الإمامة يرقد في الجلسات ويصحو وهو لا يدري ما يدور»، ثم دار نقاش قانوني حاد بين المحامين ورئيس النيابة حول أقوال المتهمين وعن تمثيل المحامين للمتهمين قال أثناءه المحامي نزيه: «هل في أمريكا وإسرائيل ما يمنعهم من الهتاف ضد اليمن»، وقد تدخل القاضي نجيب القادري لفض الجدل القانوني بين النيابة والمحامين، واستجابة لطلب المحامين قرر أن تكون الجلسة القادمة خاصة بالمتهمين الذين يمثلهم المحامون الموجودون.

وجاء قرار المحكمة في نهاية الجلسة كما يلي: الطلب من نقابة المحامين تكليف من يدافع عن بقية المتهمين، طرح أدلة الإثبات الخاصة بالمتهمين الذين يمثلهم المحامون الموجودون في الجلسة القادمة، إلقاء القبض على والد المتهمة (25) الأخ علي السياني بصفته ضامناً عليها وإحضاره للمحكمة، الإفراج عن المتهم إبراهيم عبدالله الكبسي بضمان تجاري أكيد وذلك بسبب مرضه، تأجيل الجلسة إلى يوم الإثنين بعد القادم 26/9/2005.

وأثناء دخول مندوب «الأيام» إلى المحكمة وفي حوش المحكمة، حيث توجد سيارة السجن التي بداخلها المسجونون طلب المتهمون منه الاقتراب وقالوا له: «أنتم الصحفيون تكتبون بأننا راضون عن المحاكمة وهذا خطأ، اكتبوا بالبنط العريض نحن رافضون المحاكمة ورافضون المحامين».

ولأول مرة حضر المحاكمة مندوب من السفارة الأمريكية وجلس يستمع إلى ما يدور في الجلسة وغادرها بعد انتهائها.